النقرس أو ما أطلق عليه قديما اسم "داء الملوك" هو مرض ناتج عن حدوث التهاب ناجم عن ترسب بلورات حامض البوليك (اليوريك) في اجزاء من الجسم مثل؛ المفاصل نتيجة ارتفاع تركيزه في الجسم وما يتبعه من تشبع سوائل الجسم بهذا الحامض. يتم اكتشاف غالبية حالات الإصابة به مصادفة من خلال الفحص المخبري الدوري؛ لأن أعراضه لا تحدث بصورة واضحة الا عند حدوث ارتفاع واضح في تركيز حامض اليوريك.
النقرس هو أحد الأمراض التي تصيب المفاصل؛ نتيحة لترسب أملاح اليورات في أنسجة المفاصل وما يحيط بها من غضاريف وأنسجة وعظام وعضلات، والذي يؤدي الى حدوث التهاب فيها، وأكثر أجزاء الجسم عرضة لحدوث التهاب فيها هي؛ أصابع القدم واليد والركبة والكاحل، ونصف الحالات تبدأ الإصابة بحدوث تورم في اصبع القدم الكبرى.
يعد حامض البوليك السبب الرئيسي لحدوث النقرس، ويتكون بصورة طبيعية في الجسم نتيجة عمليات الأيض من خلال هدم الأحماض النووية الموجودة في الغذاء أو في الجسم، وارتفاع معدلاته عن المستويات الطبيعية والذي يؤدي الى ترسيب البلورات المتكونة من حامض البوليك في المناطق الأكثر قابلية وهي المفاصل وحصوات في الكلى.
وتتعدد أسباب الإصابة بالنقرس منها ما هو عائد الى عوامل وراثية وعائلية تؤثر مباشرة على قدرة الشخص على التخلص من حامض البوليك من خلال عملية الأيض المعتادة،كما ان تناول الأغذية التي تكون غنية بالأحماض الأمينية مثل الكبدة والكلاوي والسردين واللحوم والنخاعات والتونا والمحار.
الإصابة ببعض الأمراض مثل؛ سرطان الدم ومرض انحلال أو تكسير الدم بأنواعه كافة والصدفية وداء ساركويدة تؤدي الى زيادة تصنيع حامض البوليك.أمراض تؤدي الى تقليل قدرة الجسم على طرح حامض البوليك خارج الجسم مثل:
- القصور الكلوي وتكيس الكلى.- الجفاف ونقص السوائل في الجسم.- ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم.
- فرط إفراز الغدة جارة الدرقية.- نقص إفراز الغدة الدرقية.
- ارتفاع السكر الشديد.- الأدوية مثل مدرات البول الثيازيد والجرعات المنخفضة من الأسبرين والسرطان والسل.
- التسمم بالرصاص- زياة إنتاج حامض اللاكتيك الذي ينتج من الرياضة الشديدة وتناول الكحول.الأعراض والعلاج
- التهاب المفاصل وخصوصا اصبع القدم الكبرى الذي يتورم ويصبح مؤلما جدا بحيث لا يتحمله الشخص العادي ويزداد الألم مع ارتداء الشخص الأحذية الضيقة التي تعمل على زيادة الألم.
- نوبات حادة من التهاب أوتار العضلات وأغمدتها والأنسجة الأخرى المحيطة بالمفاصل.- ظهور أورام أو غدد تحت الجلد ناتجة عن ترسب أملاح حامض البوليك.- ظهور حصى الكلى التي لا يمكن تمييزها إلا بالتصوير الملون.
ويعتمد مبدأ علاج النقرس على عدد من العوامل وهي:- تناول الأدوية المخصصة لعلاج النقرس. - الحمية الغذائية.- معالجة داعمة تتمثل في الإكثار من السوائل التي تؤدي لمنع حدوث الجفاف وتمنع من ترسب أملاح حامض البوليك والابتعاد عن ممارسة الرياضة العنيفة، وتتمثل الحمية الغذائية في الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الأمينية، ومنها؛ الكبدة الكلاوي الطحال السردين. كما يجب التقليل من: اللحوم الحمراء، ديك الحبش، النقانق، المرتديلا، السلمون، سرطان البحر المحار. وفضلا عن التقليل من الأطعمة التي تحتوي على نسبة متوسطة من الأحماض الأمينية مثل؛ الدجاج، النخاعات، التونا، الأسماك، السبانخ، العدس، الفاصولياء، اللوبياء، البازيلاء الفول، الحمص، الفلافل، الزهرة، القرنبيط، الهليون .أما الأدوية التي تفيد في علاج النقرس فهي نوعان: نوع يعتمد على تخفيف مستوى حامض البوليك في الدم من خلال إيقاف تصنيع حامض البوليك مثل؛ اللوبيورينول حيث تعمل على تحطيم مادة البيورين بدون التدخل في التركيب الإحيائي للبيورينات من خلال تثبيط العملية البيوكيميائية المؤدية الى وقف إنتاج حامض البوليك من خلال إيقاف عمل انزيم زانثين اكيديز الذي يحول البيورينات الى حامض اليوريك كما في المخطط التاليفي حين يعتمد النوع الثاني على زيادة طرح حامض البوليك في البول ويعطى للمرضى الذين لا يستطيعون تناول اللبيوينول وهو البروبينسيد الذي يعمل على طرح أملاح حامض اليوريك في البول.وفيما يتعلق بالعلاجات المدعمة فيمكن إعطاء المرضى مسكنات الألم على اختلاف أنواعها للتخفيف من نوبات الألم ومنها الكولشيسين والايبوبروفين والنابروكسين وحتى حقن الكورتيزون للتخفيف من الألم ويعطى عادة مع اللبيورينول كنظام علاجي متكامل .
ساحة النقاش