يثير موضوع المزاج والغذاء اهتمام كثيرين، فهناك دراسات عديدة أثبتت أن ما يأكله المرء ينعكس إيجاباً أو سلباً على المزاج. . وتوجد أطعمة كثيرة تلعب دوراً مهماً في هذا المجال.
ما هي الأطعمة السحرية التي تتمتع بهذه القدرة العجيبة على نقل الإنسان من حالة الاكتئاب والحزن إلى حالة من الفرح والبهجة والارتياح النفسي؟
هل ميزاتها هذه نابعة من مكونات معينة فيها حيث يمكن لكل من يتناولها الحصول على النتيجة نفسها؟
تحتوي بعض الأطعمة على مكونات غذائية تكمن وراء قدرتها على تغيير المزاج والمساعدة على الاسترخاء، فكل نوع من الأطعمة يلعب دوراً في ذلك بطريقة مختلفة ويحسّن المزاج على طريقته.
في الواقع اتباع نظام غذائي متنوع يعتبر الطريقة المثلى لتحسين المزاج بواسطة الغذاء. فالنشويات تشعر الشخص بالارتياح النفسي والنشاط الجسدي لفترة أطول بشكل يمكن فيه تجنب التقلّبات المزاجية وانخفاض مستوى النشاط، كما تساعد البروتينات في تأمين الأحماض الأمينية الأساسية للجسم مثل "تريبتوفان" والتي تساعد على الاسترخاء.
أما الدهون فلا يمكن أن ننكر دورها الأساسي أيضاً، حيث تبين أن النقص في الأحماض الدهنية غير المشبعة يلعب دوراً في رفع حالات الاكتئاب.
يذكر أن البحوث الحديثة أظهرت أن النظام الغذائي المعتمد على الوجبات السريعة يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب، وحذر الأطباء أولئك الذين يأكلون بانتظام الأغذية الغنية بالدهون والوجبات الجاهزة والحلويات والسكاكر، أن 60 بالمئة من الأشخاص الذين يتناولون الوجبات الجاهزة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من غيرهم ممن يختارون الفواكه والخضراوات والأسماك.
أما وجود مستويات عالية من المواد المضادة للأكسدة في الفواكه والخضراوات فتحمي من الاكتئاب، في حين يؤدي التوتر الحاد إلى الاكتئاب فتوجد علاقة بينه وبين النقص في الحديد والسلينيوم والمغنيسيوم والفيتامينات "ب" المركبة والفولات والزنك.
يجب الانتباه بالوقت ذاته الى أهمية شرب الماء والتي تساعد على زيادة القدرة على التنبّه والتركيز والحد من حالات الكآبة.
أظهرت دراسات عديدة وجود علاقة بين النقص في حمض الفوليك وحالات الاكتئاب، إذ إن النقص في حمض الفوليك في الجسم يساهم في انخفاض مستويات مادة السيروتونين في الدماغ، لذلك تبين ارتفاع حالات الاكتئاب للأشخاص الذين يعانون نقصاً في حمض الفوليك. وإن علاجهم بحصولهم على 200 ميكروغرام من حمض الفوليك كان له النتيجة المطلوبة، علماً أنه يكفي تناول فنجان من السبانخ أو كوب من عصير الليمون للحصول على هذه الكمية.
وتربط الغالبية بين تناول الشوكولاتة والراحة النفسية وتحسّن المزاج، وهو أمر صحيح؛ لأن للشوكولاتة تأثيراً على الدماغ بسبب مكوناتها التي تعمل كمضاد للاكتئاب وترفع مستويات هرمون "الاندورفينز"، كما أن السكر في الشوكولاتة يمكن أن يزيد مستويات الـ"الاندورفينز" في الجسم.
ساحة النقاش