المكتبات
انتشرت المكتبات والكتب في جميع أنحاء البلاد وكثر التأليف والمؤلفون، ولاسيما أنه وجد حكام شجعوا العلم واهتموا به كالحكم الثاني الذي وصف بأنه كان جماعاً للكتب وكان يرسل المبعوثين إلى دمشق والقاهرة وحلب وبغداد والمدن الأخرى التي تهتم بالكتب، وذلك لشراء الكتب بأثمان عالية حتى استطاع أن يجمع نحو 400 ألف مجلد لمكتبته.
وقد روى عنه ابن الأبار قائلاً " ولم يسمع في الإسلام بخليفة بلغ مبلغ الحكم في اقتناء الكتب والدواوين وإيثارها والتهمم بها. وقد انتشرت الحلقات التعليمية في أغلب جوامع الأندلس وبشكل خاص في المدن الرئيسية كقرطبة وطليطلة وإشبيلية، ولقد وجد في كل جامع مكتبة غنية بمختلف فروع المعرفة الإنسانية, فقد كان للحلقات التي تعقد في جامع طليطلة تجذبت إليها الطلاب المسلمين والمسيحيين على السواء حتى لقد كان يقصدها من جميع أنحاء أوروبا بما فيها أنجلتراوأسكوتلندا وقد أحتفظت طليطلة بمكانتها هذه بعد سقوطها سنة 1085م حيث وجد فيها هؤلاء مكتبة حافلة بالكتب في أحد مساجدها. كثيراً من رجال الدين في الأندلس تعلموا اللغة العربية وألفوا بها، فقد نقل يوحنا رئيس أساقفة أشبيليه التوراة من اللاتينية إلى العربية وذلك سنة 764م كذلك نقل الأب فيسنتي ثمانية أجزاء من قوانين الكنيسة إلى اللسان العربي وأهداها إلى الأسقف عبد الملك في أبيات من الشعر العربي مطلعها
كتاب لعبد الملك الأسقف الندب ***جواد نبيل الرفد في الزمن الجدب
وصنف ربيع بن زياد الأسقف كتاباً في تفضيل الأزمان ومصالح الأبدان وآخر بعنوان الأنواء وألف بدرو الفونسو (1062 - 1110م) كتاباً عنوانه : تعليم رجال الدين ثم ترجمه إلى اللاتينية, ومنها نقل إلى لغات كثيرة وقد طواه على ثلاث وثلاثين قصيدة شرقية أقتبسها من حنين بن أسحق ومباشر (لعل الاسم الصحيح المبشر بن فاتك) وكليلة ودمنة لذلك إذا رغب الطالب الإسكتلندي أو الإنجليزي الأستزادة من أرسطو والتعمق فيه أكثر مما يسنح له في الترجمات اللاتينية الميسورة فلا مندوحة له من الرحيل إلى طليطلة ليتعلم هناك كيف يقرأ كتب اليونان وقد تحدث هيستر باش Ceasar of Heister Bach عن شباب قصدوا طليطلة ليتعلموا الفلك لذلك لا غرابة إن لعبت الأندلس الدور الرئيسي في نقل معارف المسلمين العقلية وكتبهم إلى أوروبا ولا سيما أن تذكرنا أنه كانت هناك فئة أخرى من السكان المقيمين تحت الحكم الإسلامي هم اليهود والذين تعلموا اللغة العربية وألفوا بها إلى جانب أتقانهم اللغة اللاتينية والعبرانية, ولقد أصبح هؤلاء اليهود إلى أجانب المستعربين وعدد من اللاتينيين الوسطاء في عملية النقل هذه