في رحاب رسول الله

صلى الله عليه وسلم

اعلم أنه لا يحصل لك الرفعة والمكانة عند الله تعالى إلا بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته ولا يحصل لك الإهمال والبعد عن الله إلا بإهمالك متابعة النبى صلى الله عليه وسلم وترك محبته، قال الله تعالى فى كتابه العزيز: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

والمتابعة تحيل التابع كأنه جزء من المتبوع وإن كان أجنبيًا عنه، كسلمان الفارسى رضى الله عنه حين قال له صلى الله عليه وسلم: "سلمان منا أهل البيت".

ومعلوم أن سيدنا سليمان من أهل فارس، وليس بقرشى، وكان عبدًا يباع فى الأسواق، ولكن المتابعة ألحقته بأسرة النبى صلى الله عليه وسلم تعليمًا من النبى صلى الله عليه وسلم لأمته، وإشارة إلى أن العمل الصالح يرفع صاحبه إلى أسمى درجات الرفعة. وكما أن المتابعة تثبت الاتصال، كذلك عدمها يثبت الانفصال، كابن سيدنا نوح عليه السلام الذى قال عنه تعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) ، وكامرأتى نوح ولوط اللتين حدث الله عنهما فقال فى كتابه العزيز: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ).

وقد جمع الله الخير كله فى بيت، وجعل مفتاحه متابعة النبى صلى الله عليه وسلم فمن فتح له باب المتابعة، فذلك دليل على محبة الله له، قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) وإذا أردت أن تطلب الخير كله فقل: اللهم إنى أسألك المتابعة لرسولك صلى الله عليه وسلم فى الأقوال والأفعال.

ومتابعتك له عليه الصلاة والسلام ومحبتك له تجعلك تشعر بحلاوة الإيمان وطعمه: " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف به في النار"

  ومتابعتك له صلى الله عليه وسلم ومحبتك له تجعلك رفيقا له في الجنة " المرء مع من أحب"

ومن يرد أن يستدرك ما فاته من تقصيره فى حق الله تعالى، وعمل الصالحات. فعليه بالإكثار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنك لو فعلت فى جميع عمرك كل طاعة، ثم صلى الله عليك صلاة واحدة، رجحت تلك الصلاة الواحدة على كل ما عملته فى عمرك كله من جميع الطاعات؛ لأنك تصلى على قدر وسعك وهو يصلى حسب ربوبيته، وهذا إذا كان صلاة واحدة، فكيف إذا صلى عليك عشرًا بكل صلاة صليتها على الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء فى الحديث الشريف.

فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى على صلاة واحدة، صلى الله عليه عشرًا".

فما أحسن العيش إذا أطعت الله فيه، بذكر الله تعالى واشتغلت بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جميع الأوقات مع إخلاص القلب، وصفاء الضمير، وحسن النية. والشعور بالحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه فى كتابه العزيز فقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

المصدر: مقالة شخصية
  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 279 مشاهدة

ساحة النقاش

الدكتور/ محمد محمود القاضي

mohamedalkady
موقع شخصي يهتم صاحبه باللغة العربية ودراساتها، والثقافة الإسلامية، والثقافة العامة، والتأليف للطفل. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,486