: هل تعرف كيف تختار رئيس الجمهورية؟
إذا كنت من أعداء الثورة فلن يفيدك هذا المقال
مع رجاء نشر هذه الرسالة أو نشر معانيها
بقلم
17 أغسطس 2011
أ.د. محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية
0127435754
في الدول المتقدمة لا يحدد رؤساء الجمهوريات كأفراد هناك مصائر هذه الدول، إلا في النذر القليل جدا، ذلك لأن هذه الدول تتمتع بنظام مؤسسي متين وناضجٍ للغاية، وهذا هو سر تقدمها. أما في مصر وأمثالها من الدول المتخلفة فعادة ما يكون لرئيس الجمهورية الدور الأعظم في تحديد مصائر تلك الدول. ولولا هذه الحقيقة ما تناولنا البحث في هذا الموضوع.
والأمر المقلق والمحير هو تفكير كبار المثقفين والكتاب حول هذا الموضوع، وهم كثيرون. وكان آخرهم الدكتور ممدوح حمزة حيث يقول أن البرادعي لا يصلح لرئاسة الجمهورية لأنه "عاش بره"، ثم يأتي كاتب آخر وهو الأستاذ عمرو صابح في جريدة العربي-أبو العلا (14 أغسطس) ويقول في مقال طويل أن "البرادعي بطل من ورق في 25 يناير". والحقيقة أن الحبيبين حمزة وصابح ينطبق عليهما المثل الشعبي "ما لقاش في الورد حاجة قال دا أحمر الخدين." الذي يعيش بره يرى النور فيدرك الظلام ويشعر به، والذي يعيش بره لا يُلَوث ولا يتعود على الخبائث الاجتماعية فلا يشعر أنها مصائب، ثم الذي يعيش بره يرى مصر بنظرة الطائر الشاملة الموضوعية غير المتأثرة بأجندة محلية معينة، ثم أن المستنيرين الذين أضاءوا مصر في القديم والحديث "عاشوا بره"، ثم في النهاية لم يعد هناك بره وجوه لأن العالم كله أصبح قرية واحدة صغيرة. أما الأستاذ صابح فقد عرض في مقاله الطويل سيرة البرادعي ونشكره عليها لأنها موضوعية، وكل ما يزعجه أن البرادعي باحث عن السلطة، وأن مؤيديه يدعون أنه مفجر الثورة الحقيقي. ما علاقة هذا بكونه نمرا ورقيا؟ ثم يقول في خاتمته "مصر الثورة لا تحتاج رئيسا مغتربا هابطا بالبراشوت على حياتها السياسية قبل عام من الثورة. مصر الثورة تستحق أكبر من ذلك." هل الاغتراب والعمل في الخارج يسبب التخلف العقلي؟ أم هل هو جريمة عدم حسن سير وسلوك؟
ربما سمعت عن مدرس أو أستاذ ظالم، دون أن يدري، يضع سؤالا في امتحان آخر السنة من سؤال واحد من صفحة واحدة في مقرر مكون من 500 صفحة. طالبان أحدهما لم يذاكر ولكنه قرأ هذه الصفحة بالصدفة فنجح، والآخر ذاكر المقرر كله ولكن نسي هذه الصفحة بالذات وأيضا بالصدفة فرسب. الحكم على الأمور من جانب واحد يسمى جبرية والجبرية خطأ قاتل في التفكير العقلاني العلمي.
ولذلك فإن تقييم رئيس الجمهورية واختيار الأنسب يعتمد على معايير موثوقة وصادقة، أي مرتبطة بالكفاءة الحقيقية لرئيس الجمهورية، ولنفترض أن هذه المعايير أربعة في عددها، فحينئذ لا نكتفي بمعاملتها كأنها متساوية في الأهمية. ذلك مثل اختبار آخر السنة الذي يتكون من أربعة أسئلة مجموع الدرجات 100 ولكن السؤال الأول قليل الأهمية قليلا ولذلك فعليه بمفرده 20 درجة، ثم يأتي السؤال الثاني وليكن أكثر أهمية فعليه 30 درجة، ثم يأتي السؤال الثالث قليل الأهمية فعليه 15 درجة فقط، وأخيرا يأتي السؤال الرابع وهو الأكثر أهمية فعليه 35 درجة بمفرده. هكذا نتعامل مع معايير اختيار رئيس الجمهورية من حيث عددها ودرجة أهمية كل منها، ونخرج في النهاية بدرجة موزونة لكل من البرادعي مثلا وحمدين صباحي وعمرو موسى والعوا والبسطويسي ....إلخ. والأعلى في مجموع الدرجات هو المرشح الأفضل. إذن فالأمر ليس "عاش بره" أو "براشوت".
فيما يلي سأعرض هذه المعايير ومعناها ودرجة أهميتها ثم أعطي درجات لكل مرشح أذكره الآن، ونرى في النهاية من الأحق برئاسة الجمهورية من وجهة نظري الخاصة، ويمكنك سيادة القارئ أن تحدد معاييرك الخاصة، إذا لم تعجبك هذه المعايير، وأهميتها، ثم تقدر درجة كل مرشح حسب تقديرك الشخصي. هنا تكون قد اتبعت الطريقة الرشيدة العلمية للتقييم. وتنطلق المعايير التالية من رؤية نظرية في العلوم الاجتماعية تشمل الخصال الشخصية ثم ثالوث "المعرفة والرغبة والقدرة"، ومن ثم سألخص هذه المعايير للتبسيط في أربعة فقط:
المعيار الأول: الخصال الشخصية، وسأعطي له درجة أهمية تقدر بـ 20 درجة من 100.
المعيار الثاني: المعرفة، درجة أهمية تقدر بـ 30 درجة.
المعيار الثالث: الدافعية، درجة أهمية تقدر بـ 15 درجة.
المعيار الرابع: القدرة، درجة أهمية تقدر بـ 35 درجة.
<!--الخصال الشخصية (الدرجة الكلية 20): وتعني قدرة الشخص على الاتصال والتواصل وقدرته على الاستماع والإنصات والتعاطف مع الآخر ووضع نفسه موضع الطرف الآخر "التقمص الوجداني"، وحسن الحديث، والإخلاص، والتواضع، وحب الوطن والشعب، والبيئة التي نشأ فيها والتي تحدد مدى شبعه وعدم انتهازيته، ومدى الإلهام في شخصيته، والتقوى، والإيمان بثورة 25 يناير وتحقيق مطالبها، والإيثار، والمكانة العالمية.
(البرادعي 19 درجة) - (عمر موسى 16) – (صباحي 18) – (البسطويسي 18) – (أبو الفتوح 16) – (العوا 16) – (أبو اسماعيل 17) - (نور 14) - (الأشعل 14) - (بلال 14) – (حتاتة 14) – (حسين 14) – (شفيق 12) – (مرتضى10) – (عكاشة 5) – (سليمان 10)- (بثينة 14)
<!--المعرفة (الدرجة الكلية 30): وتعني الثقافة والمعرفة العالمية والرؤية بالنسبة للتنمية وبناء الدولة والقدرة على التفكير العلمي المنظم ومعرفة العلاقات الدولية وأساليب التفاوض والفكر الاستراتيجي.
(البرادعي 28 درجة) - (عمر موسى 20) – (صباحي 25) – (البسطويسي 18) – (أبو الفتوح 16) – (العوا 15) – (أبو اسماعيل 10) - (نور 10) - (الأشعل 14) - (بلال 10) – (حتاتة 10) – (حسين 14) – (شفيق 13) – (مرتضى 5) – (عكاشة 1) – (سليمان 25) - (بثينة 10)
<!--الدافعية (الدرجة الكلية 15): وتعني الرغبة المخلصة والاستعداد للتضحية من أجل تحقيق مطالب الثورة، والتفكير المتواصل والمبادرة من أجل ذلك.
(البرادعي 15 درجة) - (عمر موسى 8) – (صباحي 12) – (البسطويسي 12) – (أبو الفتوح 8) – (العوا 8) – (أبو اسماعيل 7) - (نور 9) - (الأشعل 9) - (بلال 6) – (حتاتة 7) – (حسين 8) – (شفيق 4) – (مرتضى 2) – (عكاشة 1) – (سليمان 4) - (بثينة 14).
<!--القدرة (الدرجة الكلية 35): وتعني القدرة التنظيمية والإدارية بالدرجة الأولى والتي تتمثل في وضع ووضوح الأهداف والوسائل وتحديد حجم العمل وتقسيمه وتوزيعه والرقابة والتقييم وتعديل الاستراتيجيات والخطط، ثم تعني أيضا القدرة على العلاقات الاجتماعية الإنسانية أي القدرة على تحقيق مطالب الناس العادلة وإرضاء الجميع بقدر الاستطاعة وتحقيق الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، ثم تعني أخيرا القدرة الفنية وهي كل ما يتعلق بالفنون التكنولوجية والمهنية.
(البرادعي 33 درجة) - (عمر موسى 30) – (صباحي 25) – (البسطويسي 22) – (أبو الفتوح 18) – (العوا 16) – (أبو اسماعيل 12) - (نور 20) - (الأشعل 22) - (بلال 14) – (حتاتة 14) – (حسين 14) – (شفيق 32) – (مرتضى 5) – (عكاشة 1) – (سليمان 25) - (بثينة 12)
النتيجة النهائية (مجموع الدرجات لكل مرشح بالنسبة للمعايير الأربعة والدرجة الكلية 100 ومرتبة ترتيبا تنازليا):
(البرادعي 95 درجة) - (صباحي 80) - (عمر موسى 74) – (البسطويسي 70) – (عمر سليمان 64) - (شفيق 61) - (الأشعل 59) - (أبو الفتوح 58) – (العوا 55) – (نور 53) - (حسين 50) - (بثينة 50) - (أبو إسماعيل 47) - (حتاتة 45) – (بلال 44) – (مرتضى 22 ) – (عكاشة 8) .
وبالمناسبة لو فكرت أنا تفكيرا عاطفيا (أي جبريا) ما أعطيت عمر سليمان أو شفيق أو عمرو موسى تلك الدرجات العالية، وكذلك كنت أعطيت بثينة كامل أكثر من 50، ولكن التفكير الموضوعي يعطيهم هذا الحق، أي إن الموضوع أمانة كبيرة يا دكتور حمزة ويا أستاذ صابح، وليس الأمر مجرد "عاش برة" أو "نزل علينا ببراشوت."
ساحة النقاش