تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

authentication required

Subject: حمزه وحذاء الفتى الوهابي

الثقافة غذاء، وتبادل الفكر دواء، والتواصل الاجتماعي شفاء، وتفاعل الفكر نماء.

إن لم يعجبك قولي فأرشدني،

وإن ضقت بي ذرعا فأخبرني،

أو بلوكمي، أو سبام مي.

 

أ.د. محمد نبيل جامع [email protected]

 حمزه وحذاء الفتى الوهابي

إذا كنت من أعداء الثورة فلن يفيدك هذا المقال

مع رجاء نشر هذه الرسالة أو نشر معانيها

  بقلم

15 أغسطس 2011

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

0127435754

[email protected]

كنت أشاهد التليفزيون الأمريكي فشاهدت إعلانا معناه "إذا أردت أن تصلك نسخة من كتاب المورمون فاتصل بهذه الرقم المجاني"، فاتصلت فوعدوني بعد أن عرفوا عنواني في مدينة إيثاكا بنيويورك أن اثنين من الإخوة سيحضرانه لك الخميس الساعة السابعة مساءً. في الميعاد وصل شابان في نهاية العشرينات في زي موحد، بدلة كحلة وكرافتة حمراء تقارب حمرة وجهيهما النضرين. تعارفنا وقلت لهما أني أستاذ جامعي في مهمة علمية بجامعة كورنيل لعدة شهور كمنحة من هيئة الفولبرايت. لماذا طلبت هذا الكتاب؟ قلت لهم لأني مهتم بمقارنة الأديان في تخصصي علم الاجتماع. انتهت المناقشة على تحديد الخميس من كل أسبوع الساعة السابعة ليزوراني لتدارس هذا الكتاب وتدارس الدين الإسلامي في نفس الوقت. وكان الحوار شيقا للغاية لمدة سبعة أسابيع كان لا ينقصه إلا أنهم لا يشربون الشاي أو القهوة أو العصائر وتبين رجوع ذلك لأسباب دينية. مهمتهم كانت تعميدي وإدخالي في الديانة المورمونية وانتهى الحوار على أنني ازددت إيمانا بالإسلام، كما ازدادوا هم إيمانا بالديانة المورمونية، كما ازداد إيمان كل منا بقول المولى سبحانه وتعالي "لكم دينكم ولي دين"، وكان هذان الأخوان آخر من ودعني من مدينة إيثاكا قبل عودتي إلى مصر الحبيبة عام 2000م. هذا هو الحوار الراقي.

أقول ذلك لأخي أو ابني الوهابي الذي ألقى بالحذاء في وجه المناضلين الدكتور ممدوح حمزة والدكتورة كريمة الحفناوي في قنا مذكراً إيانا بحذاء منتظر الزايدي والسفاح بوش، ولكن شتان بين من يعمل من أجل مصر وعزتها وبين من دمر العراق وأهدر دماء أبنائها. ومع ذلك فقد سجن الزايدي وخفف حكمه لحسن سيره وسلوكه.

أبنائي الإسلاميين المتسعودين، أهذا الذي تعلمتموه من شيخ الإسلام؟ أهذا الذي تعلمتموه من مشايخكم؟ ألم تعلموا منهم قول الحبيب عليه الصلاة والسلام "لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء"؟ وأن حبيب الله كان أشد حياءً من العذراء في خدرها – والحياء إن لم تعلموا هو الأدب؟ والله لقد شُوهت عقولكم وحُرفت شخصياتكم، فعودوا إلي تدبر قرآنكم وسنة حبيبكم، ولا تتعجلوا مراتب الإحسان على طريقة الذي يجرى إلي الصلاة وهو مأمور بالسكينة وتعويض ما فاته، ولكن تعجلوها بالمسارعة في الخيرات. والله أدعو أن يهديكم، وأن تكونوا من المهتدين.

أما صلب العتاب، عتاب الأحبة، في هذا المقال فهو موجه للأستاذ الدكتور ممدوح حمزه:

1.     حضرتكم استشاري عالمي مرموق، وقد رجعت لسيادتكم بكل تقدير في مؤلفاتي عن التنمية، وحسناتكم في التنمية لا يكفي ذكرها كتاب خاص، ولكن كان لهذه الحسنات أن تتضاعف لو اتسمت رؤيتكم التنموية بدرجة أكبر من الشمولية والتكامل والتوجه نحو التنمية المؤسسية بدرجة تفوق التوجه نحو التنمية بالمشروعات. وهذا هو سبب النقاط التالية.

2.     الديمقراطية مشاركة، والتنمية مشاركة، والحوار مشاركة. ما كان لهذا الحذاء أن يطير في الهواء لو أن هذا الفتى الوهابي قد فُتح صمام أمن عقله كي ينفس عن هذا الشحن الانفجاري قبل أن يسمع مفاهيم الديمقراطية والمواطنة والدولة المدنية المضادة لعقيدته الدينية في الدولة الدينية.

3.     كان من واجب الدكتور ممدوح حمزه أن يسأل الفتى الوهابي (والحضور) عن مفهوم السلطة في الدولة الدينية وهي سلطة الفقيه، ثم يعرض لمفهوم السلطة في السياسة واعتمادها على العقل والمبادئ الإنسانية السامية والعدل والتي تتجسد في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.

4.     كان على الفتى الوهابي أن يحاورنا في مفهومه عن الحكم بما أنزل الله، حيث أن الله سبحانه وتعالي لم ينزل شيوخا أو فقهاءً ليحكموا، وإنما أنزل سبحانه وتعالي مبادئ وقيما ومعايير يحكم بها من خلال مؤسسة حكمية هي السياسة، هي الحكومة، وإلا فإن الدولة الدينية ستكون قد ألغت من بنائها المؤسسة الحاكمة والمهيمنة (الحكومة)، وتكون قد اكتفت بمؤسسات المجتمع الأربع الباقية وهي الأسرة والتعليم والاقتصاد والدين، وهنا تكون قد قطعت رأس الدولة.

5.     الدكتور ممدوح حمزه شخصية عامة الآن، مسموع ومشاهد ومقروء بالملايين بداية من الزمالك وجاردن سيتي حتى كفر عزام مركز السنبلاوين دقهلية. أن يقول أن الدكتور البرادعي لا يصلح لرئاسة الجمهورية مبررا ذلك بأنه "عاش بره"، وهي حجة له وليست عليه، ثم لا يرد عليه الرجل الخلوق بعفة لسانه وكمال خلقه، كأنه "لم يجد في الورد عيبا فقال دا أحمر الخدين". وهذا لمما يدعوني لأن أرد على الدكتور حمزه مقتنعا بمبررات عقلية منطقية أن هذه الرجل- الدكتور البرادعي- هو الذي سيتفوق على من يضرب بهم الأمثال في ماليزيا وتركيا وغيرهما  في بناء مصر الحديثة بعد الثورة الينايرية المستنيرة إن أراد الله له أن يقوم بخدمة رئاسة الجمهورية.

وأعدك يا أستاذي الدكتور حمزه أني سأكتب مقالا خاصا لسيادتك حول الرؤية العلمية لاختيار مرشح رئاسة الجمهورية.

أما الآن فيكفيني أن أقول أن سيادتكم  "جبري" في هذا القول "عاش بره".وإذا لم تكن تعلم، فالجبرية هي إحدى الأخطاء القاتلة في التفكير العلمي. لقد قلت مرة في التليفزيون أنك لا تستطيع أن تدير 12 شخصا في مكتبك الاستشاري معتذرا عن المناصب السياسية، وأقول لقد أدار الدكتور البرادعي أكثر من 2500 شخص يعملون بالوكالة الدولية للطاقة النووية بكفاءة واقتدار شهد بهما العالم كله.

لا أنكر يا دكتور حمزه أنك الآن أحد أعظم الناشطين السياسيين من أجل إتمام ثورة 25 يناير وتحقيق مطالبها – وأنا من أجل ذلك أقبل رأسك بل وحذاءك – ولكن لا تنسى أن الدكتور البرادعي هو المفجر الحقيقي لتلك الثورة، وسيظل رمزا لها حتى ولو أبعدته عن رئاسة الجمهورية تلك الفلول المتجزرة في كل مكان بالإضافة إلى العقول المغيبة كتلك التي ألقت بالحذاء في الهواء. فأرجوك من أجل الثورة التي تعشقها كن موضوعيا، واعط كل ذي حق حقه، وإلا فقد يتهمك البعض بأنك من أعداء النجاح، أو حتى بالتواطؤ مع الفلول.  

وكل عام وأنتم بخير

 

 

المصدر: أ.د. محمد نبيل جامع

ساحة النقاش

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

99,100