من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

authentication required

كتبت: الداعية ألفت مهنا

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:  أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِى بِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِى لِحُبِّى".

نعم  ..  لا شك أن الله سبحانه يحب سيدنا رسول الله ولكن السؤال الذى أريد أن أطرحه هو ما هى مظاهر حب الله لرسوله؟؟

من يدرس سيرة الحبيب المصطفى يصل إلي حقيقة  وهى أن الله أحب رسوله ومظاهر هذا الحب هى أنه سبحانه قد تولى أمره كله فلم يتركه لنفسه ولا نفسا واحدا  منذ أن أراد أن يخلقه تولى أمره كله. وفى هذه الكلمات نقول والله ولى التوفيق.


نعم .. أحبه الله  فتولى جميع أمره
أحبه  .. فكان أول من نطق إجابة لله ألست بربكم  فقال: بلى

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} الأعراف172

نعم  .. أحبه  فأخذ له العهد من الأنبياء والرسل أن يتبعوه 
{وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} آل عمران81

نعم .. أحبه  فاختار له أجداده .. فلم تنتقل نطفته الطاهرة إلا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الطاهرة حتى وصل إلي أبيه عبد الله وأمه آمنة رضى الله عنهما  قال تعالى {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } الشعراء219 
وقال عليه السلام:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، أَيْنَ كُنْتَ وَآدَمُ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَتَبَسَّمَ حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ، ثُمَّ قَالَ: " كُنْتُ فِى صُلْبِهِ، وَرُكِبَ بِى السَّفِينَةُ فِى صُلْبِ أَبِى نُوحٍ، وَقُذِفَ بِى فِى صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ، لَمْ يَلْتَقِ أَبَوَاىَّ قَطُّ عَلَى سِفَاحٍ، لَمْ يَزَلِ اللَّهُ تَعَالَى يَنْقُلُنِى مِنَ الأَصْلابِ الْحَسَنَةِ إِلَى الأَرْحَامِ الطَّاهِرَةِ. صِفَتِى مَهْدِىٌّ لا يَتَشَعَّبُ شِعْبَانُ إِلا كُنْتُ فِي خَيْرِهِمَا، قَدْ أَخَذَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالنُّبُوَّةِ مِيثَاقِى، وَبِالإِسْلامِ عَهْدِى، وَبَشَّرَ فِى التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ذِكْرِى، وَبَيْنَ كُلِّ نَبِى صِفَتِى، تُشْرِقُ الأَرْضُ بِنُورِى، وَالْغَمَامُ لِوَجْهِى، وَعَلَّمَنِى كِتَابَهُ، وَرَوَى بِى سَحَابَهُ، وَشَقَّ لِى اسْمًا مِنْ أَسْمَائِهِ، فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَوَعَدَنِى يَحْبُونِى بِالْحَوْضِ وَالْكَوْثَرِ، وَأَنْ يَجْعَلَنِى أَوَّلَ شَافِعٍ، وَأَوَّلَ مُشَفَّعٍ، ثُمَّ أَخْرَجَنِى مِنْ خَيْرِ قَرْنٍ لأُمَّتِى، وَهُمُ الْحَمَّادُونَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ.

نعم ..  أحبه فاختار له يوم مولده وظهوره لإنارة الوجود بعد حادثة الفيل التى تأكد فيها حقيقة الإيمان بالله على لسان جده  ( للبيت رب يحميه)
نعم .. أحبه فأختار له مكان الميلاد  أم القرى – مكة المكرمة التى حفظها الله.
نعم  .. أحبه فأختار له أسم مشتق من أسمه كما قال فذو العرش محمود وهو محمد.
نعم .. أحبه فأختار له زوجاته وأختار له أصحابه وأختار له أصهاره وأختار له ذريته.
نعم  ..  أحبه فاختار له الرسالة الخاتمة ليحملها إلى العالمين.
نعم .. أحبه  فجعله ببشريته قادر على أن يتحمل الأنوار الإلهية في بدء الخلق ويوم المعراج ويوم البعث.
نعم .. أحبه فجعله ببشريته يتحمل ما لا يتحمله الجبل قال تعالي:
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} الحشر21

وقال سبحانه: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} البقرة97 

نعم  تحمل قلبه عليه السلام ما لا يتحمله الجبل ..  فداك روحى يا رسول الله
نعم  .. أحبه  فكتب أسمه على العرش
نعم ..  أحبه  فجعله صاحب المقام المحمود وصاحب الوسيلة
نعم .. أحبه  فأقسم بعمره قال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} الحجر72
نعم .. أحبه فمدح خلقه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم4
نعم ..  أحبه فجعل جزاء من يؤذيه فى الدنيا والآخرة قال تعالي:
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً} الأحزاب57

نعم  .. أحبه فجعله عين الرحمة الغير محدودة للعالمين – والعالمين كل ما سوى الخالق سبحانه. فقال {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} الأنبياء107.
 وبيان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن طريق الوصول الي الجنة الرحمة قال عليه السلام، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّهُ لَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ أَحَدًا عَمَلُهُ"، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: "وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنىَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ "

نعم  حقا وصدقا  .. الجنة طريقها الوحيد و سبيل الوصول إليها الرحمة، وسيدنا رسول الله هو عين الرحمة، إذا طريق الجنة هو حبيبنا وحبيب رب العالمين.

اللهم ارزقنا حبك وحبه وحب آل بيته وصحابته أجمعين وحب ومن تحبه
يا الله       يا الله        يا الله

المصدر: الداعية ألفت مهنا - مجلة حواء

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول