كتبت: الداعية ألفت مهنا
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم
الحكمة العاشرة:
الأَعْمالُ صُوَرٌ قَائَمةٌ، وَأَرْواحُها وُجودُ سِرِّ الإِخْلاصِ فِيها.
معانى الكلمات
العمل (ج. الأعمال): كل ما يُتقرب به إلى الله من عمل، كصلاة وصيام وصدقة وتلاوة وذكر وأمر بمعروف ونهى عن منكر. أى أعمال الجوارح
السرّ: والسرّ فى اصطلاح أهل الحقيقة: لطيفةٌ مودعة فى القلب كالروح فى البدن وهو محل المشاهدة، وما خفى عن الخلق فلا يعلم به إلا الحق، وخفاءٌ بين العدم والوجود موجودٌ فى معناه، وما غيّبه الحق ولم يُشرف عليه الخلق, فسرّ الخلق ما أشرف عليه الحق بلا واسطة، وسرّ الحق ما يطلّع عليه إلا الحق.
شرح الحكمة العاشرة
سبحان الظاهر الباطن .. الذى خلق الخلق وتجلى عليهم بصفاته فهو الظاهر فلهم جوارح ظاهرة للناس ولكن جعل لكل حاسة روح باطنة وسر لا يعرف كونه الا الله .. فهذا جسد بلا روح فهو ميت، وهذه أعين بلا بصر فلا تبصر، وأذن بلا سمع فلا تسمع، وهكذا لكل حاسة روحها التى تجعلها قادرة على أداء وظيفتها. وقد بين الله لنا أن كل منا مسئول عن هذه الحواس الظاهرة والباطنة فقال سبحانه: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } الإسراء36
فقد جعل الله سبحانه وتعالى المسئولية على سر الحواس، فالسمع سر الأذن والبصر سر العين، والفؤاد سر القلب.
ومن هنا قال سيدى أحمد بن عطاء الله إن العبادة وسائر أعمال الانسان بمثابة الجسد أو الحاسة، وسرها وحياتها إنما هو الإخلاص فيها والمسئولية أمام الله تكون عن الإخلاص ولذلك قال العلماء إن الإخلاص هو السر بين العبد وربه، فلا يعرفه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده.
اللهم ارزقنا الإخلاص ثم خذنا من الإخلاص إليك حتى لا نرى سواك فتخلصنا من الإخلاص إلى الخلاص لنكون من عبادك المخلصين الذين قلت فيهم {إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } الحجر40
آمين آمين آمين
ساحة النقاش