كتبت: أ.د. نادية حجازى

بالطبع لا توجد إجابة صحيحة وأخرى خاطئة، فهذا إنما يعتمد فى الأساس على الترتيبات الحالية التى ترضين عنها أنت وشريك حياتك. ويعتمد هذا إلى حد كبير على طبيعة شخصية كلا الزوجين. أما الأمر الأساسى هنا يتمثل فى قضية التحكم والمراقبة، فمن يتحكم فى المال يتحكم بالتالى فى الإنفاق المنزلى فإن لم يكن لديك دخل خاص بك وتعتمدين على دخل شريك حياتك فى الإنفاق المنزلى فستكون لك السيطرة المالية على الأمور المنوطة بتوفير العناية لها مثل شراء مستلزمات المنزل من السوق، وتوفير المصروفات اليومية للأبناء. أما زوجك فربما يتحكم ماليا فى الأمور الأكبر مثل الرهن العقارى والمدفوعات الإيجارية ومستحقات السيارة.

إن المناقشة الحرة والتواصل المستمر بين الزوجين يعد أمرا حيويا وهكذا الشفافية أيضا، ويشكل الشك والإحباط -علاوة على التباين في عادات الإنفاق- مجموعة من الأسباب الرئيسة في نشوب التصادم الأسرى بخصوص الأمور المالية للمتطلبات المنزلية، فيتحتم عليكما مناقشة أى شىء يصيب أحدكما أو كليكما بالأرق، والوصول إلى نتيجة مرضية لكلا الطرفين.

تشكل الثقة عاملا أساسيا فى شأن إتخاذك قرارا بامتلاك حساب مصرفى مشترك مع شريك حياتك أو امتلاك حساب مصرفى خاص، فكثير من السيدات تربين على نصائح أمهاتهن اللائى دائما ما ينصحنهن بامتلاك حساب مالى خاص، وإلا سيؤول مصيرهن للإفلاس إذا ما تركهن شركاء حياتهن، فإذا توفرت الثقة بين الزوجين فيمكنهما امتلاك حساب مصرفى مشترك، أما إذا انعدمت الثقة فعلى كل منهما امتلاك حساب مصرفى مستقل. ولكن تذكرى دائما أن زوجك ليس هذا الوغد الذى سوف يهرب بكل ما في الحساب المشترك من أموال.

كما يوجد عامل آخر يؤثر على ما إذا كان من الأفضل للزوجين امتلاك حساب مصرفى مشترك أو منفصل وهو ما إذا كانت الزوجة موظفة، فغالبية السيدات العاملات يمتلكن حساب مصرفى خاص، وهذا لأن معظم أصحاب الأعمال يضيفون رواتب موظفيهم إلى حسابات مصرفية بدلا من تسليمها نقدا، بالإضافة إلى أن كل الأسر التى يعمل فيها الزوج والزوجة يكون لدى الزوجين ترتيب خاص بما سوف يتحمله كل شريك من نفقات يدفعها من حسابه، أما بالنسبة للأسر التى يعمل فيها الزوج فقط خارج المنزل فإنه يخصص لزوجته جزء من راتبه لتغطية نفقات الإحتياجات المنزلية، فعلى الزوجة فى هذه الحالة أن تطرح جانبا شيئا يسيرا من هذا الراتب فى حساب مصرفى ليوم عاصف.

ويعد امتلاك حساب مصرفى مشترك أداة تسهل سلاسة إدارة الميزانية الخاصة بالإحتياجات المنزلية والإنفاق، كما أن التفاوض بخصوص من سيقوم بدفع ماذا سيكون أمرا نادر الحدوث طالما كان هناك حساب مصرفى خاص بإحتياجات المنزل، ويفضل بعض الأزواج امتلاك حسابات مصرفية مستقلة، ولكن يجب على هؤلاء الأخذ فى الاعتبار بأن الحسابات المصرفية يتم تجميدها فور رحيل أصحابها عن الحياة، وما من شك في أن هؤلاء لا يزالون يرغبون في نقل مدخراتهم المصرفية إلى ذويهم المقربين، فاعملوا بجدية لمثل هذا اليوم الطارئ.

الأبناء
أشركى أبناؤك فى مخططاتك المالية، وأطلعيهم على الأهداف والإستراتيجيات المالية للأسرة، كما يستحسن أن تشجعينهم على التفكير فى أهدافهم المالية الخاصة، ويمكن لهذه الأهداف الصغيرة أن تندرج ضمن ميزانية مشتريات الإحتياجات المنزلية أو من ميزانياتهم الخاصة بهم، فعلى سبيل المثال إذا ما أرادت صغيرتك التي تبلغ عشرة أعوام أن تقتنى دراجة جديدة فعليك أن تجلسى إليها لتساعديها في وضع خطة الإدخار التى تساعدها على شراء الدراجة، وبهذا فإنك تنمين مهارة المسؤولية المالية عند طفلتك، وإذا لم تدرك السبب وراء عدم شراؤك المباشر للدراجة أخبريها بأن شراء أي شئ غير مخطط لشرائه سوف يؤدى إلى عدم شراء شئ آخر كان مدرجا في خطة الشراء.

أما في حالة أنك ترغبين فى وضع نظام مالى لمكافأة أبناؤك ماليا على ما يقومون به من أعمال من أجل إرساء عملية كسب المال في أذهانهم، فتأكدى من أنك لا تكافئيهم من أجل قيامهم بالأعمال المنزلية المقررة، وإنما كافئيهم عندما يقومون بعمل إضافى وكونى عادلة وجادة، وناقشى معهم ودونى بالتحديد قدر المكافأة التى سوف يحصلون عليها إيذاء القيام بكل مهمة يؤدونها إليك، فهذه أفضل فرصة لكى تعلميهم كيفية إدارة الأموال وتساعدينهم أيضا على معرفة كيفية وضع الميزانية والإدخار، إبدئى معهم صغارا!

دعي جسور التواصل قائمة، شاركى أسرتك فى مدى سرورك وسعادتك بما تحققين من نجاحات بدلا من أن تلقى عليهم باللوم إزاء عاداتهم السيئة وغالية الثمن، مثلى لهم دور الأم والزوجة الحكيمة فى الإنفاق، وبمجرد أن يلمسوا نجاحك وتحقيقك لأهدافك سيلتفون حولك ويمدون يد العون لك.