من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتبت: د. عبير بشر

عندما تصبح الزوجة أما لأول مرة ترغب فى أن يصبح كل ما هو متعلق بطفلها مثاليا، وتنهال عليها الخبرات السابقة من الأهل والأصدقاء، ويتملكها مفهوم خاطىء بضرورة إتباع نصائح الأخرين حرفيا، وتكتشف أنه لا نهاية للقواعد التى يجب عليها إتباعها لكى تكون أما مثالية . . عزيزتى الأم لا تستسلمى لطوفان القواعد . . إفعلى أو لا تفعلى، لأنه بالفعل هناك قواعد وضعت ليتم كسرها، وفيما يلى نستعرض بعض تلك القواعد الثابتة.

الإلتزام بنظام حازم
إن الروتين اليومى يمكن أن يكون مريحا لك، خاصة إن فرض بعض النظام يساعد فى تنظيم الفوضى التى قد يسببها ضيف جديد على الأسرة هو طفلك الصغير. إلا أن الأم الحكيمة تدرك أن أى نظام يجب أن يتسم بالمرونة، لأن النظام الصارم يعطى نتائج عكس المرجوة لك ولطفلك. والمشكلة الأساسية فى الروتين الصارم أنه يفترض أن الأطفال كلهم سواء، إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك، وإذا لم يتوائم طفلك مع النظام الصارم المفروض عليه تشعرين أن الخطأ خطؤك، وهو بالطبع إستنتاج غير صحيح. نصيحه الخبراء لك أنه بدلا من الإعتماد على نظام وضعه غيرك ليقول لك ما يحتاج إليه طفلك، حاولى أن تتفهمى تلميحات طفلك التى يشعرك من خلالها بإحتياجاته الفعلية وسرعان ما ستدركين علامات الجوع والإرهاق عليه، ومن ثم عدلى من إيقاع يومك وفقا لإحتياجاته هو، ولا تشغلى بالك بما تفعلة غيرك من الأمهات، وإلتزمى بما يناسب طفلك وأسرتك.

تعقيم كل شىء
يجب على الأمهات الإعتناء بالعادات الصحية وبخاصة فى الشهور الستة الأولى من حياة المولود، وتكسب النظافة أهمية خاصة إذا كان
طفلك يرضع لبنا صناعيا، لأن البكتيريا تتكاثر بسرعة فى لبن غير مجهز بعناية، إلا أن تعقيم كل شىء فى منزلك ليس حلا بل هو نوع من الوسوسة ممكن أن يعطيك إحساسا خاطئا بالأمان، والتصرف السليم هنا هو غسل اليدين جيدا وببرونة الطفل أو تنظيفها فى غسالة الأطباق مع تشغيل البرنامج الساخن وشطف الببرونة بعد ذلك جيدا. ويؤكد الخبراء هنا على ضرورة غسل يديك ويد طفلك قبل الأكل وبعده.

إجبار الطفل على تناول كل طعامه
نعم إنه لمن المثير للأعصاب أن يترك طفلك نصف طعامة دون أن يمسه، إلا أن الخبراء يقولون أنك لو أصررت على أن ينهى طفلك كل طعامه يمكن أن يصاب بالتخمه. بخلاف الكبار، فإن الصغار لديهم علاقة بسيطة تربطهم بالطعام: فهم يأكلون عندما يشعرون بالجوع ويمتنعون عندما يشعرون بالشبع والإمتلاء، وإجبارهم على الأكل أكثر من إحتياجهم سوف يفسد تلك العلاقة الطبيعية ويدفعهم للنهم. وينصحك خبراء التغذية بتقديم كميات قليلة من الطعام لأن وجبة الطفل أصغر بكثير من وجبة البالغ، تصل إلى ربع الكمية التى يتناولها الكبار، لذلك عندما يترك طفلك جزءا من طعامه تجنبى التعليق، وإتبعى القاعدة الذهبية التى تقول: "إن الأم تختار نوعية ما يأكله طفلها، والطفل يحدد الكمية".

حضور دورات متخصصة للأطفال
نقصد هنا كل الدورات، بداية من الغناء للأطفال إلى تدليكهم حتى يحصل طفلك على أكبر قدر ممكن من الإثارة الذهنية، إلا أن الواقع يؤكد أنه لا داعى للعجلة. ومعظم تلك الدروس مفيدة ويمكن أن تصبح طريقة مناسبة حتى تلتقى الأم مع غيرها من الأمهات، إلا أنها ليست الوحيدة ولا المثلى لتعزيز نمو طفلك، وينصحك خبراء التربية بترك طفلك على سجيته، لأنه لا يجب أن يعتمد عليك فى إيجاد كل شىء فينشغل به أو يلعب معه. والتجربة العملية تؤكد أن كثيرا من الإهتمام يجعل كليكما مرهقا وعصبيا، والأفضل للأم أن تحدد لنفسها نشاطا واحدا تمارسه كل يوم سواء كان الغناء أو الخروج فى نزهة بالحديقة.

أهمية الحدوتة و الكرتون
قد تبدو تلك القاعدة غريبة بعض الشىء إلا أنه توجد دراسات تربط بين مشاهدة الأفلام فى سن مبكرة ومشكلات السلوك والنمو ورغم أن أكثرها ينطبق على أطفال فى المجتمع الأمريكى يشاهدون أفلام الكرتون لساعات طويلة، لذلك يجب الإعتدال فى عدد ساعات تعرض طفلك له، مع مراعاه إختيار أفلام بسيطة تناسب عمر الطفل، وتكون أيضا قصيرة حتى لا تستغرق وقتا طويلا فى المشاهدة وبذلك تكون مفيدة فى مجال تنمية اللغة. وحتى يكون التليفزيون تجربة تعليمية إيجابية لطفلك ينصحك الخبراء بمشاهدته مع الطفل والتحدث معه فيما تشاهدونه سويا، وعندما ينتهى البرنامج إغلقى التليفزيون وقومى بعمل أى شىء أخر.

عاقبى طفلك
لكل طفل نوبات غضب، وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون لا يجب أن تنتهى كل نوبة غضب بالعقاب، فنحن نرتكب حماقة كبيرة بالحديث عن معاقبة الأطفال على كل صغيرة وكبيرة، والطريقة الأكثر فاعلية أن تشرحى لطفلك عندما يبلغ عامين عواقب الإستمرار فى السلوك السىء. وفى حاله صغار السن الذين لا يفهمون تبعات الأمور، عادة ما تكون نوبات الغضب نتيجة إحباط أكثر منها نتيجة التحدى المتعمد، وهؤلاء يحتاجون مساعدة الأم لا عقابها حتى يتعلم و ينمى مهاراته. وينصحك خبراء علم السلوك بتجاهل الأمر بدلا من معاقبة الطفل سواء بإعطاء ظهرك له وتجاهل نوبة غاضبه أو بترك الغرفة له. ويمكنك ايضا تشتيت ذهنه عن طريق شغله بشىء أخر مثل مشاهدة سيارة مارة فى الطريق العام أو مراقبة قطة فى الحديقة، أى شىء يحول إنتباهه عما يضايقه.

المصدر: د. عبير بشر - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول