.....

"وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين"

(بقرة 34)

......

بعد أن وجه الله نبيه أن يذكر لقومه مشهد تعجب الملائكة من خلق آدم واختياره لخلافة الله في أرضه

......

الآن يوجه نبيه لذكر مشهد آخر

......

وهو تكريم الله تعالى لآدم تكريما بالغا

......

وموقف كل من الملائكة وإبليس من هذا التكريم البالغ

......

أمر الله الملائكة أن تسجد لآدم

.....

سجود تكريم وتشريف لا سجود عبادة

......

فلا عبادة إلا لله تعالى

.....

وكان إبليس من الجن وممن شملهم الأمر بالسجود لآدم

......

يا الله ويا سبحان الله

.....

الملائكة يؤمرون أن يسجدوا لآدم

......

أي تكريم وأي تشريف هذا الذي منحه الله آدم وذريته من بعده

......

امتثل الملائكة من فورهم لأمر ربهم طائعين غير مترددين وغير مستنكفين

......

وهم أهل الطاعة والامتثال لأمر خالقهم جل وعلا

......

لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون

......

سجد كل من شملهم الأمر أجمعون

......

إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين

.....

وهنا نلحظ أمرا خطيرا

.....

وهو شدة عداوة إبليس لآدم وشدة بغضه له وحقده عليه

......

عداوة لم يستطع أن يخفيها أو يغلفها

......

عداوة جعلته يفضل التضحية بمكانته في الملأ الأعلى

......

ويتحول إلى شيطان رجيم

......

فما مقدار تلكم العداوة

.....

عداوة جعلته يضحي برحمة الله

......

ويستبدلها بعقوبة قاسية لا طاقة له بها

......

عداوة دفعته ليرد أمر خالقه ويعصاه

.....

وهو على يقين من تبعات هذا العصيان

......

تبعات ثقيلة لا قبل له بتحملها

......

لكنه آثرها على الاعتراف بشرف آدم وكرامته

......

إنه قد فضل اللعنة وسوء المنقلب على الاعتراف بشرف آدم

......

قص الله هذه القصة ليعلم بنو آدم مدى ما يضمره لهم الشيطان من بغض وعداوة فيحذروه

......

المصدر: د. عبد العزيز محمد غانم
masry500

طابت أوقاتكم وبالله التوفيق

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 119 مشاهدة
نشرت فى 26 نوفمبر 2014 بواسطة masry500

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

111,899