عُرف الفنان البحريني الراحل علي بحر وفرقته الإخوة بصوت شجي بحريني أصيل، دون أي رتوش أو “تصنع”.. أغاني بحرينية بموسيقى وكلمات ولهجة أصيلة تدخل القلوب والأحاسيس وتعيد الذكريات. ارتبط اسمه وفرقته بالعديد من النجاحات في الساحة المحلية رغم كل الصعاب التي وواجهها بمنع أغانيه في الإذاعة والتلفزيون لفترة، بالرغم من إقبال الإذاعات الخليجية والعربية على أغنياته التي تنفرد وتقدم التراث البحريني ممزوجا بأحلى الإيقاعات العالمية وبصوت لن يتكرر أبدا..
هذه رحلة سريعة من ويكليكس ومصادر عدة في حياته وبداياته واستمراره معنا بأغانٍ لن تموت أبدا:
* تاريخ الولادة: علي بحر أو “علي خميس إبراهيم بحر”، مطرب بحريني من مواليد المحرق بمملكة البحرين (فريج البنعلي) (1960 - 3 يوليو 2011)، والده خميس بحر كان بحاراً معروفاً في المحرق وإخوانه كانوا في المجال الفني من موسيقى وتمثيل وإنتاج.
* بداياته: بدأ علي بحر حبه للغناء وفنون العزف على الآلات الموسيقية منذ فترة المراهقة، حيث كانت البحرين من أول الدول التي تأثرت بالأسلوب الغربي في الموسيقى، وعشق أغاني المغنية فيروز، وكان يؤدي الأغاني المسموعة لمغني البحرين السابقين ممن كان لهم تأثير على محاولاته الأولى في الغناء أمثال ابن خالته العازف البحريني المشهور في فترة الثمانينات محمود شمس صاحب فرقة roots لموسيقى الروك، وشاركهم النجم الراحل في أغنية حيران دايم، وكان محمود شمس سابقاً لزمانه في العزف على الغيتار الكهربائي، وله معزوفات دُرست في الجامعات وكانت مصدر الإلهام لعدد من الفرق البحرينية.
بدأ عزف آلة الأورج وشارك في إحياء عدد من الأعراس الشعبية في منتصف السبعينات إلى أوائل الثمانينات، واشترك هو وأخوه عيسى وصديقه خالد الذوادي وأخوه إبراهيم الذوادي وسلطان الماس في تأسيس فرقة موسيقية تحت اسم الفرقة البحرية، وأصدروا شريط أستوديو واحد وعددا من الحفلات.
واستمرت هذه الفرقة لمدة ثلاث سنوات، وفي العام 1986 اتفقوا على إحياء الحلم الموسيقي بتأسيس فرقة تحت اسم جديد وهو فرقة الإخوة البحرينية، ونزل أول شريط لهم في العام 1987.
* أحاسيس: الفنان علي بحر غنى العاطفي فتقبله جمهوره الواسع، وأدى “النهمة” فأتقنها وأجادها واستحضرها من حنجرة أهل البحر مثل نهام قديم فتقبلها جمهوره أيضا منه ورددها معه، وغنى الشعبي القديم بآلة الغيتار والإيقاعات اللاتينية فتقبله أيضا جمهوره، وغنى على إيقاعات (الفجري والتانغو) وغيرهما من إيقاعات.
ظل الفنان علي بحر وفرقة الإخوة لفترة ليست بقصيرة مبعدين بشكل متعمد عن المشاركة في أي مناسبات موسيقية عالمية، إلى أن شارك في أحد المهرجانات التي أقيمت في متحف البحرين الوطنى فغصت قاعة المتحف الوطني بعشاق فنه وتقاطر إليه جمهوره من كل صوب وحدب بل ظل يستمع إليه ويردد معه أغانيه خارج القاعة. جمهور الفنان علي بحر تجاوز العشرة آلاف شخص.
* عمان: عندما أحيا علي بحر وفرقته الإخوة حفلا في سلطنة عمان في ملعب كرة قدم هناك، تدفق عليه الجمهور حبا وعشقا، بل تدخل الأمن الذي وجد صعوبة كبيرة في السيطرة على انفعالات جمهور علي بحر الجياشة والمحبة من أجل حماية علي بحر وفرقته، وتم استجلاب طائرة هليكوبر لإخراج الفرقة من مكان الحفل، حيث تواجد هناك ما يقارب 130 ألف معجب. 
* شائعات: الفنان علي بحر حقق جماهيرية وشعبية لم يحققها فنان بحريني يملك وسائل الدعاية والإعلان من أجل الترويج لنفسه، بل إن بعض الفنانين “المتمكنين” ماليا وشهرة حاولوا التقليل من شأن هذا الفنان ونشر الأكاذيب والأقاويل من باب الغيرة منه ومن صوته أو ابتزازه ماليا بشكل أو بآخر، ولكن الفنان علي بحر لا يلتفت كثيرا إلى مثل هذه الأمور!
* الإخوة البحرينية: الفنان علي بحر كان يعشق الموسيقى والغناء وكان يمارس هوايته هذه في فترة كانت فيها البحرين تشهد انفتاحا فكريا وحداثيا نحو الحضارة الغربية، فكان من الطبيعي أن يكون توجهه الغنائي غربي اللون، إذ سبق ظهور فرقة الإخوة فرق عدة تمارس الغناء ذا الأسلوب الغربي الذي استعملته فرقة الإخوة البحرينية مثل فرقة الوعد البحرينية مع عازف الغيتار الأسطورة محمد المحميد، والتي كان الفنان سلطان الماس عازف التانغو لدى فرقة الإخوة عضوا فيها، وفرقة sunshine وفرقة roots وفرقة الأصدقاء وفرقة الأمواج البحرينية وفرقة العائلة والشاركس، ولا ننسى الفنان الملهم عبدالله غيتار الذي ذاع صيته في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات في منطقة المنامة.
أما الفرقة التي حازت على أكبر قاعدة جماهير في فترة أواخر السبعينات فكانت فرقة الـ(six boys) التي أسسها الإخوة خالد وأنور الجابري في مدينة عيسى، وكان لهم عدد من الحفلات ذات الحضور الرائع في ذالك الوقت، وهناك عدد من الفرق البحرينية التي لم تحصل على نصيبها من الشهرة مثل فرقة الثلاثي البحريني وfriends.
وفي الوقت الحالي تحتفظ تسجيلات صوت وصدى بمعظم الإنتاج البحريني لفترة فرق السبعينات والثمانينات وكذلك تسجيلات يارا في مدينة المحرق، وواجهت فرقة الإخوة البحرينية صعابا عدة ومنافسة من عدد من الفرق الموسيقية البحرينية، لكن الورقة الرابحة بيد فرقة الإخوة البحرينية هو الفنان خالد الذوادي بعزفه الفريد وتأليفه الأسطوري من كلمات مرهفة تتغلغل إلى أعماق الروح والقلب.
* رحيل: فقدت الساحة الفنية الفنان البحريني علي بحر بعد معاناته مع المرض جراء إصابته بضيق في التنفس، مما أودى به إلى غيبوبة لمدة يومين، ونقل على إثرها إلى مستشفى السلمانية الطبي حيث لفظ فيه أنفاسه الأخيرة، وانتقل إلى جوار ربه في العام 2011 الساعة 12:26 ظهرًا عن عمر يناهز 51 عاما بعد رحلة طويلة في عالم الغناء، إذ أصدر العديد من الألبومات التي لاقت إعجاب محبيه في العالم العربي خصوصا في دول مجلس التعاون الخليجي.