السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انت انسان محتاج الى الحوار..لذا لابد من التواضع الذي يفتح الطريق للجميع..
يجب ان نتواضع فالتواضع أدب من آداب العلماء، وصفة من صفاتهم الكريمة، ولأن الحوار مهنة العلماء وصنعتهم فلا بد أن يتصف المتحاورون بالتواضع الذي يفتح الطريق أمام الطرف (الآخر) ويتيح له المجال لإبداء الرأي والفكرة
فإنَّ من الأساليب التي استخَدمها القرآن الكريم؛ من أجْل إقامة الحُجَّة على العباد، والدَّلالة على وحدانيَّته تعالى، وعلى صِدْق ما جاؤوا به من رسالات، وبلَّغوا به دينَ الله في الأرض، هو الحوار، أو ما يُسمَّى بالحوار القرآني، الذي يتوصَّل به المرسلون إلى إيصال الحقِّ.
وبهذا نرى أن القرآن استعمَله لإظهار الحق على الخَلْق، وهو من أحكم الأساليب التي تُقنع العقول بعد إقامة الحُجة عليها، فترضَخ القلوب.
إن من الحكمة في الحوار أن يتجنب المحاور الحديث عن نفسه، أو عن أعماله وإنجازاته، أو عن الدعوات التي تلقاها ورفضها؛ لأن شر المتحدثين من آثر الحديث عن أحواله وأكثر الكلام عن نفسه، فإن فعل ذلك فإنه يفقد شرط الحوار الناجح.
ومن ضوابط الحـوار الذي يقوم على المودة والاحترام أن يتجنب كل منهما السخرية والاستهزاء وكل ما يشعر باحتقار المحاور وازدرائه لصاحبه، أو وصمه بالجهل أو قلة الفهم.
بعد هذا كله نقول: إن مراعاة هذه الآداب والأخلاق أثناء الحوار يضمن حواراً علمياً رزيناً بعـيداً عن المهاترات الكلامية، والألفاظ البذيئة، والأساليب القبيحة التي تؤدي بالنهاية إلى فشل الحوار وانعدام أهدافه...
ومن هذا نَستنتج أنَّ الحوار بهذا المعنى هو عبارة عن نِقاش؛ إمَّا بين طرفين، أو عدة أطراف، ويَهدف إلى الوصول إلى حقيقة، أو من أجْل إقامة الحُجَّة على أحد الطرفين، وقد يُستخدَم الحوار لدفْع شُبهة ما، أو تُهمة وغيره.
اولا الحوار في اللغة:
مأخوذ من الحَوْر؛ أي: الرجوع عن الشيء وإلى الشيء، والمحاورة: هي المجاوبة، والتحاور: هو التجاوب..
ثانيا الحوار في الاصطلاح:
هو نوع من الحديث بين شخصين، يتمُّ فيه تداول الكلام بينهما بطريقة ما، فلا يتأثَّر به أحدهما دون الآخر، ويغلب عليه الهدوء والبُعد عن الخصومة والتعصُّب...
ومن هذا نَستنتج أنَّ الحوار بهذا المعنى هو عبارة عن نِقاش؛ إمَّا بين طرفين، أو عدة أطراف، ويَهدف إلى الوصول إلى حقيقة، أو من أجْل إقامة الحُجَّة على أحد الطرفين، وقد يُستخدَم الحوار لدفْع شُبهة ما، أو تُهمة وغيره.
ثالثا: الفرق بين الحوار والجدال:
من الأمور الواضحة عندنا أنه يوجد فرْقٌ بين الحوار والجدال؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهما له مَدلولاته وأهدافه، والفرق بينهما في أنَّ الجدال في اللغة هو اللَّدَد في الخصومة، والقدرة عليها، وإقامة الحُجة بحجة أخرى
أما في الاصطلاح، فهو: المقاومة على سبيل المنازعة والمُغالبة، وقيل: الأصل في الجدال الصراع وإسقاط الإنسان صاحبَه على الجَدَالة..
والحوار قد ينقل المحاور إلى الجَدَل المذموم إذا تخلَّلتْه العصبيَّة في الحوار والتمسُّك بالرأي بتعصُّب، ومن خلال هذا نستنتج أنه حوار بين طرفين على سبيل المنازعة والتعصُّب للرأي الشخصي.
رابعا: آداب الحوار:
- الابتعاد عن التعصُّب للفكرة أو للأمر الذي أدعو إليه؛ لأنَّ هذا المحاور إن كان معه الحقُّ، فلا بد أن يوصِّله إلى الآخرين بعيدًا عن الأهواء الشخصيَّة، وإنما هدفه يكون نشْر الحقِّ.
- استخدام الألفاظ الحَسَنة، مع البُعد عن جرْح الآخرين بمجرَّد طرْح فكرة تُعارض فكرته
- الحوار من خلال الاعتماد على حُجج صحيحة، ومن خلال الاعتماد على الدليل الصحيح.
- البُعد عن التناقُض في الردِّ على أقوال الآخر، والثبات على مَبْدأ ونقطة الحوار.
- أن يكون الهدف الوصول للحقِّ، وليس الانتصار للنفس
- التواضُع بالقول والفعل؛ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم (الكبر بَطَرُ الحق، وغَمْطُ الناس))، الإنكار - الاحتقار.
- الإصغاء وحُسن الاستماع.
خامسا: سمات لا بد أن تكون في المحاور الناجح:
إنَّ المحاور الناجح هو الذي يكون على قدْرٍ من العلم والاطِّلاع، فلا بدَّ من أن يكون على علمٍ؛ حتى يستطيع إقامة الحُجة الحقَّة على الآخر، معتمدًا على الأدلة الصحيحة، والبُعد عن الاعتماد على الأقوال التافهة البعيدة عن الصحة والحق، ولا بد أن يكون قد قام بالبحث وتوصَّل بعدها إلى القناعة المعتمدة على الدليل، بعد أن قامَ بالبحث والمقارنة والترجيح بين الأقوال الموجودة أمامنا.
ولا بد للمحاور من أن توجَد فيه سِمة فقه الحوار والكفاءة في الحوار وكذلك لا بد للمحاور من أن يكون على قدْرٍ من القدرة على إبطال الفكرة، باستخدام كلمات وعبارات جذابة وواضحة، لا لبْسَ فيها، بعيدة عن احتمال ورُود أكثر من معنًى فيها، وأن يكون قويَّ التعبير وفصيحَ اللسان، ويُحسن البَيان...
سادسا: مثال على الحوار في القرآن:
قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ فالله تعالى بعَث نوحًا إلى قوْمه يدعوهم، طالبًا منهم عبادة الله وحْده، وقال تعالى:﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ﴾
سابعا: قواعد لا بد مِن مراعاتها في الحوار:
-الاحترام بين المتحاورين.
- البُعد عن الاستعجال في الردِّ على الخَصم.
- الهدوء في الحوار.
- التركيز على الفكرة والموضوعية في الحوار.
- أن يكون هدف الحوار الوصول إلى الحقِّ.
- تحديد موضوع الحوار والهدف منه.
ومن أهداف تحديد موضوع واحدٍ؛ حتى لا تَكثر النقاط المُتحاوَر عليها؛ لأنه تَصعب المحاورة في هذه الحالة، كان الشافعي إذا ناظَره إنسان في مسألة، فغدا إلى غيرها، يقول: نَفرغ من هذه المسألة، ثم نَصير إلى ما تريد.
- مناقشة الأصول قبل مناقَشة الفروع.
- الاتفاق على أصل يُرجَع إليه.
- اختيار المكان والزمان، والإنسان المناسب.
- الموضوعيَّة
فمن الموضوعية التالي:
- تحديد الموضوع، ويقتضي ألاَّ تخرج من نقطة حتى تنتهي منها.
- مناقشة الموضوع وليس الشخص وشخصيَّته.
- عدم إدخال موضوع في آخر.
- عدم استخدام الأيمان المغلَّظة.
- تجنُّب الكذب في النقاش.
- تجنُّب بَتْر النصوص.
- قولك: "لا أدري".
- التوثيق العلمي.
ثامنا: آفات الحوار:
- رفْع الصوت.
- تهويل مقالة الآخر.
- أخذ زمام الحديث بالقوة.
خلاصة ماذكربعاليه
- الحوار يغلب عليه الهدوء.
- الحوار نوع من الحديث، والنِّقاش يكون بين طرفين أو أكثر.
- الحوار أوسع من الجدال.
- القرآن الكريم اهتمَّ بالحوار وحرَص عليه.
- يهدف الحوار إلى تحقيق عدة أمور.
- من خلال الحوار نستطيع إيصال الفكرة إلى الآخرين.
- الحوار يعلِّمنا سَعة الصدر، وقَبول الآخرين.
- لا بدَّ أن يكون المحاور على درجة من الثقافة والعلم.
- الحوار يقوم على قواعد وضوابط وآليات.
- لا بد في المحاور من آداب تتخلَّله.
- إنَّ الحوار له أصل مِن القرآن والسُّنة.
- عدم إلغاء الطرف الآخر في الحوار.
نشرت فى 12 فبراير 2012
بواسطة manokok
**اهلا وسهلا بك ضيفنا العزيز**
*اهلا وسهلا بك ضيفنا العزيز ونتمنى أن تقضي معنا وقتا ممتعا *



ساحة النقاش