د / محمد فؤاد ابراهيم خضر

خبير تنمية بشرية وإستشارات إدارية بالوطن العربي

       يعد التفكير الناقد أحد أنماط التفكير التي يستخدمها الفرد في حياته اليومية، وهو ضروري لصور التفكير الأخرى كالتفكير العلمي والتفكير الابتكارى، فالتكفير الناقد ضروري لفحص معلومات الفرد والتمييز بين الأفكار السليمة والأفكار الخاطئة وذلك ضروري للتفكير العلمي بخطواته المعروفة، كما أنه ضروري أيضاً للتفكير الابتكارى، لأن الشخص المبتكر يحتاج إلى النظر بعين ناقدة إلى أفكاره لينتقي أكثرها خصوصية، ويحسن الأفكار الأخرى أو يستبعدها، فبدون القدرة على تقييم الأفكار لا يمكن الحصول على ابتكار فعال، فالتفكير الابتكارى يؤدي إلى ظهور الأفكار الجديدة والتفكير ضروري لفحص هذه الأفكار ودراسة مدى صدقها وفاعليتها.                                                                                  (عبد السلام عبد الغفار، 1971)

مفهوم التفكير الناقد:

       ظهرت تعريفات عديدة للتفكير الناقد، فمعرفة واطسون وجليسر بأنه: القدرة على فحص المعتقدات والمقترحات في ضوء الشواهد التي تؤيدها والحقائق المتصلة بها بدلاً من القفز إلى النتيجة على نحو فج غير ناضج، كما يتضمن القدرة على فهم اللغة واستخدامها في عملية اتصال دقيقة، مع إدراك العلاقات المنطقية بين القضايا، والقدرة على تفسير البيانات، واستخلاص النتائج والتعميمات السليمة، وتقويم مدى صحة الشواهد والأدلة، وتعرف المسلمات، وتقويم الحجج والأحكام.                                                                      (جابر عبد الحميد ويحيى هندام، د. ت)

       وعرفه فؤاد أبو حطب بأنه عملية تقويمية يتمثل فيها الجانب الحاسم والختامي في عملية التفكير، وهي بهذا خاتمة لعمليات الذاكرة والفهم والاستنتاج.

                                                            (فؤاد أبو حطب، 1973)

       وعرفه إبراهيم وجيه، 1975، بكونه عملية تقويم على تقصى الدقة في ملاحظة الوقائع التي تتصل بالموضوعات المناقشة، وتقويمها والتقييد بالإطار الصحيح للعلاقة التي تنتمي إليها هذه الوقائع، واستخلاص النتائج بطريقة منطقية سليمة، ومراعاة موضوعية العمل كلها وبعدها عن العوامل الذاتية.

       وعرفه سيد خير الله بأنه عملية إخضاع المعلومات التي لدى الفرد لعملية تحليل وفرز وتمحيص لمعرفة مدى ملاءمتها لما لديه من معلومات أخرى ثبت صدقها وثباتها، وبعد التمييز بين الأفكار السليمة والأخرى الخاطئة.

                                                                        (سيد خير الله 1988)

       وعرفه ستيفن وإينيس بأنه عملية تعتمد على الاستدلال والأحكام التأملية وإعطاء تبريرات لما يعتقده الفرد أو يجزم به (Stephen & ennis, 1989, 7).

       ويلاحظ على تعريفات التفكير الناقد السابقة أن بعضها يجمع على بعض القدرات الفرعية للتفكير الناقد، بينما يضيف بعضها الآخر قدرات فرعية أخرى، ويكاد يجمع المربون والباحثون على أن التفكير الناقد يتكون من خمس قدرات فرعية هي: الاستنتاج، وتعرف الافتراضات، والاستنباط، والتفسير، وتقويم الحجج.

       وأجمع الباحثون على ضرورة أن يحظى التفكير الناقد بوزن واهتمام في أي نظام تعليمي، وأن يصبح هدفاً من أهداف البرامج التعليمية، لأننا بحاجة إلى متعلمين قادرين على تحليل وجهات النظر، والاستنتاج من المقدمات، والتفسير، والتقويم، وقادرين على حسن التوافق مع الظروف الحاضرة، وعلى فحص وتمحيص ما يقرأونه ويسمعونه، والحكم عليه وتقويمه دون التأثر بالأهواء أو الآراء (Wheeler, 1990, Kotowski, 1990, Grioux, 1991, High, 1991 وشيت مايرز، 1993).

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 24 مشاهدة
نشرت فى 15 مايو 2013 بواسطة malkmalek69

ساحة النقاش

malkmalek69
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,384