يلعب الكمبيوتر ثلاثة ادوار في ميدان ارتكاب الجرائم ودورا رئيسيا في حقل اكتشافها ففي حقل ارتكاب الجرائم يكون للكمبيوتر الادوار التالية:
أولاً- قد يكون الكمبيوتر هدفا للجريمة وذلك كما في حالة الدخول غير المصرح به الى النظام او زراعة الفيروسات لتدمير المعطيات والملفات المخزنة او تعديلها وكما في حالة الاستيلاء على البيانات المخزنة او المنقولة عبر النظم.
ومن اوضح المظاهر لاعتبار الكمبيوتر هدفا للجريمة عندما يتم توجيه هجمات الى معلومات الكمبيوتر او خدماته بقصد المساس بالسرية او المساس بالسلامة والمحتوى والتكاملية او تعطيل القدرة والكفاءة للانظمة للقيام باعمالها وهدف هذا النمط الاجرامى هو نظام الكمبيوتر وبشكل خاص المعلومات المخزنة داخله بهدف السيطرة على النظام دون تخويل ودون ان يدفع الشخص مقابل الاستخدام (سرقة خدمات الكمبيوتر او وقت الكمبيوتر)او المساس بسلامة المعلومات وتعطيل القدرة لخدمات الكمبيوتر .
وغالبية هذه الافعال الاجرامية تتضمن ابتداء الدخول غير المصرح به الى النظام والتي توصف بشكل شائع هذه الايام بانشطة الهاكرز كناية عن فعل الاختراق والافعال التى تتضمن سرقة للمعلومات تتخذ اشكالا عديدة معتمدة على الطبيعة التقنية للنظام محل الاعتداء وكذلك على الوسيلة التقنية المتبعة لتحقيق الاعتداء.
فالكمبيوترات مخازن للمعلومات الحساسة كالملفات المتعلقة بالحالة الجنائية والمعلومات العسكرية وخطط التسويق وغيرها وهذه تمثل هدفا للعديد من الجهات بما فيها ايضا جهات التحقيق الجنائي والمنظمات الارهابية وجهات المخابرات والاجهزة الامنية وغيرها، ولا يتوقف نشاط الاختراق على الملفات والانظمة غير الحكومية بل يمتد الى الانظمة الخاصة التي تتضمن بيانات قيمة
فعلى سبيل المثال قد يتوصل احد المخترقين للدخول الى نظام الحجز فى احد الفنادق لسرقة ارقام بطاقات الائتمان، وتتضمن بعض طوائف هذا النمط أي الكمبيوتر كهدف انشطة سرقة والاعتداء على الملكية الفكرية كسرقة الاسرار التجارية واعادة انتاج ونسخ المصنفات المحمية وتحديدا برامج الحاسوب .
وفى حالات اخرى فان افعال الاختراق التى تستهدف انظمة المعلومات الخاصة تستهدف منافع تجارية او ارضاء اطماع شخصية كما ان الهدف فى هذه الطائفة يتضمن انظمة سجلات طبية وانظمة الهاتف وسجلاته ونماذج تعبئة البيانات للمستهلكين وغيرها
ثانياً- وقد يكون الكمبيوتر اداة الجريمة لارتكاب جرائم تقليدية كما فى حالة استغلال الكمبيوتر للاستيلاء على الاموال باجراء تحويلات غير مشروعة او استخدام التقنية فى عمليات التزييف والتزوير او استخدام التقنية فى الاستيلاء على ارقام بطاقات ائتمان واعادة استخدامها والاستيلاء على الاموال بواسطة ذلك،حتى ان الكمبيوتر كوسيلة قد يستخدم فى جرائم القتل.
كما فى الدخول الى قواعد البيانات الصحية والعلاجية وتحويرها او تحوير عمل الاجهزة الطبية والمخبرية عبر التلاعب ببرمجياتها او كما فى اتباع الوسائل الالكترونية للتأثير على عمل برمجيات التحكم فى الطائرة او السفينة بشكل يؤدى الى تدميرها وقتل ركابها .
ثالثاً- وقد يكون الكمبيوتر بيئة الجريمة وذلك كما في تخزين البرامج المقرصنة فيه او في حالة استخدامه لنشر المواد غير القانونية او استخدامه اداة تخزين او اتصال لصفقات ترويج المخدرات وانشطة الشبكة الإباحية ونحوها.
وطبعا يمكن للكمبيوتر ان يلعب الادوار الثلاثة معا ومثال ذلك ان يستخدم احد مخترقي الكمبيوتر (هاكرز) جهازه للتوصل دون تصريح الى نظام مزود خدمات انترنت (مثل نظام شركة امريكا اون لاين) ومن ثم يستخدم الدخول غير القانوني لتوزيع برنامج مخزن في نظامه (اى نظام المخترق) فهو قد ارتكب فعلا موجها نحو الكمبيوتر بوصفه هدفا (الدخول غير المصرح به) ثم استخدم الكمبيوتر لنشاط إجرامي تقليدي (عرض وتوزيع المصنفات المقرصنة ) واستخدم الكمبيوتر كبيئة او مخزن للجريمة عندما قام بتوزيع برنامج مخزن في نظامه .
اما من حيث دور الكمبيوتر في اكتشاف الجريمة، فإن الكمبيوتر يستخدم الان على نطاق واسع في التحقيق الاستدلالي لجميع الجرائم ،عوضا عن ان جهات تنفيذ القانون تعتمد على النظم التقنية في ادارة المهام من خلال بناء قواعد البيانات ضمن جهاز ادارة العدالة والتطبيق القانوني.
ومع تزايد نطاق جرائم الكمبيوتر واعتماد مرتكبيها على وسائل التقنية المتجددة والمتطورة فإنه اصبح لزاما استخدام نفس وسائل الجريمة المتطورة للكشف عنها من هنا يلعب الكمبيوتر ذاته دورا رئيسيا في كشف جرائم الكمبيوتر وتتبع فاعليها بل وابطال اثر الهجمات التدميرية لمخترقي النظم وتحديدا هجمات الفيروسات وانكار الخدمة وقرصنة البرمجيات.
ساحة النقاش