تعلم المفاهيم من خلال الأمثلة اللاأمثلة :
يعد تعلم المفاهيم من خلال الشواهد الإيجابية فقط أقل أثرا من تعلم المفاهيم من خلال الشواهد الإيجابية والسلبية معا ؛ لأن مهمة تعلم المفهوم تتطلب القدرة على التمييز بين الشواهد الإيجابية والسلبية ، فإذا كانت الشواهد كلها إيجابية فهذا يؤدى إلى ضعف إجراءات المقارنة بين المثيرات المتنوعة ، كما أن غياب الشواهد السلبية يؤدى إلى ضعف قدرة المتعلم على التعلم الصحيح .
وتقديم تعريف المفهوم فقط يؤدى إلى الحفظ ، بينما تقديم التعريف مع الأمثلة واللاأمثلة يساعد على التغلب على أخطاء التعميم الزائد وخطأ التعميم الناقص.
بينما يعد الجمع بين أمثلة موجبة وأمثلة سالبة للمفهوم أفضل من الاقتصار على أمثلة موجبة فقط أو أمثلة سالبة فقط .
ويرتبط بتسلسل عرض الأمثلة الموجبة والسالبة أمران :
الأول : أى الأمثلة يأتى قبل الآخر عند عرض المفاهيم ؟ تشير نتائج البحوث والدراسات التى أجريت فى هذا المجال إلى أن الأمثلة الموجبة أكثر فاعلية عندما تأتى قبل الأمثلة السالبة عند عرض المفاهيم؛ حيث إنها تزود المتعلمين بالمعلومات الصحيحة المرتبطة بالمفهوم ، بينما الأمثلة السالبة لا تعرض للمتعلمين الخصائص المهمة للمفهوم إذا عرضت قبل المثال الموجب ، واكتساب المفهوم حينئذ سوف يزداد صعوبة ، أما عند اختيار وتقديم الأمثلة الموجبة على السالبة فى العرض ؛ فسوف يقلل ذلك من التعقيد وشرود ذهن المتعلم ؛ لأن المثال الموجب سوف يقدم له مساعدات مباشرة تتمثل فى جذب انتباه المتعلم نحو الخصائص المهمة للمفهوم .
الثانى هو: أن عملية جمع شواهد المفهوم تتطلب مراعاة قاعدتين تتعلقان بالمثال الموجب والمثال السالب وهما : قاعدة تباعد المثال، وقاعدة مقابلة اللامثال .
أما بالنسبة لعدد الأمثلة الموجبة والأمثلة السالبة التي ينبغي أن تعرض للطالب ، وهل يشترط تساوي الأمثلة الموجبة مع السالبة عند عرض المفاهيم وخاصة النحوية ؟ فهناك تباين لنتائج الدراسات السابقة التي تناولت هذه الجزئية ؛ حيث تفيد نتائج بعض الدراسات أن الزيادة في نسبة الأمثلة الموجبة يزيد من تعلم المفهوم .
وتقترح بعض الدراسات استخدام الأمثلة الموجبة والسالبة فى شكل أزواج متقابلة كل زوج منها مثال واحد ( 1 : 1 ) للأمثلة الموجبة والسالبة المستخدمة ، أما النوع الأخير من الدراسات فقد أفادت نتائجها أن النسبة تكون ( 2 : 1 ) للأمثلة الموجبة إلى السالبة أى مثال سالب لكل مثالين موجبين .
مستويات تقويم المفاهيم :
لا يتوقف تقويم اكتساب الطالب للمفهوم بحفظ تعريفه ، بل إن ذلـك لا يكون تاما إلا إذا تناول سماته المميزة له ، وأدى بالتالى إلى فهم القاعدة ، ويجب أن تشمل مادة التقويم ما يلى :
السمات : لأنها تشكل المفهوم وتمنح القاعدة فعالية .
المفهوم : لأنه يبنى القاعدة ، ويساعدها على التطبيق .
القاعدة : لأنها وسيلة التطبيق .
التطبيق : لأنه الهدف المنشود من التعلم .
ساحة النقاش