يرجع تطور مفهوم المنهج للعديد من الأسباب لعل من أهمها :
<!--إجراء العديد من الدراسات التربوية والتى أعطت نتائج أفادت العملية التعليمية بجميع جوانبها ،فقد أثبتت الدراسات المختلفة التى أجريت فى مجال علم النفس ان الشخصية هى وحدة متكاملة ذات جوانب متعددة ، وتنمية الشخصية يتطلب بدوره تنمية هذه الجوانب وبالتالى فإن التركيز على جانب وإهمال الجوانب الأخرى لا يؤدى إلى تحقيق الهدف المنشود ، وقد نتج عن ذلك اهتمام التربية بنمو الطفل الشامل أى الاهتمام بكافة الجوانب، وليس بالجانب المعرفى فقط كما هو الحال فى المنهج بمفهومه التقليدى .
<!--أثبتت الدراسات المتعددة التى أجريت فى مجال النفس التعليمي وطرق التدريس أن إيجابية التلميذ ونشاطه لهما دور كبير فى عملية التعلم . وقد أدى ذلك على التقليل من استخدام الطريقة اللفظية الإلقائية فى التدريس ، نظرا لأنها تجعل التلميذ سلبيا إلى أقصى درجة وإلى اشتراكه اشتراكا فعليا فى عملية التعلم ، وذلك عن طريق إتاحة الفرصة له للقيام بالأنشطة المختلفة . نشاط عقلى . نشاط ثقافى . نشاط اجتماعى ، نشاط دينى ، نشاط رياضى ، نشاط فنى ....
<!--أدى ظهور الصناعة وتقدمها إلى اهتمام التربويين بالعمل وبالتربية المهنية، وقد دعم هذا الاتجاه كثير من رجال التربية أمثال "جان جاك روسو وبستالوتزى وجون لوك وفروبل" ، وحيث إن التربية المهنية والعمل يتطلبان القيام بالنشطة المختلفة والمتنوعة ، فإن ذلك قد أدى بطريقة غير مباشرة إلى إدخال الأنشطة فى المناهج المدرسية واعتبارها جزءا منه التحولات الاجتماعية والثورة العلمية التى جعلت التكنولوجيا تحتل مجالات الحياة المختلفة، مما أدى إلى اتساع مفهوم المناهج ليشمل جميع الخبرات التربوية التى تقدمها المدرسة للتلاميذ داخلها أو خارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل أى النمو فى جميع الجوانب ( العقلية ، والثقافية ، والدينية ، والاجتماعية ، والجسمية ، والنفسية، والفنية ) نموا يؤدى إلى تعديل سلوكهم ويعمل على تحقيق الأهداف التربوية المنشودة.
وهكذا نجد أن العوامل السابقة قد أدت إلى ظهور أفكار جديدة تتلخص فيما يلى :
<!--العمل على نمو التلميذ فى جميع الجوانب ، وليس فى جانب واحد .
<!--الاهتمام بالأنشطة التعليمية والتعلم النشط.
<!--العمل على إيجابية التلميذ أثناء التعلم .
كونت هذه الأفكار النواة التى بنى عليها المنهج بمفهومه الحديث .
ساحة النقاش