دور المعلم فى مواجهة تحديات التقدم الاقتصادي وشيوع ثقافة الترفيه والاستهلاك:
وهذه الأمور كأنت ثمرة لعوامل متعددة، من أهمها الانفجار المعرفي والتكنولوجي، وقد صاحب هذا التقدم السريع ظاهرة التغيير الملموس في المهن وطبيعتها، فاختفت مهن، وظهرت أخرى، وساد التغير بنية كل مهنة، وأصبحت المهن اليوم وفي المستقبل، لا تتطلب جهداً عضلياً، وقوة جسمية، بل تتطلب دقة وتفكيراً وتدقيقاً بدرجة عالية، وحلت الآلة والتقنيات الحديثة محل الأنسان في كثير من الأعمال .
من هنا يُتوقع أيضا، تزايد عدد المرات التي قد يسعى فيها الفرد لتغيير وظيفته بشكل جزئي أو كلي، وعليه فأنه يتعين على التعليم أن يعد الأفراد إعداداً يجمع بين الشمول والتخصص، بحيث يسهل على المتعلم بعد تخرجه الانتقال من تخصص إلي تخصص قريب بعد التدريب المناسب، وبحيث يتمكن المتعلم من خلال إعداده الشامل أن يواكب التغيرات والتجديدات داخل مهنته وتخصصه.
ومن ثم فأنه ينبغي أن ينعكس ذلك على إعداد المعلم العربي فيتسم بالتكامل بين الشمول والتخصص، بحيث يدرك المعلم العلاقة التفاعلية بين التخصصات المتعددة، ولا مانع من قيامه بتدريس تخصصين متقاربين .
هذا وقد تمخض عن هذا التقدم الاقتصادي نوع من المد الترفيهي العارم، ترك آثاراً أدت إلي قيام وسائل الأعلام بدور متعاظم في الترويج لثقافة الاستهلاك والترفيه، جعلت جمهور المستهلكين، ينشدون المتعة والاسترخاء والترويح، إلي جانب المعلومات.
على أن ما يخشى من ثقافة الاستهلاك والترفيه المستوردة، هو ما تحمله المعلومات والإعلام المرتبط لها، من رسائل ضارة، وما تكرس له من قناعات لا نرتضيها لأجيالنا في عصر " الأدلجة " وما تغرق به المتلقي من قضايا وأحداث بعيدة عن همومه، واهتمامات بعيدة عن واقعه المعاش، وقبول الوضع الراهن وعدم الرغبة في التغيير. " لقد استطاع حكام روما قديماً، أن يحافظوا على الوضع القائم، بالاستمرار في إشباع المواطنين الرومانيين بالطعام والمتعة " .
أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب:
<!--مساعدة الطلاب على إدراك العلاقات التفاعلية بين التخصصات المتعددة.
<!--إعداد الطلاب إعداداً يجمع بين الشمول والتخصص ؛ بحيث يسهل عليهم الانتقال من تخصص إلي تخصص قريب بعد فترة من التدريب، إذا دعت الضرورة إلي ذلك.
<!--الإسهام في بناء الشخصية الجادة للطالب لا الشخصية المترفة.
<!--استخدام مدخل الألعاب اللغوية في تدريس فنون اللغة، بما يحقق المتعة وبهجة التعلم للطلاب.
<!--تدريب الطلاب على مسرحة بعض مقررات اللغة وتقديمها في صورة ترفيهية مشوقة.
<!--استخدام مدخل الطرائف الأدبية في تدريس فنون اللغة، للارتقاء بالأداء اللغوي للطلاب وتحقيق المتعة لهم.
<!--توجيه الطلاب للانخراط في أنشطة تؤكد الاستمتاع بالمعلومات اللغوية المقدمة، مثل جماعة التمثيل، وجماعة الإذاعة المدرسية، حيث إلقاء الطرائف والنوادر. . إلخ.
ساحة النقاش