الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->

المدارس الأدبية

المدارس الأدبية ثلاث:  كلاسيكية، ورومانسية، وواقعية. تصوغ كل منها الحاجات الجمالية، والمثل الفني الأعلى لنظام اجتماعي ومرحلة كاملة من مراحل التطور الاجتماعي، وما عدا هذه المدارس الثلاث فتيارات واتجاهات، وتستند كل مدرسة أدبية إلي نظرية بعينها.

وتستند المدرسة الواقعية إلي نظرية الانعكاس وفيما يلى بيان ذلك.

أولا:  الفكر المثالي:

1-الموقف الكلاسيكي (نظرية المحاكاة:  الفن من زاوية المتلقي): في دراسة لـ "مارتينز Martinez" بينت أن الوجود الأفلاطوني ذو عوالم ثلاثة:  عالم المثل، وهو كامل نموذجي، خالد ثابت لا يتغير، وعالم الأشياء المرئية والموجودات المحسوسة وهو صورة من عالم المثل، وعالم الخيالات والظلال وهو الذي يبدو في الأعمال الفنية، وهو محاكاة للعالم الثاني، فطبيعة الفن في التصور الأفلاطوني هي محاكاة للعالم المحسوس الذي هو بدوره محاكاة لعالم المثل الخالدة، وصورة له. وطبيعة الفن هذه مرآوية، بمعنى أن الفنان كأنه يدير مرآة ليعكس خيالات محاكية للأشياء المحسوسة. فإذا صور فنان منضدة فإن لهذه المنضدة المصورة المرتبة الثالثة في مراتب الوجود الأفلاطوني المثلث:  المرتبة الأولى لفكر المنضدة في عالم المثل، والمرتبة الثانية للمنضدة الواقعية التي صنعها النجار، والمرتبة الثالثة لمظهر المنضدة الذي يظهر في عمل المصور ومن هنا كان هجوم أفلاطون على الفن ونفيه وأصحابه من مدينته الفاضلة، فغاية أهل هـذه المدينة أن يعرفوا الخير، وأن يصلوا إلي أن تكون أفعالهم خيرة فاضلة، والفن لا يساعد على تحقيق هذه الأهداف، لأن طبيعته المحاكاة المرآوية لأصـول قائمة أقرب منه إلي الحقيقة، وهو يحاكى هذه الأصول حكاية شائهة ناقصة، وبـذلك يصرف الناس عن معرفة الحقيقة، بل إنه يخدعهم، إذ يقدم إليهم الزيف والخيالات.

ولقد قبل أرسطو مبدأ (المحاكاة) في طبيعة الفن، لكنه لم يقبل أن تكون هذه المحاكاة نقلا لظاهر الطبيعة وللمباشر في الحياة، ونبه إلي أن الفن- إذا يحاكى- فإنه لا ينقل فقط ما هو كائن، بل إنه لينقل في الغالب ما يمكن أن يكون، وما ينبغي أن يكون.

ولم يتبع أرسطو منهج التجريد والاستنتاج، وإنما اتبع منهج الفحص والاستقراء، وانتهى به هذا المنهج إلي قبول العالم الواقعي الذي عده أفلاطون غير حقيقي، وكان فى قبول أرسطو للعالم الواقعي رفض للتصورات الوهمية المتخيلة لهذا العالم الطبيعي والإنساني.

ويبدو هذا المنهج الأرسطي في موقف أرسطو من شعراء عصره، وخاصة فى تناوله لمآسي يوربيديس Euripides (حوالي 485-406 ق.م) وسوفوكليس Sophocles (حوالي 496-406ق.م) فقد كان يوربيديس مجددا فكريا واجتماعيا تناول بالنقد معتقدات مجتمعه، ونظرة الناس في عصره إلي العوالم العلوية غير المرئية، وتخلص فى كثير من مآسيه من سيطرة معتقدات عصره في الآلهة والأساطير والأبطال والسحرة والعرافين، وضمن أعماله تصويرا للآلهة يجعلهم أبعد في باب الفضيلة والخير عن نموذج الإنسان الفاضل العادي، وأظهرهم فى صور السارقين والحاقدين والقساة والمتحيزين.

لهذا لقي يوربيديس هجوما شديدا من مفكري الأرستقراطية وفنانيها المحافظيـن، ورفض عصره كثيرا من آرائه، وإن كان فى منحه جوائزه الفنية أحيانا، ولم يشر أرسطو في تناوله لمآسي هذا الشاعر إلي أية إدانة أو اتهام له، وإنما أخذ على بعض أعماله الضعف فى البناء نتيجة الوقوع في مزلق فني محدد، وهو خفوت الحركة لصالح الحكي الأبيسوي والملحمي.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 90 مشاهدة
نشرت فى 26 نوفمبر 2014 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,028