الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

تعاقبت الأحداث في السنوات الخمسين الماضية بصورة مذهلة في مجال الحاسب الآلي وتطبيقاته ، حيث ظهر الحاسب الحالي ثم دعمت إمكاناته،  وبحلول عقد الثمانينيات من القرن العشرين أصبح الحاسب الشخصي يحتل مكان الصدارة في الصناعات المدنية ، وشهدت الأعوام التالية تطورات بدأت مع زيادة قدرات الأجهزة وربطها مع بعضها بعضا لتكون شبكة تستطيع فيها الأجهزة أن تتبادل البرامج والبيانات والمعلومات  ، وساعدت وسائل الاتصالات على زيادة رقعة الشبكة الصغيرة  بين مجموعة من الأجهزة  ليصبح الاتصال بين شبكات عدة  واقعا ملموسا في شبكة واسعة تسمى الإنترنت (Inter net  ) التي شكلت مصدرا أساسيا للمعلومات للباحثين عامة والأكاديميين منهم خاصة ،  حيث شكل استخدامها بداية عصر معرفي جديد فتح مجالا واسعا أمام الدول النامية  لضرورة الاندماج في مسيرة ثورة التقنيات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومن بينها الدول العربية  .وقد أعدت مجلة "انترنت العالم العربي" دراسة ميدانية حول واقع استخدام شبكة الإنترنت في العالم العربي شملت (307) من المشتركين في الإنترنت بالبلاد العربية، وأظهرت نتائج الدراسة أن مجالات استخدام الحاسوب تشكل أهم مصدر للمعلومات عن الإنترنت بالنسبة للمشاركين، وبينت الدراسة أن أكثر الأهداف أهمية بالنسبة للمشاركين لدى استخدامهم للانترنت كانت على التوالي: الاتصال والبريد الالكتروني (انترنت العالم العربي، 1998: 26-34).

وأعد همشري وبو عزة دراسة حول واقع استخدام أعضاء هيئة التدريس في جامعة السلطان قابوس لمصادر المعلومات، ومن نتائج الدراسة أن استخدام مصادر المعلومات المحوسبة من قبل أعضاء هيئة التدريس كان متدنياً، وذلك مقارنة باستخدامهم لمصادر المعلومات التقليدية مثل الكتب الدراسية التي احتلت المرتبة الأولى في مجال التدريس، فيما تبوأت الدوريات العلمية المركز الأول في مجال البحث  (همشري وبو عزة، 1998).

ويتميز العالم المعاصر بقدرته الفائقة على إنتاج، واستخدام ،وتخزين المعلومات ومد خيوط التواصل والتفاعل المعرفي بين البشر محليا وعالميا،مما جعل المعرفة ومن ورائها العقل البشري أحد أهم القطاعات الحساسة التي تستأثر باهتمام الدول في الاستثمار،باعتبارها عوامل قوة وتفوق في العصر الراهن وعُدة الحضور الفاعل في المستقبل .

   وقد جاءت الانترنت لتُشكل أحد أهم اختراعات القرن العشرين التي حولت العالم إلى مكتبة بلا جدران وقرية بلا أسوار وأمدت سكان هذه القرية بثقافة دون حواجز! وينمو الاستخدام العالمي للشبكة العنكبوتية بشكل لافت ، ويزحف النشر الإلكتروني ليستولي يوما بعد يوم على مساحات جديدة كان بالأمس القريب يسيطر عليها عالم المكتوب إلى الحد الذي جعل الورق يتقادم بشكل متسارع ويدفع الكثير من الباحثين إلى التنبؤ بأن أطفالنا سيشهدون عالما خال من الورق.

   ومع كل هذه القفزات الحاصلة في التحول من عصر إلى آخر، ما يزال الاستغلال العربي لهذه الطفرة والاستفادة من خدماتها المعلوماتية الهائلة بطيئا وربما مقتصرا على بعض الجوانب الترفيهية ، دون استغلال هذا الفضاء المعلوماتي في تنمية الرصيد المعرفي والثقافي للمتعاملين مع الشبكة العنكبوتية ، خاصة إذا تعلق الأمر بمجال البحث العلمي الذي يعد عصب التطور وأس الرقي في كل المجتمعات ، لاسيما في عصر المعلومات .

   وتواجه مسألة الولوج في المعلوماتية من المنظور العربي ، مجموعة من التحديات أمام النظم المعلوماتية العربية التي تمثل نطاقا إقليميا فرعيا يتفاعل  مع الأنظمة المعلوماتية الإقليمية ويتعرض لتأثيرات عديدة من خلال ثورة المعلوماتية ، بدءا من التكنولوجيا المستخدمة مرورا بالمضمون ، وانتهاء بالأهداف التي تسعى البلدان العربية إلى تحقيقها من خلال المعلوماتية .

   ومادام العلم والبحث العلمي هما الرهان الذي تُرابط مختلف الدول قصد الإمساك به و التحكم فيه ، لأنه مصدر القوة والتفوق في معترك الحياة الراهنة ، فالانترنت ومنذ ظهورها بدأ الحديث عن صيغة جديدة للتعليم تتجاوز مقاعد الدراسة ، وتجعل الباحث والطالب على اتصال دائم ومستمر بالباحثين وبنوك المعطيات ومصادر المعلومات ، مما يجعله أكثر قدرة من ذي قبل على التوسع في عمليات البحث والإنجاز والتواصل العلمي على الصعيد الكوني .

والانترنت لغة:لفظ يترجم كلمةInternet الإنجليزية التي تعتبر إدغاما لكلمتيInterconected Networksأي الشبكات المترابطة.   أما من الناحية الاصطلاحية فيمكن توصيف الانترنت بشكل مبسط على أنها مجموعة من الحاسبات مرتبطة في هيئة شبكة أو شبكات ، تلك الشبكات لها القدرة على الاتصال بشبكات أكبر، بحيث يكون هذا الاتصال يسري وفق بروتوكول ضبط التراسل الذي يُتيح استخدام خدمات الشبكة على نطاق عالمي. 1

   ومنذ عقدين أو أكثر من الزمن ، كان تخيل الإنترنت يعد ضربا من الخيال ، لكنها اليوم تمثل عماد المجتمع المعلوماتي الجديد ومعجزته التي يُبشر بها حيث فتحت هذه الأداة الجديدة العالم على أبوابه ودكت كل التحصينات والأسوار فخيمت بانتشارها السريع على العالم الأثيري لينصاع العالم لها ويستسلم لجموحها(مرتضي ،عياشي : 2000)

فسيولة المعلومات وجموحها على كل أساليب الرقابة وتأبيها على مختلف الحواجز، جعل من الصعب التكهن بمآلات الكرة الأرضية في الآفاق المنظورة ، مما دفع الباحث سيتلر  (Saettler)إلى القول : أنه ليس من السهل التنبؤ بمستقبل استخدام التقنية في مجالات الحياة ولكن التنبؤ السهل الذي ينبغي أن يُبنى عليه المستقبل هو أن الأشياء التي تحصل عادة تكون أكبر مما تم توقعه .

ففي أواخر الستينيات من القرن الماضي فكر الأمريكيون في إنشاء شبكة تُؤمن التواصل في حالة نشوب حرب نووية وقد أطلق على هذه الشبكة في البداية تسمية(ARPAnet) ، لتُستبدل في مطلع الثمانينات بأخرى تفوقها سرعة تدعىNSFNET ويقصد بهاnationale science foundation ومع مرور الزمن وتنامي عدد مستعملي الانترنت من قبل الأوساط المدنية تم فصل القسم العسكري منها ومنذ ذلك التاريخ وزوار الشبكة في تزايد مستمر إلى يوم الناس هذا.

   وفي دراسة حول المواقع العربية على الشبكة من حيث المحتوى والتأثير ، أشار التقرير الذي أعده خبراء المجلس القومي للثقافة والإعلام إلى أن نسبة المحتوى العربي على الانترنت مازالت لا تتجاوز 0.01 % ‏ ‏من إجمالي محتوى الشبكة كاشفا عن أن عدد المواقع العربية على شبكة الانترنت وصل ‏ ‏إلى 14 ألف موقع مقابل 35 ألف موقع لإسرائيل . فمعدلات الانخراط العربي ما تزال بعيدة عن المؤشرات العالمية ، حيث نجد 1.6%‏ من المستخدمين العرب للانترنت مقابل 79%‏ في الولايات المتحدة(وحيد ، قدورة، 2005 : 46).

 ذلك أن الشبكة الالكترونية العربية تتنوع بين مواقع إسلامية وأخرى ثقافية ، في ‏ ‏الوقت الذي تخلو فيه من موقع سياسي عربي يمكن أن يعبر عن قضية سياسية موحدة في ‏ ‏العالم العربي باستثناء مواقع الصحف العربية.   

    بيد أن العديد من المعوقات تبطئ انتشار الإنترنت،من أهمها :بطء نمو البنية التحتية وارتفاع كلفة استخدامها- الإنترنت- في بعض البلدان العربية التي تتعدى القدرات المالية لغالبية السكان والمستخدمين فيها . مما يدلل على أننا بحاجة إلى مزيد من الجهد لإحداث ثورة معلوماتية تنهض بواقعنا ، لتجعلنا نتفاعل بكفاءة مع تحديات الراهن .

   ونجد أن اللغة العربية تحتل هامشا ضئيلا ضمن ركام هائل من الصفحات على الشبكة ، حيث أن مما مجموعه 8 مليارات صفحة تقريبا تحتل اللغة الإنجليزية ما نسبتة82 % ، في حين تحتل باقي اللغات نسبة18% ، مما يعكس واقع اللاتكافؤ والاختلال المعلوماتي الذي سيؤثر حتما على الثقافات المستضعفة إلكترونيا ويُعرّض أهلها إلى موجات عاتية من متاهات اللاانتماء وصراع الهوية. إذ تشير الأرقام إلى أن حصة الإنتاج الفكري باللغة العربية المتاح عبر الانترنت لايتجاوز0.3% من المعلومات المنشورة على الواب(وحيد ، قدورة، 2005 : 49)

 يحدث هذا التراخي العربي عن الانخراط في العالم الرقمي في زمن بات فيه عالم الإنترنت يشكل عالم المعرفة في العصر الراهن ، حيث لم يعد فقط مصدرا ومخزنا للمعلومات أو إدارتها وتنظيمها واسترجاعها وقت الحاجة ، بل أصبح في معظم الأحيان هو المولد والمنتج للمعرفة والموزع لها والمعلم والإعلامي والمربي ، بل التاجر والمروج والمقرر والمبلور للرأي والمؤسس لبعض القيم قي كثير من جوانبه(محمد، رحومة ،2005: 40).

   والمتتبع لسيرورة التطور الحاصل في حقل الاتصال يلمس أنه ما إن تظهر تقنية اتصالية أو معلوماتية جديدة ، حتى تتهافت الكتابات حولها بين مشيد بها ومحذر منها ، مرغب فيها ومنفر منها ولم يسلم عصر الانترنت على غرار العصور التي سبقته من تعدد الخطابات وتباينها ويتزعم الخطاب المتوجس من آثار عصر الانترنت الباحث بول فيرليو*Paul Virilio الذي يركز على انعكاساتها السلبية على القيم الإنسانية والعلاقات الاجتماعية مفندا الطرح الذي يقول بعلاقة تلازمية بين التطور التقني والرقي الإنساني والاجتماعي. كما يعد الباحث "دومينيك فولتون** Dominic Wolton من المصنفين ضمن التيار الناقد ، لكن بنبرة معتدلة وغير حادة ، كما هو الشأن بالنسبة لسابقه.

وفي مقابل هذا التيار الناقد لتغلغل المد التكنولوجي في النسيج الاجتماعي ، يبرز تيار آخر مبشر بمحاسن الانترنت ، بالنظر للآثار الايجابية التي سوف تنعكس على الحياة الاجتماعية  وتتعدد ألوان هذا الطيف من اقتصاديين وسياسيين وباحثين ، منهم بيل جيتسBill Gates ، وأل قورAl gore ونيكولا نقربونتيNicholas Negroponte ، حيث يراهن هذا الفريق على الانترنت كعلامة من علامات هذا العصر وآلية تحرر الإنسان من قوالب التفكير القديمة ، حيث تلج به في العصر الافتراضي.

  8- الدراسات السابقة:

   أجريت دراسات عدة حول استخدامات الانترنت في المجالات المختلفة من ذلك ، تلك التي قام بها الباحثان جالو وهورتونGallo and Horton سنة 1994 حول تأثير الدخول المباشر وغير المقيد للانترنت على مجموعة من المعلمين ، توصل الباحثان من خلال ذلك إلى أن الدخول غير المقيد على المواقع البحثية له آثار ايجابية في البحث العلمي وانه أحد العوامل المؤثرة في استخدام المعلمين للانترنت  بفعالية.( Gallo,M and Horton,P,1994)

كما قام بروسBruce سنة 1995 بفحص دور الإنترنت في شبكة البحث الأكاديمية الأسترالية من خلال دراسة طولية ، أظهرت نتائجها أن استخدام شبكة الإنترنت قد أدى إلى زيادة التعاون بين الأكاديميين في استراليا ، كما أدى إلى تسهيل عملية الإشراف على أبحاث الطلبة من خارج استراليا . كذلك فقد كان لهذه الشبكة المعلوماتية دور مهم في مساندة التعلم عن بعد(Bruce,H,Internet and academic, 1995: pp .177-191)

    وقد أشارت نتائج دراسة أجرتها مجموعة من الباحثين الأمريكان عام 1995 إلى أن: ([12])

<!--يرتبط ملايين البشر المشتركين على صعيد الكرة الأرضية بالانترنت بهدف الاتصال الشخصي والجماعي.

<!--يحتل الأكاديميون المرتبة الأولى في استخدام الإنترنت ولها تواجد واسع في الجامعات الأمريكية.

<!--يعد البريد الالكتروني من أبرز استخداماتها وتشمل خدماته الميادين والنشاطات المختلفة ، حيث يستخدم البريد الالكتروني في الإرسال والاستقبال مع مختلف مناطق العالم وبأي عدد من الرسائل وبأسرع ما يمكن .

<!--يمكن تقديم الخدمات الإعلامية المختلفة من خلال قراءة الصحف والمجلات الكترونيا ومتابعة برامج محطات الإذاعة وقنوات التلفزيون.

<!--عرض السلع والمنتجات والتسويق والدعاية والإعلان لكل من الشركات والأفراد عبر العالم (عياش مرتضي ،2002)

أما في العالم العربي فقد أجرى الباحث العمري دراسة ميدانية سنة 2002 ، بغرض استقصاء واقع استخدام الانترنت لدى أعضاء هيئة التدريس والطلبة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ، حيث أظهرت نتائجها (العمري ، أكرم، 2002: 35-67):

<!--50% من المبحوثين يستخدمون الإنترنت يوميا مرة واحدة ، لمدة تتراوح بين ساعتين وأربع ساعات .

<!--- 66.13   % من أعضاء هيئة التدريس يعتبرون شبكة الإنترنت مهمة جدا لبحوثهم العلمية المختلفة.

<!--25% من المبحوثين بحاجة إلى دورات تدريبية مكثفة في مجال التدرب على مهارات استخدام الانترنت.

   ومن جهتها أجرت شعبة الحاسب الآلي والإدارة العامة بالرياض ، سنة 2002 دراسة حول مقاهي الانترنت وأثرها على الطلبة وقد أظهرت نتائج الدراسة ترتيب المواقع على شبكة الانترنت حسب كثرة زيارتها من جانب الطلبة كمايلي( سعادة جودت أحمد والسرطاوي عادل فريزر ، 2003 :244):

- المواقع الترفيهية هي أكثر المواقع زيارة لدى العينة ، تلتها مواقع الدردشة والمحادثة ، ثم المواقع الرياضية ، ثم المواقع الإسلامية ، ثم الإعلامية ، ثم العلمية ، ثم مواقع المجموعات المنحرفة فمواقع المناقشة ، ثم مواقع خدمات البحث ، لتأتي في النهاية مواقع التقنية.

مزايا الانترنت ودوافع استخدامها:

   تؤدي الانترنت عدة مهمات بأسلوب تفاعلي و تجمع أكثر من وسيلة في وقت واحد فهي في اعتمادها على النصوص المكتوبة تشبه الوسائل المطبوعة ،كما أنها تسمح بالاتصال ذي الاتجاهين مثل التليفون كما أنها وسيلة سمعية بصرية -مثل التلفزيون- فالانترنت وسيلة اتصال تعتمد على الوسائط المتعددة كما أنها تتمتع بميزة التفاعلية أكثر من أي وسيلة أخرى ( Adele.F.Bane, 1995: 32-36)

   في حين أن اعتماد الكتاب الجامعي كمصدر وحيد للتعليم ، من شانه أن يقلل من فرص التفاعل الفكري بين الأستاذ والطلاب ، لأن الكتاب الجامعي من شأنه أن يمنع الأستاذ الجامعي من التميز في الأداء ويخفض إنتاجيته إلى عطاء روتيني ، لا يكشف عن مواهب الدارسين ولا يحفزهم إلى الدروس ولا يعطيهم المثل الأعلى) المجلس الأعلى للجامعات ،1987:.8( إذ أن  اعتماد المعلومات المتوفرة في الشبكة العنكبوتية يمكن أن يكون عامل معين ورافد يحفز الأستاذ والطالب كليهما على المقارنة والتحليل والنقد مما يجعلهم شركاء في صناعة المعرفة لا مستهلكين لها فحسب.

   أما الباحث سولا بولSola Pool  فقد حدد خمس خصائص تميز الانترنت عن غيرها من وسائل الاتصال وهي : إلغاء المسافات كمعوق للاتصال ، اندماج الصوت والصورة والكلمة في صيغة رقمية واندماج الحوسبة والاتصال وتماهي نشاطات العمل والترفيه والعمل على عكس ثورة الاتصال الجماهيري( Ithiela da Sola Pool , 1990 :8)

وتتعدد عوامل الإقبال على الشبكة العنكبوتية وتتداخل إلى الحد الذي يصعب معه الفصل بينها ومع ذلك يمكن لغرض إجرائي ، حصر أهم هذه الدوافع فيما يلي :

الترفيه :

    تشير أغلب الدراسات واستطلاعات الرأي التي تُجرى دوريا حول استخدامات الانترنت،أن عددا كبيرا من المبحرين عبر الشبكة يرتادون مواقعها بغرض الترفيه عن النفس وتمضية وقت الفراغ ، لاسيما في ظل نقص المرافق الثقافية والاجتماعية في محيط الفرد التي تمتص وقت الفراغ ، مما يجعل الإنترنت قبلته شبه الوحيدة لطرد الروتين وتجديد النفس.

   و تعد مواقع الدردشة والمحادثة ، الرياضة ، الموسيقى ، إلي جانب المواقع الإباحية هي الفضاءات الأكثر إقبالا من طرف زوار الإنترنت.فمن بين حوالي3 مليار موقع إلكتروني يسيطر الترفيه على الأغلبية المطلقة ، ففي دراسة حول المواقع المفضلة من قبل مستخدمي الانترنت ، جاء الترتيب كمايلي:المواقع الترفيهية ، الدردشة والمحادثة ، الرياضة ، المواقع الإسلامية ، المواقع الإعلامية ، المواقع العلمية ، المواقع المنحرفة .

   وتفيد الكثير من الأبحاث أن الإنسان اليوم يعاني من تخمة معلوماتية نظرا للضخ المتواصل والمفرط لجرعات كبيرة من المعلومات تزيد كثيرا عن سقف احتياجات الإنسان إضافة إلى عدم دقة كل ما يُنشر في الشبكة،وتضارب الأرقام والإحصاءات وتعدد الفتاوى إلى حد التصادم أحيانا مما يصيب التفكير البشري بالتذبذب والاضطراب،ويقلل من موثوقية معلومات الشبكة.وعليه تذهب بعض دوائر الرصد والمتابعة إلى حد القول بأن 90 % مما يُنشر على صفحات الانترنت عبارة عن معلومات تافهة ،وال10% المتبقية تحتاج إلى قدرات معرفية فائقة لاستخلاصها من الوحل المعلوماتي الذي تعج به الشبكة العنكبوتية.

   وقد أفادت نتائج دراسة أجريت على عينة من المقاهي الإلكترونية أن الشباب الجزائري يبحث في هذه الفضاءات السبرانية على الزواج ، الجنس،أخبار بن لادن ، البحث عن التأشيرة  والمشاركة في المسابقات وقد احتل محرك "قوقل" google المرتبة الأولى باعتباره الموقع الأكثر ارتيادا من قبل الجزائريين وفي ذلك إشارة إلى تعدد دوافع الإبحار لدى زوار الانترنت، لاسيما في تلك البيئات التي تعاني فراغا قاتلا من أنشطة تزجية أوقات الفراغ ، مما يجعل الانترنت تمثل المتنفس والملجأ شبه الوحيد بالنسبة لهؤلاء.

وسيلة إخبارية:

   تعد الإنترنت من أيسر وسائل الإعلام في الوصول إلى  الأخبار وإيصالها إلى الآخرين،فكثيرا من الأفراد والهيئات والحكومات والجرائد تنشئ لها مواقع لبث الأخبار،ولذا بات من الميسور على متصفح الانترنت ان يطلع على الأخبار المحلية والعالمية دون الحاجة إلى البحث عن الجرائد واقتنائها،فهي-الانترنت- توفر له خدمة إخبارية سريعة ومريحة.سواء منها أخبار الصحافة أو الإذاعة والتلفزيون.

   وتمثل المواقع الإخبارية الأكثر شعبية ، أجهزة توصيل الكترونية لمحتويات الصحف والمجلات التقليدية أو النسخ الرقمية للمطبوعات المماثلة المعدة للبث ، ذلك أن  المواقع الإخبارية الأكثر نجاحا تميل إلى تقديم مواد إعلامية تفاعلية من مثل استطلاعات الرأي والبحث في الأرشيفات الإخبارية لإيجاد التقارير الإخبارية ذات الصلة وبما يعرض سياقا وتحليلات تاريخية لقصة إخبارية بعينها( جلفار أحمد ، 2006 :197-198)

 

   ولاشك أننا نشهد اليوم تنامي قدرات البشر في الحصول على الأخبار والمعلومات وجمعها دون كلفة باهظة ، بفعل توافر الوسيلة الخاصة بكل منهم والمتمثلة في شبكة الانترنت ، غير أن مسألة التحقق من صدق هذه الأخبار باتت إحدى أكبر المهمات ، فالمواقع الوهمية تتنامى بصورة ملفتة على الشبكة ومصداقية الإنترنت تستدعي ضرورة البحث عن آليات جديدة للتحقق من مصداقية الأخبار المستقاة من خلال شبكة الانترنت . 

التنفيس عن المكبوتات :

    حينما يتعرض نظام القيم إلى خلخلة عنيفة تُفقده توازنه بفعل إعصار الحداثة والعولمة ، تطفو على السطح منظومة جديدة من القيم والمعايير تُعلي من شأن "النفعية ، الأنانية والفردية  والاتجاه الغرائزي المجرد من أي محتوى إنساني ، نعم ستغدق ثقافة العولمة على الجسد ما سيفيض عن حاجته من الإشباع تماما مثل جدتها العولمة الاقتصادية ، غير أنها ستقتل الروح وتذهب بالمحتوى الأخلاقي والإنساني لسلوك الناس (Tarpley, Todd, 2001:547)

    ومن جهة أخرى  يتواجد في أمريكا كما تشير دراسة أجراها المعهد الأمريكي للاتصال حوالي 87 مليون مراهق تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 سنة و 73% منهم يستخدمون الشبكة الالكترونية يوميا , فيما يستخدمها البالغون بنسبة 66% , في حين يري 88% من هؤلاء المراهقين أن وسيلة الاتصال الوحيدة التي يعتمدون عليها في أيامهم هذه هي الانترنت وحتى الهواتف النقالة لم تعد تهمهم في شيء إذا كان الانترنت موجودا ( الناصر عادل ،2008).

    وتتنوع المشاكل بتنوع المعلومات ؛ فثمة مشاكل أخلاقية لعل أبرزها "الإباحية" ، التي تمثل إشكالية معقدة لما لها من تداخلات مع الثقافي والديني والاجتماعي والقيمي ومشاكل اجتماعية ، كفقدان بعض العاملين أعمالهم نتيجة ظهور نظم (الإنسان الآلي ، تلقائية المكتب ، النقود الإلكترونية ، المعلومات المنزلية ، الذكاء الصناعي) ، أضف إلى ذلك ما أحدثته الإنترنت من آثار سلبية على العمل والصحة والمسؤوليات الاجتماعية ، بل إنها أثرت في تصورات الناس عن الذات البشرية فنشأ " الحب الإلكتروني " و " الجنس الإلكتروني " و " الزواج الإلكتروني " و " أرامل الإنترنت(الخطيب معتز،2008).

     ومن المعلوم أن المواقع الإباحية التي تسوق الجنس باتت تحتل مساحات هائلة من الشبكة العنكبوتية ، حيث تتفنن في عمليات الإغراء الرخيص للتلاعب بكثير من فئات المراهقين وحتى الكبار والزج بهم في متاهات أخلاقية لا أول لها ولا آخر ، ففي دراسة مسحية على الانترنت في كاليفورنيا ، كشفت أن أعداد الشابات المترددات على المواقع الجنسية فاق كل التوقعات ! وأشارت النتائج إلى أن الناس يتصفحون مواقع جنس الانترنت للاستجمام أو الترفيه وليس للإرضاء الجنسي وقال بعض مستعملي الانترنت ، أنهم يبدون أحرارا أكثر في استكشاف جنسهم على الانترنت ( أحمد محمد صالح ، 2004: 94-95).

 وينتاب الشك عدد غير قليل من الداخلين عبر بوابات المحادثة الالكترونية من مدى متانة العلاقات الاجتماعية الناجمة عن غرف الدردشة والحوارات وما ينجر عنها من تعارف وحب وزواج ، مع العلم أن آخر دراسة صدرت في أمريكا ذكرت أن السبب الأول للطلاق هو الانترنت.

    التواصل والبحث عن المعلومات :

    تزخر الانترنت بكم هائل من المعلومات حول مختلف جوانب الحياة ، لذلك يجد المُبحر في مواقع الشبكة نفسه في حيرة إذا لم تكن وجهته واضحة مسبقا ، فالإنترنت تتيح مختلف المعلومات دون موانع متجاوزة الحدود الجغرافية والسياسية والاجتماعية ، كما يتيح البريد الإلكتروني لمستعمليه فرصة التواصل مع أي شخص مهما كان موقعه والانفتاح على الآخر وتبادل الأخبار والمعلومات ، فضلا عن إرسال الخطابات والرسائل ونقل الملفات بين الأفراد في كل أنحاء العالم حول القضايا ذات الاهتمام المشترك ، كما تؤمن الشبكة الإطلاع على بعض الرسائل ا لعلمية النادرة والكتب والمعلومات الخاصة التي لا تتيسر خارج إطار الانترنت ، كما تسمح الإنترنت بإثراء المعلومات حول شتى المسائل الدينية والاجتماعية والعلمية ، مما يجعلها إحدى أهم أنجع الآليات المعاصرة للتعلم عن بعد .

  وعلى الرغم من ذلك فإن الاستخدام العربي للشبكة لغرض البحث العلمي مازال لم يرتق بعد إلى المستوى المأمول ، فعلى تواضع نسبة مستخدمي الشبكة العرب ، فإن ما يزيد على 30% منهم يستغلون إبحارهم في الدردشة ، بينما لا يتجاوز نصيب البحث العلمي في أحسن الأحوال نسبة 3% من هؤلاء المستخدمين ، حسب دراسة أجرتها إحدى المجلات العربية أخيرا. كما كشفت دراسة أجريت على عينة من الطلبة الجامعيين في القاهرة ، أن الطلاب أكثر من الطالبات استخداماً للإنترنت طلباً للثقافة العامة والتسلية . في حين أن الطالبات أكثر استخداماً له بهدف التعلم الدراسي ، مقارنة بالطلاب ويتضح أيضاً أن هناك فرقاً دالاً بين الجنسين في مجالات استخدام الإنترنت ، فبالنسبة للطلاب يُلاحظ أن 71% منهم يستخدمون الإنترنت للترفيه والذي يمثل أعلى نسبة ، يليها بعد ذلك التعليم والثقافة العامة على التوالي. في حين نجد لدى الإناث ارتفاعاً ملحوظاً في استخدام الإنترنت بهدف التعلم 91%. لذا فإن التعلم الأكاديمي أكثر مجالات الاستخدام شيوعاً لدى الطالبات ثم التسلية ، في حين تقل نسبة استخدامه بدرجة دالة عنها لدى الطلاب ، إذ لا توجد فروق بين الجنسين في المجالات الأخرى من الاستخدام (بطرس أنطوان ،2000  :189).

 

ومن جانب آخر، تعد الانترنيت أكبر مكتبة في العالم ، حيث يدخل إليها نصوص كاملة من الكتب الجديدة والبالغ عددها أكثر من 45 ألف كتاب سنوياً ، إضافة إلى نشاطات النشر في سائر أنحاء العالم والذي يشمل أكثر من ألف كتاب جديد يصدر سنوياً في اليابان وحدها ، وتحتوي الانترنيت على موضوعات حديثة وغزيرة وغنية ما لم تتوفر في المكتبات من مصادر المعلومات الأخرى . تجدر الإشارة إلى أنه لا  يوجد صراع بين المكتبة الورقية والمكتبة الالكترونية فمجالات التلاقي بينهما أكثر من أن تحصى ، مما يجعل الأدوار تتكامل ولا تتصارع.

    إن عصر المعلومات اليوم يتميز بنقلة نوعية من حيث حجم الوثائق المتوفرة على الشبكة وتنوع محتوياتها،هذا الحجم الهائل والمتطور يومياً غير مفهوم البحث والاسترجاع والوصول إلى المعلومة ، ليضع المستفيد في حالة انتقاء واختيار للمعلومة الأكثر جدوى ونفعاً لأخذ القرار أو البدء في إنجاز العمل . 
ويمكن للباحث وخاصة في المراحل العليا الاشتراك فيما يسمى بجماعات النقاش ، كذلك يمكن للباحث من خلال First Search أن يصل إلى مقتنيات آلاف المكتبات الأكاديمية والبحثية 
و الإبحار في هذه الشبكة متخطياً الحواجز المكانية مخترقاً الحدود بين الدول والأقاليم في لحظات مختصرا كثيرا من الوقت ، حيث تتيح له الشبكات إمكانية التواصل مع وحدات المعلومات عن بعد ، في مسكنه أو مكتبه.

      وقد أوضحت الريحاني وعون الكرمي عدة عوامل دعت لاستخدام الانترنيت وهي

 http://www.arabcin.net/arabic/5nadweh/pivot_1/internet_usefulness1.htm(13/03/2008):

<!--التخفيف من الوقت والتقليل من الجهود المطلوبة لإنجاز مهمات البحث عن المعلومات. 

<!--تسهيل خدمات عدة مثل البريد الإلكتروني وإمكانية تحويل الملفات. 

<!--يتيح إمكانية الوصول لنشر الإلكترونيات والنشر الفوري للمعلومات وإلى تغطية الأخبار بصورة فورية. 

<!--تقديم الحلول المتكاملة في القطاع الحاسوبي. 

<!--الاشتراك إلكترونياً في المجلات الإلكترونية بصورة مباشرة عبر البريد الإلكتروني. 

<!--الاطلاع على الندوات والمؤتمرات والنشاطات العلمية والصناعية والمعارض.

   ومن العوامل الهامة كذلك ، أن مستخدم المكتبة اليوم يختلف عنه سابقاً ، فقد أثر تغير نمط الحياة على تغير الرغبة في المنتجات والخدمات، فأصبح أكثر وعياً ومعرفة واطلاعاً لخدمات ومنتجات المعلومات التي تقدم إليه بأشكالها الحديثة يومياً بل كل ساعة لترضي رغبته المتغيرة ، مما دعا مزودي الخدمات والمنتجات إلى التنافس باستمرار في تقديم أشكال وأنواع من الخدمات والمنتجات المتعددة. 

   ويجمع الكثير من الباحثين على أن الثورة التكنولوجية والاتصالية قوة إيجابية لتنظيم المعلومات وإدارتها وتسهيل مهمات الباحثين وتلبية احتياجاتهم ، فقللت من الفترة الزمنية في عمليات المعالجة والاسترجاع ومكنت من الوصول إلى المعلومات بأيسر الطرق وأقل التكاليف.مع ذلك فمن الضروري أن يكون الباحث ملماً بعدد من تلك الأدوات وخصائص كل واحدة عن الأخرى وكيفية الاستفادة من هذه الخصائص للحصول على نتائج بحث ناجحة ، كما يلزمه أن يكون محيطاً بأساليب البحث ، ويتحرى الدقة في اختيار المصطلحات البحثية المناسبة لموضوعه.

       ولاشك أن الباحث الذي يود أن يبقى على اطلاع كامل على ما يجري في حقل ما، سيجد أنه من الأجدى أن يستخدم محركات البحث Search Engine في قواعد البيانات الإلكترونية على أن ينتظر نشر البحث من خلال مصادر تقليدية. 

   ويعد تدريب المستفيدين على مهارات استخدام الانترنيت وسيلة من وسائل التعلم والتعليم تكسبهم معرفة وتطويراً للعمليات التعليمية ومع كثرة البحث والاسترجاع يصبح الأمر أكثر سهولة مما يحقق تطويراً للإنتاجية الفردية.

   وتتيح الانترنيت لطلبة العلم الإحاطة بتكنولوجيا الاتصالات المتقدمة والاتصال بكبريات المكتبات حول العالم والاطلاع على آلاف الموضوعات ، فضلا عن الترجمات اللغوية. وتجدر الإشارة في هذا المقام إلى أن الإبحار في شبكة المعلومات بحثا عن معلومات معينة يمكن أن يكون مهارة مفيدة في الأبحاث ، لكن بعض الطلبة استعملوا مواقع الشبكة لجني المعلومات دون أن يفهموها في الواقع أو يدمجوها مع معلومات أخرى ، لذلك فإن العملية تحمل خطر أن تصبح طريقة جديدة من التعلم المنفعل أو حتى طريقة لاكتساب مهارات انتحال معلومات الآخرين(لقين، مل ، 2004: 55-56).

معوقات استخدام الانترنت في مجال البحث العلمي:

ان المتنتبع لهذة التقنية يجد ان الانترنت كغيرها من الوسائل الحديثة تواجة بعض العوائق ،وهذة العوائق إما أن تكون مادية أو بشرية . و المتتبع للعقبات التي تواجه العديد من الدول يجد أن هناك توافق مع الواقع الحالي للتعليم في معظم الدول ومن هذه العوائق :

أولا:التكلفة المادية

حيث يحتاج إلى تكلفة مادية لتوفير هذه الخدمة في مرحلة التأسيس، وتعد هذه أحد الأسباب الرئسية لعدم  استخدام الأنترنت في التعليم . ذلك أن تأسيس هذه الشبكة يحتاج الى خطوط هاتف بمواصفات معينة .وحواسيب معينة .ونظرآ لتطور البرامج والأجهزة فان هذا خلال سنوات قليلة ثم إن ملاحقة التطور مطلب أساس من مطالب القرن ولهذا لابد من وضع ذلك بالحسبان.

عند التاسيس .(michels,1996)

ثانيا: المشكلات الفنية:

الانقطاع في أثناء البحث والتصفح وإرسال الرسائل لسبب فني أو غيرة مشكلة تواجهها مؤسسات التعليم في الوقت الحاضر مما يضطر المستخدم الى الرجوع مرة أخرى الى الشبكة وقد يفقد البيانات التي كتبها وفي معظم الأحيان يكون من الصعوبة الدخول إلى الشبكة أو الرجوع الى مواقع البحث التي كان يتصفح فيها(scott,1997).

ويصف تيتر (teeter,1997)تجربة استخدام الانترنت لتعليم مقرر في التربية في جامعة اركنساس في الولايات المتحدة أنه واجة بعض المشكلات منها: عدم توفر الدعم الفني فقد واجة الطلاب بعض المشكلات أثناء استخدام الانترنت ولم تتوافر لهم الخبرة الكافية لحل هذة المشكلات(الدجاني,2001).

ثالثا: اتجاهات المعلمين نحو استخدام التقنية:

ليست العوائق المالية او الفنية هي السبب الرئيس من استخدام التقنية بل إن العنصر البشري لة أثر كبير في ذلك وقد ذكر(Michels,1996) أنة بالرغم من تطبيقات الانترنت في المصانع والغرف التجارية والأعمال الإدارية إلا أن تطبيقات استخدام هذة الشبكة في التعليم أقل من المتوقع ويسير ببطء شديد عند المقارنة بما ينبغي أن يكون وشدد MCNEIL على "أن البحث في اتجاهات اعضاء هيئة التدريس نحو استخدام هذة التقنية وأهميتها في التعليم أهم من معرفة تطبيقات هذة الشبكة في التعليم العالي "(mcneil,1990p.2).

أما عن أسباب هذا العزوف من بعض أعضاء هيئة التدريس والمعلمين فهو راجع الى عدم الوعي بأهمية هذة التقنية وعدم القدرة على الاستخدام بالإضافة لعدم استخدام الحاسوب ، ومن هنا نادى كل من لويز(1992,lewis)وماديكس(Maddux,1994)إلى ضرورة وضع برامج تدريبية لأعضاء هيئة التدريس خاصة بكيفية استخدام الحاسب الألي على وجة العموم أولا ،وباستخدام الانترنت على وجة الخصوص ثانيا ، وعن كيفية استخدام هذة التقنية في التعليم ثالثا.

رابعا: اللغــــــــــــة:

نظرا لأن معضم البحوث والمقالات المكتوبة في الانترنت باللغة الانجليزية لذا فان الاستفادة الكاملة من هذة الشبكة ستكون من نصيب من يتقن اللغة وهم قلة قليلة في الجامعات السعودية ومن هنا يمكن القول بأنة لابد من إعادة النظر في ماياتي:

1-اعادة تاهيل أساتذة الجامعات في اللغة.

2-ضرورة بناء قواعد بيانات باللغة العربية لكي يسمى للباحثين الاستفادة من تلك الشبكة(الموسى ,1422هـ)

وقد أكد الفنتوخ والسلطان(1420) أن 30% من العينة يمانعون أدخال الانترنت في الصف لأسباب منها حاجز اللغة الانجليزية.

خامسا: عدم توفر التدريب الكافي:

إن معظم المعلمين يخشون من التكنولوجيا ويشعرون بالارتياح حيال الأساليب التعليمية التقليدية الخاصة يهم. حيث يجب  برنامج تدريبي للمعلم يجب ان يساعد المعلمين على رؤية ماوراء التكنولوجيا من مكاسب في التعليم يمكن الاستفادة منها في غرفة الصف بالإضافة إلى ذلك على المعلمين أن يتحولوا من مجرد مستهلكين او متلقين للمعلومات عن طريق استعمال الانترنت للوصول إلى منتجين للمعلومات مع صياغة هذة المعلومات بما يتناسب مع واقعهم التعليمي والحضاري الخاص .

سادسا:صعوبة الوصول الى المعلومات:

يقول برانت(Brandt,1997)إن قناعات أولئك الاشخاص المؤهلين لاستخدام الانترنت كثيرا ماتهتز بسبب عدم التنظيم في استرداد المعلومات وعدم وضوح اتجاة البحث فهل هم يبحثون في الصفحة نفسها أم انهم انتقلوا الى صفحة اخرى بواسطة قنوات الوصل hypertext links (الدجاني,2001م).

سابعا:الدقة والصراحة:

عندما يحصل بعض الباحثين على المعلومة من الشبكة العالمية (الانترنت) يعتقدون بصوابها وصحتها وهذا خطأ في البحث العلمي ذلك أن هناك مواقع غير معروفة أو على الاقل مشبوهة لذا يجب على المستخدمين او الباحثين للشبكة بان يتحروا الدقة والصراحة والحكم على الموجود قبل اعتمادة في البحث (الموسى,1422هـ)ومن هنا فينبغي علينا ان نحرص على اكساب طلابنا مهارة تقويم المعلومة وهي العملية التي تحدد من خلالها تحديد مصادر المعلومات الموثوق بها والوصول اليها بفعالية بالاضافة الى فهمها ونقلها الى الاصدقاء(عباس,1423هـ)

ثامنا:رقابة الطلاب والخوف من وصولهم إلى مواقع غير مناسبة :

أكددت جرايم(Grimm,1998)في دراسة لها عن اهتمام الأهل بتعليم أبنائهم من خلال الإنترنت وتوقعاتهم من هذه الطريقة في التعليم وقد وجدت أن لبعض الاهالي توجهات تتراوح بين الإيجابية والسلبية فقد أبدى بعض الاهالي قلقهم من مسألة سوء استخدام الانترنت ومدى مقدرتهم ومقدرة المعلم على حماية أبنائهم من المواد غير المناسبة بالإضافه إلى أن بعض الأهالي عدوا قلقهم من سوء استخدام الانترنت ومدى مقدرتهم ومقدرة المعلم على حماية أبنائهم من المواد غير المتاسبة بالاضافة إلى ان بعض الاهالي عدوا ان طريقة التعلم بالانترنت هي مضيعة للوقت مما اثر في توجهات ابنائهم في التعلم من خلال هذة الطريقة وخرجت الدراسة بضرورة وصل الاهالي بالمدرسة واطلاعهم على ايجابيات التعلم بالانترنت .

ويؤكد كل من بير وميك(Bare and Meek,1998) على ضرورة حماية الطلاب من المواد غير المناسبة التي يمكن الوصول اليعا بواسطة الانترنت .ومن الواضح أن الافضل الطرائق لحماية الطلبة هي رفع الوعي لديهم والاتفاق على أخلاقيات استخدام الانترنت وجعلهم يتحملون مسؤولية الثقة التي يمنحها الأهل والمعلمون لهم (الدجاني,2001).

تاسعا: التوجة السلبي والحواجز النفسية:

الإنسان بطبيعتة لايحب تغيير ماعتاد علية بل يقاوم بأساليب مختلفة وهذا السلوك ليس المقاومة بمعناها العنيف بل يتخذ شكل الممناعة والسلبية تجاة التغيير هذا سببة أما التمسك بالأساليب التعليمية القديمة السائدة أو عدم الرغبة في التكييف مع الاساليب والتقنيات الحديثة او الشعور بعد الاهتمام وعدم المبالاة نحو التغييرات الجديدة (الفنتوخ والسلطان,1420هـ).

عاشرا: الوقت الكثير المستغرق:

سواء كان الوقت هو الوقت المستغرق للتصفح أم الوقت المستغرق من المعلم لنشر دروسة التعليمية فيما أن استخدام هذة الشبكة يحتاج الى الصورة والصوت أحيانا والتي يستغرق تصفحها وقتا طويلا نظرا لان معضم الحاسبات تستخدم (مودم بسرعة 56بت)مما يؤدي الى اتجاة سلبي نحو استخدام الانترنت لاكن ظهورموصلات و مستقبلات بواسطة الاقمار الصناعية سوف يساعد

على تخطي هذة المشكلة(الموسى,1422هـ).

وقد اشار تيتر (Teeter,1997) في دراسة حول تجربة استخدام الانترنت لتعليممقرر في التربية في جامعة اركنساس "Arkanasas at littie rock " في الولايات المتحدة إلا أنة واجة بعض المشكلات منها أن استخدام الانترنت لتعليم يتطلب وقت أكثر بكثير من التعليم التقليدي، فكما قال المعلمون ان الاستجابة لكل طالب كتابيا بوساطة الانترنت يتطلب كثيرا من الوقت كما أن تحضير القراءات للمقرر وعرضها بوساطة الانترنت يستهلك كثيرا من الوقت.واخيرا يبدون ان بعض هذة الفوائد والعقبات تعود لحداثة التجربة فالطلاب تزيد دافعيتهم عند المشاركة بتجربة جديدة واستهلاك كثيرا من الوقت وقلة الدعم الفني يعود أيضا الى ان الطلاب والمعلمين على حد سواء ليسو�

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 309 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,126