الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

تأتي مهارة الكتابة في مقدمة مهارات اللغة العربية من حيث أهميتها ، فالكتابة من أهم أنماط النشاط اللغوى وأكثرها انتشاراً ، و بدونها لا تقوم بين جماعات المجتمع صلات فعالة مثمرة ، وهى جزء حيوى فى حياة الناس اليومية ، وهى أيضاً أداة من أدوات التعليم والتعلم.(فتحى يونس،وآخرون،2000م،ص 30 )
وقد عرف وايت وأرنت (( white & Arndt 1991 الكتابة على أنها أكثر من مجرد إنتاج رموز مرسومة ، فهذه الرموز لابد أن ترتب وفق تقاليد معينة كي تكون كلمات، والكلمات لابد أن ترتب كي تصبح جملاً والجمل بدورها ترتب في شكل متتالًً وبطريقة معينة كي تكون نصًا مترابطاً ، كما أنها تتطلب جهداً عقليا ًواعيا ، مع الأخذ في الاعتبار الطرائق المتنوعة لربطها معاً ، فما يكتب إنما يكتب لكي يتم إعادة قراءته كمثير لمزيد من الكتابة، ومن ثم فالكتابة هي تحويل الأفكار إلى لغة(p3 ( white & Arndt 1991
ويرى سيمونز((Simmons 2007 أنه في أواخر القرن العشرين ظهرت نظرية بيانية (بلاغية ) تطلب من المعلمين أن يشجعوا طلابهم على الكتابة عن موضوعات شخصية وغير شخصية، ورسمية وغير رسمية ، ومن ثم فإن الأهداف التقليدية للكتابة وهى (الإمتاع والإقناع والتعليم ) قد أضيف إليها الوجدانيات العميقة للفرد ، وهذه الحركة أجبرت المعلمين أن يقرؤوا ويقيموا كتابة الطلاب بطريقة أكثر تعاطفًا واقترابًا، والنتيجة الحتمية لذلك هو أن يستمد المعلمون الكتابة التى تعبر عن الغضب والثورة والرغبة في الثواب والعقاب وهكذا… ويقدم الكاتب مجموعة من الافتراضات العملية للمعلمين الذين يرون أنماطاً غير مشجعة ومزعجة في كتابة الطلاب.
كما تعمل الكتابة كممر لحفظ وظيفة المؤسسة التعليمية ؛ فبقاء الطلاب في محيطات أكاديمية تخصصية يتوقف على قدرتهم على الكتابة ،حيث لا يزال يقيّم الأساتذة طلابهم على أساس عملهم الكتابي ، كما يلاحظ أن الطلاب الذين يتمتعون بمهارات كتابية عليا يتقدمون في تخصصاتهم بسهولة وسرعة ، فى حين نجد أن الطلاب الذين لا يكتسبون هذه المهارات يتقدمون بصعوبة وبطء(p 117 (Scarcella & Oxford 1992
ويعتمد نجاح واستمرار الطلاب في الحياة الأكاديمية علي قدرتهم الجيدة علي الكتابة،فالطلاب الذين يكتسبون مهارات الكتابة الجيدة يتقدمون أكاديميًا عكس الطلاب الذين لا يكتسبون تلك المهارات فإن تقدمهم يكون بطيئًا (Scarcella etal 1992).
ومن هنا فإن الكتابة الصحيحة تؤدى دورًا مهما فى التعليم والتثقيف ، والتفكير المنطقي ، والملاحظة السليمة والتعبير الصحيح عن المشاعر والحاجات ، وتأكيدًا لذلك فقد أوضح كلا من راميز (Raimes 1983 ) وليندسا تنجالا(Lindsa Tynjala 2001)أن قدرًا كبيرا من الكتابة في فصول اللغة يعد مساعدًا لعملية التعلم , وعلى سبيل المثال فإن تعلم الكتابة يساعد على تعلم القواعد و المفردات الجديدة ، وهذا بدوره يساعد الطلاب علي معرفة مدي تقدمهم، وكذلك الحصول علي تغذية راجعة من المعلم ، ويتيح للمعلم رصد وتشخيص المشكلات التى تعوق تعلمهم.
وعليه فإن فن الكتابة يعد البوتقة التي تنصهر فيها فنون اللغة، فهو كل تبنى أجزاؤه من جميع فنون اللغة وفروعها ، فالكتابة تعد جماع فنون اللغة وغياب القارئ عن الكاتب أثناء الكتابة يزيدها تعقيدا وخاصة أن الكاتب لا يستخدم نبرات صوته ولا تعبيرات وجهه ، لذا تقع على الكاتب مسوؤلية كبيرة فى توضيح أفكاره ( محمود الناقة : 1999،27) .
وتتضاعف أهمية تعلم مهارات التعبير الكتابي و لا سيما التعبير الكتابي الوظيفي أو الكتابة الوظيفية للناطقين بلغات أخرى نظرًا لأهمية ذلك لتحقيق التواصل بشكل متكامل و ناضج ، حيث يمثل إتقان مهارات الكتابة الوظيفية مستوى النضج ـ على الأقل ـ من وجهة نظر المتعلم الناطق بغير العربية.
فمن خلال إتقان مهارات الكتابة الوظيفية يستطيع أن يتفاعل و يتواصل مع جميع أطياف المجتمع، و يقضي جميع أغراضه، و يتخلص من كل مظاهر الاغتراب التي يشكلها له صعوبة التواصل التي هي في الأصل صعوبة في إتقان مهارات اللغة و لا سيما الكتابة.
وتتعدد مجالات الكتابة الوظيفية المهمة و لا سيما للناطقين بلغات أخرى، و أهمها:
الرسائل ـ اليوميات ـ الأحداث الجارية و الأخبار القصيرة ـ البرقيات ـ المذكرات ـ الشكاوى ـ ملء الاستمارات ـ الإعلانات ـ التوثيق و الهوامش ـ التلخيص ......إلخ
و سوف يأتي لاحقًا الفصل فيها.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 250 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,632,961