الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

تعد البلاغة من الفنون الجميلة التي تزود القارئ بالفكر والمعارف والقيم ، ولها آثارها الجليلة في إعداد النفوس وتكوين الشخصيات وتحقيق الاتصال الروحي والتقارب الوجداني بين الناس.
ولا تتحقق هذه الوظيفة إلا إذا تمكنت الطالبة من احتواء مفاهيم البلاغة ، وعندئذ تتمكن من المعرفة النظرية للمفهوم الذي يتبعه التطبيق الفعلي له فيكمن في بنيتها المعرفية وينمو حسها الأدبي لكل ما تقرأ أو تسمع من شعر أو نثر.
ودورك باعتبارك معلمة للبلاغة في غاية الأهمية إذ تتشرب منك الطالبة المفاهيم البلاغية الصحيحة والأساليب الأدبية والنقدية ، وتنجذب لدرس النصوص إذا درستها بطريقة مشوقة ومثيرة للانتباه.
والدليل الذي بين يديك يعطيك صورة مفصلة عن خطوات وإجراءات تدريسك للبلاغة المتضمنة في وحدة (علم البيان) المقررة على طالبات الصف الأول الثانوي (الفصل الدراسي الأول) وقد تم صوغ الوحدة وفقا لمدخل المهام ، ويهتم هذا الدليل بتقديم عرض مفصل لطريقة السير في الدرس باستخدام المدخل السابق وذلك بهدف تنمية مجموعة من المفاهيم البلاغية داخل مركز مصادر التعلم.


* المقدمة:
يعد مدخل المهام من المداخل الحديثة في تعلم اللغة ، وتنبع فكرة المهام من أن اللغة ليست مجرد نظام من القواعد ، ولكنها مصدر ديناميكي لخلق المعاني ؛ وعليه فالمعرفة باللغة وحدها لا تكفي لتعلمها ، بل لابد من تطبيقها بشكل تواصلي يحقق وظيفية اللغة ؛ حيث يهدف هذا المدخل إلى تنمية الكفاءة التواصلية لدى الطلاب (المرسي,45:2009) ويمكن القول إن المهمة جزء من النشاط الصفي يتضمن فهم اللغة وإنتاجها بشكل تفاعلي ؛ حيث يتم استخدام أنشطة للعمل الزوجي أو الجماعي لزيادة معدلات التفاعل والتواصل اللغوي بين الطلاب.
والتخطيط للمهمة اللغوية يتطلب عدة عناصر منها : تحديد الهدف من المهمة ، تحديد عمليات المهمة اللغوية وقد تكون لفظية مثل عمل حوار ، أو قراءة قطعة قصيرة ، وقد تكون غير لفظية مثل ترتيب صورة ما ، أو ترتيب عدة صور لتكوين قصة معينة ، تحديد الأنشطة التي يقوم بها الطلاب لتنفيذ المهمة ، تحديد دور المعلم ، تحديد دور الطالب ، تصميم بيئة التعلم. وعلى سبيل المثال يمكن تصميم مهمة لغوية لتنمية مهارات التعبير ؛ بحيث تكون عناصرها كالآتي:
• الهدف : عمل مناظرة بين الطالبات.
• المدخلات : مناظرة حول موضوع " المشبه والمشبه به ".
• الأنشطة : البحث والإطلاع على المصادر المختلفة لموضوع المناظرة ، إدارة المناظرة ، المشاركة في المناظرة ، تقويم المناظرة.
• بيئة التعلم : يستخدم مركز مصادر التعلم في عمل المناظرة لمدى مناسبته في وضع المقاعد والصفوف مع شكل المناظرة ؛ بحيث تنقسم الطالبات إلى فريقين (فريق مؤيد ، فريق معارض) وتعتمد المهام التواصلية التي يمكن من خلال تنمية مهارات التعبير الشفوي مثل : الألعاب اللغوية ، تمثيل الأدوار ، الاتصال بشبكة الإنترنت ، التعبير عن الصور وغيرها من المهام التي تذخر بها دروس البلاغة.
* أهمية الدليل وأهدافه:
تكمن أهمية الدليل في أنه يساعد معلمة البلاغة في تدريس موضوعات وحدة ( البيان) المقررة على طالبات الصف الأول الثانوي وفقاً لمدخل المهام ؛ بما يرشدها على اختيار مصادر التعلم المناسبة , وذلك نظراً لاختلاف مدخل المهام عن الطريقة التقليدية المتبعة في تدريس البلاغة فهو يقدم النصح والإرشاد والتوجيه في شأن تنفيذ المنهج بهدف تحسين توعية الموقف التعليمي بما يساهم في تنمية تحصيل الطالبات لهذه المفاهيم.
ويتم ذلك عندما تدربهن المعلمة على إتباع خطوات مدخل التدريس بتوزيع المهام على الطالبات بشكل منظم إلى أن تصل إلى الهدف المنشود ، وعلى ضوء الأهمية السابقة يهدف هذا الدليل إلى:
1- تحسين أداء المعلمة في تدريس البلاغة.
2- تبصير المعلمة بالمهارات والإجراءات اللازمة للتدريس باستخدام مدخل المهام.
3- تعريف المعلمة بدورها التوجيهي والإرشادي في التدريس.
4- تدريب المعلمة على الحوار المتبادل بينها وبين الطالبات وعلى العمل في مجموعات تعاونية وتوزيع الأدوار بين الطالبات.
5- حث المعلمة على إعداد وسائل تعليمية حديثة تعينها على تحقيق أهداف الدروس.
6- تحسين بيئة التعلم وإتاحة جو من الحرية داخل مركز مصادر التعلم مما ينعكس إيجابيا على الطالبة والمعلمة.
- وينصب اهتمام هذا الدليل على توضيح طريقة السير في التدريس باستخدام مدخل المهام في تدريس البلاغة المقرر على طالبات الصف الأول الثانوي.
مدخل المهام الذي يقوم عليه الدليل:
يقوم الدليل على مدخل المهام عند تدريس المفاهيم البلاغية لطالبات الصف الأول الثانوي داخل قاعة مصادر التعلم .
مفهوم مدخل المهام:
تنبع فكرة المهام من أن اللغة ليست مجرد نظام من القواعد ، ولكنها مصدر ديناميكي لخلق المعاني ؛ وعليه فالمعرفة باللغة وحدها لا تكفي لتعلمها ، بل لابد من تطبيقها بشكل تواصلي يحقق وظيفية اللغة ؛ حيث يهدف هذا المدخل إلى تنمية الكفاءة التواصلية لدى الطلاب ، ويمكن القول إن المهمة جزء من النشاط الصفي يتضمن فهم اللغة وإنتاجها بشكل تفاعلي ؛ حيث يتم استخدام أنشطة للعمل الزوجي أو الجماعي لزيادة معدلات التفاعل والتواصل اللغوي بين الطالبات.
أما المهام (tasks ) فقد عرفها البعض بأنها : " نشاط محدد يطلب من الفرد القيام به وبذل جهد عقلي وبدني لتنفيذه ، ويتكون من مجموعة من الإجراءات تتطلب قدر من التفرغ لتأديتها ".
ويمكن تعريف مدخل المهام إجرائيا في الدراسة الحالية بأنه : مجموعة الإجراءات التي تنطلق منها المعلمة عند تدريسها مادة البلاغة المقررة على طالبات الصف الأول الثانوي وترتكز فيها على انجاز مهام محددة داخل مركز مصادر التعلم تسندها المعلمة إلى الطالبات ، وتبنى هذه المهام على أساس أهداف مادة البلاغة المقررة وذلك بهدف تنمية المفاهيم البلاغية.

مبررات استخدام مدخل المهام في التدريس:
يتعامل المعلم في مهام الموقف التعليمي مع طلابه في مجموعات صغيرة ، وعلى هذا فالمعلم يؤدى دور المرشد إلى مصادر التعلم ، ودور المستشار التعليمي أكثر من أي دور آخر. وتساعد المهام التعليمية على تحقيق كثير من الأهداف في مجال تنمية مهارات اللغة من خلال تمكين الطالبات من توسيع معارفهم وخبراتهم أثناء ممارستهم القراءة والبحث عن مصادر المعلومات ، والكشف عن ميولهم بما يساعد على توجيههم الوجهة الصحيحة ؛ مما يؤدى إلى تنمية الثقة واحترام العمل التعاوني ، وتحمل المسئولية ، الاستفادة علمياً باللغة من خلال الممارسة لها في مواقف لغوية.
أهمية استخدام مدخل المهام في التدريس:
تكمن أهمية استخدام مدخل المهام في التدريس بصفة عامة وفي تدريس البلاغة بصفة خاصة في ما تتميز به من إيجابيات والتي تتمثل في الآتي:
1- تسهم في تحسين عمليات الفهم لدى الطالبات العاديات والطالبات اللاتي لديهن صعوبات في التعلم.
2- تزيد من دافعية الطالبات ، ورغبتهن في القراءة ، وتشجع الضعاف منهن على المشاركة.
3- تسهم في اكتساب مفاهيم البلاغة بيسر .
4- تزيد من انتباه الطالبات وتركيزهن على الموضوع البلاغي.
5- تنمي القدرة لدى الطالبات على ضبط عمليات تفكيرهن.
6- تدعم ثقة الطالبات بأنفسهن وتشعرهن بالقدرة على الإنجاز.
7- توفر فرصا لا بأس بها أمام الطالبات لممارسة أنشطة التعلم ، والاستقصاء والاكتشاف.
8- توفر تغذية راجعة وتعزيزا لاستجابات الطالبات.
9- توفر بيئة تعلم أكثر ثراء ولا تعتمد على طريقة واحدة.
10- تهتم بالتقويم المبدئي والبنائي والختامي.
دور المعلمة والطالبة في ضوء مدخل المهام في التدريس:
دور المعلمة : موجهه وميسرة للأنشطة التي تقوم بها الطالبات ، من خلال تقسيم الطالبات إلى مجموعات وتوزيع المهام عليهن.
دور الطالبة : معد ومشارك في العملية التعليمية داخل مركز مصادر التعلم.

- خطوات وإجراءات التدريس باستخدام مدخل المهام:
وتعني الباحثة بها الخطوات التي اتبعت في إعداد وتطبيق هذه الإستراتيجية وهي مستخلصة من الإطار النظري ، وهي كالآتي:
• توجه المعلمة الطالبات إلى المهمة والمعايير التي ينبغي أن تراعى فيها.
• تشرح لهن نموذجاً للمهمة وتفند المعايير فيها.
• تكتب المتعلمة المهمة المطلوبة.
• تقرأ الطالبات ما توصلن إليه وتقومه المعلمة.
• توجه المعلمة الطالبات إلى المهمة التالية إلى أن تتم مهام المجال ككل ويتم ذلك على النحو الآتي :
توزع المعلمة الطالبات على شكل مجموعات مع تعيين مهام رئيسة لكل مجموعة مثل التعامل مع أوراق العمل التي توزع للمجموعات وغيرها من الأنشطة التي تحتاج للعمل الجماعي , ومهام فرعية لكل طالبة داخل المجموعة ( القائدة , الكاتبة , المتحدثة , المنسقة , القارئة , الباحثة ) وبذلك تقوم كل طالبة بمهمة محددة .
1. القائدة وهي التي تقود نظام المجموعة وتحافظ على نظامها وتوزيعها.
2. الكاتبة وهي التي تسجل كل المعلومات والآراء الناتجة عن عمل المجموعة.
3.المتحدثة وهي التي تتحدث باسم المجموعة وتقوم بإعلان الإجابات وشرحها .
4.المنسقة وهي التي تقوم بمهمة التنسيق والترتيب في طريقة العرض والتفاعل فيما بين المجموعة .
5.القارئة وهي التي تتولى قراءة الأمثلة والشواهد من السبورة .
6. الباحثة وهي التي تتولى عملية البحث في المصادر المتنوعة داخل مركز المصادر .
مع مراعاة تبادل المهام الفرعية للطالبات داخل المجموعة في كل حصة بحيث تمر على كل طالبة مهمة القراءة ومهمة البحث ومهمة التنسيق ومهمة القيادة ومهمة الكتابة والتحدث حتى تتمكن جميع الطالبات بالمرور بكل هذه الخبرات .


الوحدة الدراسية التي أعد الدليل لدراستها:
- عنوان الوحدة : علم البيان .
دروس الوحدة :
التشبيه , التشبيه البليغ , التشبيه التمثيلي,التشبيه الضمني ,التشبيه المقلوب , المجاز , الاستعارة , الاستعارة التصريحية , الاستعارة المكنية , الكناية.
الأهداف العامة للوحدة:
يتوقع من الطالبات بعد الانتهاء من دراسة هذه الوحدة أن تكنَّ قادرات على أن:
1. توضحنَّ المقصود بالتشبيه , ونبينَّ أركانه.
2. تتعرفنَّ إلى ما يحذف وما لا يحذف من أركانه.
3. تبينَّ أقسام التشبيه من حيث الأداة ووجه الشبه فيما يعرض من أمثلة .
4. توضحن كلً من المفاهيم الآتية : التشبيه البليغ ,التشبيه التمثيلي , التشبيه الضمني , التشبيه المقلوب.
5. تميزنَّ بين أنواع التشبيه الأربعة فيما يعرض لهن من أمثلة .
6. توضحن المفاهيم الآتية : الحقيقة , المجاز , الاستعارة .
7. تفرقنَّ بين التشبيه والاستعارة .
8. توضحن نوعي الاستعارة التصريحية والاستعارة المكنية .
9. توضحنَّ المقصود بالكناية .
10. تعربنَّ عن أفكارهن وعواطفهن وأغراضهن المختلفة باستخدام أساليب البيان في مواقفها المناسبة.
مبررات اختيار الوحدة:
كل منا يحب أن يكون حديثه واضحاً , ومقصده جلياً , وأن يجد سبيله ممهداً إذا حاول أن يعبر عما يجول في نفسه ويجيش في خاطره , وهو في الوقت نفسه يحب أن يفهم العالم من حوله , فيكشف عن مقاصد المتحدثين ومراميهم , فالكلام سبيل يؤدي إلى غايات لعل أنبلها اجتلاب العلم من أفواه العلماء , أو دفع العلم إلى المتعلمين . والكلام – شأنه شأن اللغة - وسيلة المعلم ووسيلة المتعلم فإن كانت الوسيلة بينة واضحة تحقق الفهم والإفهام , وإن كانت الوسيلة غامضة مبهمة استغلق المعنى , وتعثرت عملية التعليم .والبيان يتناول أساليب المتكلمين في التعبير عما يختلج في نفوسهم من معانٍ والوقوف على مراميهم وكشف مقاصدهم بما يحقق الفهم المفيد والعميق والغاية من الكلام.

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 2732 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

fatmamohammed

جزاك الله خيرا

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,633,136