الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

إن تعلم اللغة، أية لغة كانت، مثل أي نوع من أنواع التعليم الإنساني، يتضمن ارتكاب أخطاء، وقد اعتبر المدرسون أخطاء طلبتهم- لدى تعلمهم لغة ثانية من اللغة الانجليزية شيئا غير مرغوب فيه.
وفي الآونة الأخيرة فقد تغيرت هذه النظرة إلى أخطاء تعلم اللغة الثانية. ومن خلال السنوات الخمس عشرة
أخطاء الطلبة كدليل APPLIED LINGUISTIC الماضية اعتبر الباحثون في حقل اللغويات التطبيقية hypothesis لعملة خلاقة في تعلم اللغة الثانية حيث يستعمل المتعلمون إستراتيجية تجريب الفرضيات وغيرها من الاستراتيجيات في تعلم لغة ثانية. testing
ويمكن تحديد هذه الأخطاء بشيء من التفصيل فيما يلي:
أنواع الأخطاء:
يميز الباحثون في حقل اللغويات التطبيقية عادة من نوعين من الأخطاء: أخطاء الأداء اللغوي وأخطاء الأداء هي تلك الأخطاء competence errors وأخطاء المقدرة اللغوية performance errors التي يرتكبها المتعلمون عندما يكونون متعبين أو مسرعين وفي الغالب فان هذا النوع من الأخطاء ليس خطيرا ويمكن التغلب عليه ببذل الجهد اليسير من قبل المتعلم. أما أخطاء المقدرة اللغوية فهي أكثر خطورة من أخطاء الأداء اللغوي لأنها تعكس قدرا غير كاف من التعلم.
والأخطاء .global errors والأخطاء الشاملة local errors ويميز باحثون آخرون بين الأخطاء الموضعية التي لا تعيق الاتصال أو فهم المعاني، بينما تكون الأخطاء الشاملة أكثر خطورة من الأخطاء الموضعية لأنها لا تعيق الاتصال وتشوش معاني الألفاظ. وتتعلق الأخطاء للوضعية بتصريف وصيغ الأسماء والأفعال واستعمال الأدوات وحروف الجر، أما الأخطاء الشاملة فتتمثل بالترتيب الخاطئ للكلمات في الجملة.
وأخيرا فان أخطاء تعلم اللغة تشمل جميع أقسام اللغة: الصوتي والصرفي والنحوي وعلم المعاني.
أسباب الأخطاء:
interference هنالك سببان رئيسيان للأخطاء في تعلم اللغة الثانية: السبب الأول هو التداخل من اللغة الأم والى عوامل تطورية intralingual بينما يعود السبب الثاني إلى عوامل داخلية في اللغة الثانية .developmental
وتلعب اللغة الأم للمتعلمين دورا مهما في تعلم لغة ثانية، وتسمى الأخطاء التي مردها اللغة الأم أخطاء تداخل وفي الأربعينيات والخمسينيات من هذا القرن اهتم الباحثون transfer أو أخطاء انتقالية interlingual اللغتين أمثال" فريز" و" لادو" بالنظرية القائلة: إن اللغة الأم تلعب دورا سلبيا في تعلم لغة ثانية، وبالرغم من أن الباحثين في الآونة الأخيرة بدئوا في التقليل من أهمية الأخطاء الانتقالية والتداخلية وأخذوا في التركيز على أهمية الأخطاء التي مردها اللغة الثانية والعوامل التطويرية، فان الانتقال السلبي أو التداخل بين اللغات لا يزال يعتبر عاملا مهما في تعلم أية لغة ثانية.
وترجع أخطاء العوامل الداخلية في اللغة الثانية وأخطاء العوامل التطورية إلى صعوبة اللغة الثانية وهذه العوامل تشمل ما يلي:
• التبسيط :غالبا ما يختار المتعلمون التراكيب والصيغ السهلة بدلا من التراكيب والصيغ المعقدة.
• التعميم وهو عبارة عن استعمال صيغة أو تركيب معين في مضمون ما وتوسيع تطبيق هذه الصيغة إلى مضامين أخرى لا تشملها وتجدر الإشارة إلى أن المتعلمين يلجئون إلى التبسيط والتعميم لتخفيف عبئهم اللغوي.
• التصحيح الزائد في بعض الأحيان: تؤدي جهود المعلم الزائدة عن الحد في تصحيح أخطاء الطلبة إلى ارتكاب الطلبة أخطاء يحفز " p " في صيغ وتراكيب صحيحة في حد ذاتها. مثلا إن إصرار المعلم على اللفظ الصحيح للتقويم بدلا من passam بدلا منه. وهكذا فان الطلبة يقولون " b " الطلبة إلى لفظه في مضامين تستدعي لفظ التقويم .Bassam
• التعليم الخطأ تكون أخطاء الطلبة في بعض الأحيان مردها المعلم أو المواد التدريسية أو الطرق التدريسية.
• التحجر تستمر بعض الأخطاء خصوصا أخطاء اللفظ فترات طويلة بحيث يصعب التخلص من هذه الأخطاء للطلبة العرب عدم التمييز بين.." B " و " p " الأخطاء المتحجرة
• التجنب تصعب بعض التراكيب النحوية في اللغة الثانية على المتعلمين ونتيجة لذلك فإنهم يتجنبون مثل هذه التراكيب.
• التعلم غير الكافي وهذا مرده في أغلب الأحيان جهل الطلبة بالقواعد النحوية وعدم التمييز بينها والتطبيق غير المكتمل لهذه القواعد.
• افتراض مفاهيم خطأ تعود بعض أخطاء المتعلمين إلى الفرضيات الخطأ التي يكونها هؤلاء المتعلمون عن اللغة المراد تعلمها، .He is talk to Ali مثلا يظن بعض المتعلمين أن هي العلامة المميزة لصيغة المضارع فهم يقولون مثلا معالجة أخطاء المتعلمين لا يستطيع المدرسون تصحيح كل الأخطاء التي يرتكبها المتعلمون في اللغة الثانية ومن ناحية ثانية فان التصحيح المتكرر للأخطاء الشفوية يعرقل عملية تعلم اللغة ولا يشجع الطلبة الخجولين على التخاطب والاتصال باللغة المراد تعلمها وفي ما يلي بعض الإرشادات العامة عن كيفية تصحيح أخطاء المتعلمين للغة الثانية:
١. ينبغي على المدرسين تصحيح الأخطاء التي تؤثر على فهم العبارات والجمل أي الأخطاء التي تسبب تعثر المعنى العام وفهم الألفاظ.
٢. يجب تصحيح الأخطاء التي تتسم بنسبة عالية من التكرار أو بالصبغة العامة بين الطلبة أكثر من الأخطاء الأقل تكرارا.
٣. على المدرسين التركيز على تصحيح الأخطاء المؤثرة في نسبة عالية من طلبتهم، ولهذه النقطة علاقة واضحة بالنقطة رقم ٢ أعلاه.
٤. يجب الاهتمام بالأخطاء التي تسم الطلبة بالعار أو التي تسبب غضبهم أو تثير حياءهم. وهذا العامل لتعلم اللغة. فالطلبة من الطبقات sociolirguistic ذو علاقة بالجانب اللغوي الاجتماعي الاقتصادية/ الاجتماعية المتدنية شديدو الحساسية ومرهفو الشعور، بسبب لهجتهم الخاصة، للمواقف التي تعرضهم للسخرية من قبل زملائهم الطلبة من الطبقات الاجتماعية/ الاقتصادية العليا والذين .standard dialect يتكلمون لهجة تقارب اللهجة الرسمية
وأخيرا فان الأخطاء التي لها علاقة مباشرة بنقطة أو محور تدريسي معين يجب أن تحظى بعناية المدرس أكثر من غيرها من الأخطاء.
صعوبات تعلم العربية :
الصعوبات الصوتية : وهي الصعوبات الصوتية التي تكشفها دراسات التحليـل التقابلـي وتحليــل الأخطاء وخبرة المعلمين والقائمين على تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ومنها :
1. بالنسبة للصوامت Consants
ــ أصوات حنجرية الهمزة (ء)، هـ
ــ أصوات حلقية ع ، ح
ــ أصوات لهوية ق
ــ أصوات طبقية ك
ــ أصوات غارية ش
ــ أصوات لثوية ص، س، ز، ر
ــ أصوات لثوية وأسنانية ض، ط ، د، ت
ــ أصوات أسنانية أو بين أسنانية ظ، ذ، ث
ــ أصوات شفاهية و
2. أما بالنسبة للصوائت فأهم الصعوبات تتمثل في ما يعرض للصوائت مـن قصــر وطول طبقاً للتركيب المقطعي الذي تقع فيه.
وتكمن معظم صعوبات الجانب الصوتي فيما يلي :
- صعوبة نطق بعض الأصوات العربية غير الموجودة في اللغة الأم للمتعلم.
- قد يسمع المتعلم بعض الأصوات العربية فيظن أنها أصوات تشبه أصواتاً في لغته الأم، وهي في واقع الأمر خلاف ذلك.
- قد يخطئ المتعلم في إدراك ما يسمع، فينطق على أساس ما يسمع فيؤدي خطـأ السمع إلى خطأ في النطق.
- قد يخطئ المتعلم في إدراك الفروق المهمة بين بعض الأصوات العربية، ويظنها ليست مهمة قياساً على ما في لغته الأم، فإذا كانت لغته لا تفرق بيـن س، ز أو بين ث، ظ أو بين ت و ط، فإنه يميل إلى إهمال هذه الفروق حين يسمعهـا فـي العربية أو عند نطقه لها.
- قد يضيف المتعلم إلى اللغة العربية أصواتاً غريبة عنها يستعيرها من لغتـه الأم، فقد يميل الأمريكي مثلاً إلى إضافة صـوت P أو V إلـى العربيــة لأنهــا أصــوات مستعملة في لغته الأم.
- قد نـجد صـوتاً مشـتركاً بيـن العـربية واللغـة الأم لمتـعلم مـا، ولـكــن هــذا الصــوت يشــكل صـعوبة لـدى المتعلم في بعض المواقع، فالإنجليزي لا ينطق (هـ) في آخر الكلمة في لغته، رغم أنه ينطقها فى أول الكلمة أو وسطهـا، ولهـذا فـإن (هـ) عندما تأتي في آخر الكلمة العربية تشكل صعوبة في النطق للإنجليـزي والأمريكي وربمــا للناطقين بلغات أخرى.
- مـن الأصـوات الصعـبة على غير العربي ط، ض، ص، ظ، فهي أصوات مفخمة أو مطبقة أو محلقة تعرضت لتفخيم، أو إطباق أو تحليق، وقد يصعب على المتعلـم تمييز ط عن ت، وتمييز ض عن د، وهكذا بين ص وس، وبين ذ وظ.
- ومن بين الأصوات الصعبة على غير العرب خ، غ، وأحياناً يصعب التمييز بينهما حتى على الطفل العربي.
- ويصعب على غير العربي أيضاً التمييز بين هـ وح، والتمييز بين الهمـزة (ء) وع، وبين ك وق، وبين الهمزة (ء) والفتحة القصيرة.
- قد يصعب على المتعلم أن يدرك الفرق بين الفتحة القصيرة والفتحــة الطويلــة مثل ( سَمَر ـ سَامَر ) والتمييز أيضاً بين الضمـة القصيـرة والضمـة الطويلـة ( قُتـل ـ قُوتل )، وأيضًا قد يصعب عليه التمييز بين الكسرة القصيرة والكسـرة الطويلة مثل ( زِر ـ زير ) كما قد يصعب عليه نطق (ر) العربية التكراريـة أو المرددة.
2. صعوبات النطق والقراءة :
1. صعوبة التعرف على أشكال الحروف والكلمات، وذلك بسبب :
- اختلاف أشكال الحروف عن بعضها.
- اختلافها في مواقعها من الكلمة وفي الكلمات المختلفة.
نحن ـ مشمش ـ فلفل ـ محموم ]
- اختلاف رسم الكلمات باختلاف الحروف :
فرح ـ فحر ـ رفح ـ حرف ـ حفر ]
- كثرة أعداد الحروف بكثرة أعداد أشكالها.
- اختلاف الحروف باختلاف نوع الخط.
صعوبة نطق الكلمات نطقاً صحيحاً معبراً وإخراج الأصوات من مخارجها بشكل صحيح: وذلك بسبب :
أ) كل حرف له صورة صوتية خاصة به.
ب) ضرورة تناسب نطق الكلمات والجمل بطريقة تحمل المعاني التي تعبر عنها.
جـ) خروج الصوت بأكثر من أداة :
* أحرف الحلق
* الميم من الشفتين والأنف.
د) الضبط والحركة الإعرابية ـ ضبط الحروف وسط الكلمات.
هـ) عدم مطابقة الرسم الكتابي للصورة الصوتية والعكس.
صعوبة إدراك العلاقات السائدة بين وحدات الكلام: فهنـاك الفاعليـة، والمفعوليــة، والحالية والوصفية، والظرفية، والمجازية، والحقيقية ـ وهناك أيضاً الجملة والعبـارة وجمــل العبارة، وعبارات الفقرة والموضوع كله.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 980 مشاهدة
نشرت فى 20 إبريل 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,614,667