تأثير الضعف السمعي على تطور اللغة و الكلام لدى الأفراد:
للضعف السمعي ثأثيرا كبيرا على تطور اللغة والكلام ؛ حيث يؤثر على تطور المفردات والجمل لديهم ، بالإضافة إلى تأثيره على مستوى نطقهم وانجازهم الأكاديمي واستيعابهم للكلام واحتياجات التعليم لديهم ، بل قد يتعدى ذلك للتأثير على الآخرين، يتضح ذلك مما يلي:
1-المفردات:
تتطور المفردات عند الأطفال الذين يعانون من الضعف السمعي بشكل أبطأ من المعدل الطبيعي، ونلاحظ أن تعلمهم الكلمات المادية مثل قطة و يقفز وخمسة وأحمر أسهل من تعلم الكلمات المجردة مثل قبل وبعد وغيره. و يظهر لدى هؤلاء الأطفال صعوبة في معرفة وظائف الكلمات مثل أدوات التعريف و فهم الكلمات متعددة المعاني.
2- الجملة:
يستطيع بعض هؤلاء الأطفال فهم الجمل القصيرة سهلة التركيب، كما أنهم يستطيعون التحدث بها ، لكنهم يجدون صعوبة في الجمل المعقدة في تركيبها النحوي مثل المبني للمجهول , وكذلك سماع أو نطق أواخر الكلمات؛ مما يؤدي إلى سوء الفهم وعدم وضوح كلامهم مما يؤثر على فهم المستمع لمرادهم.
3-النطق:
يصعب على هؤلاء الأطفال سماع بعض الأصوات الساكنة مثل السين والشين والفاء والتاء والكاف , ولهذا لا تظهر هذه الأصوات في كلامهم مع صعوبة فهم ما يقولون وفهم ما يقوله الآخرون لهم. ولأنهم لا يسمعون أصواتهم بشكل واضح فقد يتكلمون بدرجة صوتية أو بسرعة أو بنبرة صوتية غير ملائمة.
4- تأثير الضعف السمعي على الإنجاز الأكاديمي:
يعاني هؤلاء الأطفال من صعوبات في التعليم بشكل عام وخاصة في القراءة , والفارق التعليمي بين ضعاف السمع و ذوي السمع الطبيعي يتسع مع التقدم العلمي.
5-تأثير الضعف السمعي على المهارة الاجتماعية:
الأطفال ذو الضعف السمعي الشديد أو الكلي يشعرون بعزلة اجتماعية كبيرة مع محدودية أصدقائهم. أما الأطفال ذوو الضعف السمعي الطفيف و المتوسط و الملحوظ فتظهر لديهم المشكلات الاجتماعية أكثر من الفئات التي تعاني من ضعف سمعي شديد.
6- تأثير درجة الضعف السمعي على استيعاب الكلام واحتياجات التعليم:
حيث يؤثر على استيعاب الطلاب للكلام واحتياجات التعليم المختلفة لديهم مما يؤدي إلى تخلفهم الدراسي وربما تركهم للمدرسة والتعلم بالكلية.
7-تأثير الضعف السمعي على الاتصال بالآخرين:
إن فقدان السمع عند الفرد بدرجة تبدأ من 30 وتصل إلى 45 ديسبل يثر على انتباهه ، مع حدوث انفصال له عن البيئة نتيجة لعدم تمييز أصوات البيئة المحيطة به بوضوح. أما من الناحية الاجتماعية فيمكن لهؤلاء الأطفال التغلب على مشكلة التخاطب بمجرد اقترابهم من الشخص المتحدث أو باستخدام المعينات السمعية، حسب توافرها لديهم.
أما فقدان السمع من 45 إلى 65 ديسبل:يصبح تفاعل الأطفال الاجتماعي من هذه الفئة أكثر صعوبة، إذ يصعب استخدامهم للسمع لإدراك أصوات البيئة من كل الاتجاهات , فعلى سبيل المثال لو استخدم هؤلاء الأطفال المعين السمعي فانهم يستطيعون متابعة حديث شخص واحد فقط ولكنهم لا يستطيعون متابعة حديث مجموعة من الأفراد.
بالإضافة إلى أن فقدان السمع من 65 إلى 80 ديسبل: يصبح اتصال هؤلاء الأطفال الشخصي بالآخرين و البيئة صعباً، حيث يجب عليهم أن يعتمدوا على الوسائل الحسية الأخرى غير السمعية كالبصر و اللمس.
بينما مع فقدان السمع من 80 إلى 100 ديسبل: يصبح الأطفال من هذه الفئة معتمدين على البصر و اللمس بصورة أكبر وعلى قراءة الشفاه للاتصال مع الأسوياء ومن الممكن أن يستفيدوا من المعين السمعي لإدراك الأصوات العالية .
خامسا: التواصل الشفهي وأهم صعوباته:
تضمن الطريقة الشفهية في التواصل مع الأشخاص الآخرين المعوقين سمعياً استخدام السمع المتبقي، وقراءة الشفاه، وتضخيم الصوت، والكلام التلميحي، والكلام العادي. ويعتقد أنصار هذه الطريقة أن استخدامها ضروري لتمكين الأشخاص المعوقين سمعياً من الاندماج في مجتمع السامعين كما يعتقدون أن طرق التواصل غير السمعية/ الكلامية تسهم في عزلهم.
وتشير أدبيات الإعاقة السمعية إلى أن استخدام الطرق الشفهية ينطوي على بعض الصعوبات ومن أهمها: (1) إن بعض الأشخاص الصم لا يمتلكون المهارات اللازمة لتمييز الكلام سمعياً وبصرياً، (2) أن كلام الأشخاص الصم لا يكون طبيعياً بسبب غياب التغذية الراجعة السمعية، (3) إن بعض الأشخاص الصم يرفضون استخدام الطريقة الشفهية في التواصل لأنهم يرون أنها طريقة غير مريحة وغير طبيعية.
ساحة النقاش