العلاقة بين اللغة والفكر في ضوء هذه النظريات:
إن العلاقة بين اللغة والفكر بالنسبة للتربويين تعتبر ذات أهمية كبرى، وخاصة أنه من المعتقد أن القصور اللغوي يمكن أن يسبب فشلاً تعليمياً أ, تربوياً، ومن الصعب تجسيد ذلك لأنه من الصعب تعريف القصور اللغوي وتحديده، كما أن بعض الأطفال يعتبرون عاجزين عن الإفصاح عن آرائهم أو مشاعرهم وهؤلاء لا يستخدمون اللغة لكي يتصلوا بالآخرين بسهولة ويسر ومع ذلك فإن هذا لا يعنى أنهم لا يستطيعون القيام بذلك، أو أن تفكيرهم بالضرورة قد ضعف.
وتتمثل الاحتمالات التي يمكن أن نضعها لذلك في أي موقف في النقاط التالية:
إن الطفل قد تكون لديه معان ذاتية داخلية للتعبير عنها ولكنه لا يعرف كيف يعبر عنها، وربما يرجع ذلك إلى عدم وجود السند المناسب من والديه في المراحل الأولى أو المبكرة للمحادثة.
إن الطفل قد يكون لديه معان للتعبير عنها ويعرف كيف يعبر عنها لكنه لا يختار أن يقوم بذلك عندما يواجه بمدرس غريب أو زملاء دراسة غرباء.
إن الطفل قد لا يكون لديه معنى واضح أو قد يشعر بالبلبلة نتيجة تداخل المعاني لديه، وقد تنعكس هذه الحالة من خلال مخرج (Out put) لغوى يتداخل مع غيره في المعنى.
إن المشاكل اللغوية التي قد يتعرض لها الطفل أو يصادفها قد تعوق تفكيره. إلى الحد الذي يعكس معه قصوره اللغوي.
ويمكننا الآن أن نتناول بعض النظريات التي تناولت العلاقة بين اللغة والفكر على النحو التالي:
حيث يرى بياجيه أن التقدم المعرفي يحدث قبل نمو اللغة، فالنمو المعرفي (Cognitive development) يأتي أولاً، وهذا ما يجعل النمو اللغوي في المقال شيئاً ممكنا، وهو يرى كذلك أن اللغة ليست شرطاً ضرورياً للنمو المعرفي، ويؤكد بياجيه أن ظهور التمثيل الداخلي Internal representation والذي تعد اللغة احد أشكاله يزيد من قوة التفكير في المدى Rang والسرعة Speed فالأطفال يمكن أن تكون لديهم أفكار عن الأشياء والموضوعات قبل أن يستطيعوا تسميتها ومن ثم فإن عدم امتلاك الطفل للغة لا يمنعه من التفكير.
وطبقاً لما ذهب إليه بياجيه فاللغة ليست السبب في التقدم العقلي ولكنها وسيلة تستخدم في التفكير الإجرائي (Operational Thinking ) ويرى أن اللغة انعكاس للمعرفة Cognition فالأطفال يجب أن يحققوا إنجازاً خاصاً بما يسمى دوام الموضوعات Object Permance أي أن الأشياء توجد حتى لو غابت عن مجال النظر.
لذلك يعارض بياجيه أن اللغة عامة ومسئولة عن الفكر ويشير بياجيه إلى أن اللغة ما هي إلا نوع واحد من أنواع الوظائف الرمزية التي تتضمن بالمثل أقدم أشكال اللعب الرمزي والتخيل الرمزي، فالهدف الرئيسي الذي يسعى إليه بياجيه ومعضدوه، هو أنه من المستحيل على الطفل أن يفهم تعبيراً لغوياً حتى يتمكن من الفكرة الكامنة وراءه.
ويرى بياجيه أن اللغة تقوم بدور مهم وحيوي فى تطور الفكر، إلا انه يرى من الخطأ المساواة بينهما، لأن اللغة والفكر يستقلان عن بعضهما وكانت حجته في ذلك أنه إذا كانت اللغة عبارة عن وسيلة تقليدية لتمثيل الأشياء والأحداث، فإن الأطفال يجب أن تكون لديهم معرفة بمثل هذه الأشياء والأحداث وذلك قبل أن يصبحوا قادرين على تمثيلها لغوياً. ويرى بياجيه أن اللغة في المراحل الأولى من الحياة لا تعتبر شرطاً ضرورياً ولا كافياً للتفكير ومع أنها قد تصبح ضرورية للتفكير وذلك في مرحلتي العمليات العيانية والشكلية فإنها لا تزال غير كافية.
ويرى بياجيه من خلال دراسته عن اللغة والفكر عند الطفل أن هناك نوعين من الكلام يوجدان لدى الطفل هما: -
• الكلام المركزى للذات Egocentric Speech
• الكلام المكيف اجتماعياً Socialized Speech
وقد حدد بياجيه خصائص الكلام المركزي للذات وميز بينه وبين الكلام المكيف اجتماعياً على النحو التالي:
• في الكلام المركزي للذات لا يهتم الطفل بأن يعرف إلى من يتحدث ولا يهتم بأن يصغى إليه السامع.
• فالطفل يتكلم لنفسه أو طلباً للسرور الناتج عن مشاركة الغير له وفى هذه الحالة يمكن أن يكون أي شخص يتصادف وجوده في طريقة هو (الجمهور أو المستمع) الذي يوجه له الكلام.
• إن الطفل في الكلام المركزي للذات لا يطلب من المستمع إلا اهتماماً ظاهرياً، ولا يشعر بالحاجة للتأثير في المستمع أو أخباره بشيء، ولو أنه يخدع نفسه بأن المستمع يصغى إليه ويفهم ما يقول.
• الطفل المركزي الذات يتكلم كلاماً مركزياً حتى وهو وسط جماعة، أما البالغ فهو يفكر فكراً مكيفاً اجتماعياً حتى وهو في عزلة تامة، ولكن الطفل يتكلم باستمرار لأنه يستطيع الكتمان والسرية والكلام في الغالب مجرد شيء يصاحب نشاطه ويراعى فيه وجهة نظر الآخرين وهو يتكلم حتى لو كان بمفرده.
• أما الكلام المكيف: ففيه يتناول الطفل خواطره وأفكاره مع الغير إما بأن يخبره سامعه بشيء يهمه أو يؤثر في سلوكه وأفعاله، أو أن يبادله الرأي بالفعل عن طريق الحوار أو حتى عن طريق التعاون للوصول إلى هدف مشترك.
أما فيجوتسكي فيرى أن الفكر واللغة يبدآن على أنهما لونان من الأنشطة المنفصلة والمستقلة، وعند سن الثانية من العمر يلتقي الفكر واللغة ويلتحمان ليعلنا بدء نوع جديد من السلوك عند هذه النقطة يصبح الفكر لفظياً والكلام عقلانياً.
ويرى فيجوتسكي أن للغة وظيفتين مستقلتين هما:
2- الاستخدام الداخلي لأفكار المرء:
وأدت حقيقة أن النظامين في البشر يمكن إلى حد كبير ترجمة أي منهما الآخر، إلى الأفكار التالية التي تؤدى بها بشأن أمكان قيام علاقات بين اللغة والفكر:
• اللغة هامة ومحددة للفكر.
• الفكر يسبق اللغة وهو هام لتطورها.
• لكل من اللغة والفكر جذوره المستقلة.
وقد ميز فيجوتسكي بين التفكير والحديث الداخلي ويرى أن الحديث الداخلي هو الذي يوجد العلاقة بين التفكير والمعاني المتضمنة في الحديث. هكذا فإن التفكير ينمو من معاني الكلمات حيث إنه من المعتقد أن الطفل يبدأ بالكلمات التي يدركها على أنها خصائص الأشياء وليس مجرد أنه هذه الكلمات ترتبط بتلك الأشياء بشكل تقليدي.
ولقد أبرز فيجوتسكي Vygotsky أهمية المجتمع في تنمية المعرفة ونمو الجوانب المعرفية وأن التعلم الموجه الذي ينادى به يتطلب فهماً لما يستطيع أن يفعله الطفل وحده، ولما يستطيع أن يعمله حين يتولاه بالرعاية معلم مستنير، والفرق بين هذين المستويين من الأداء الوظيفي هو منطقة النمو القريبة (ZPD) (Zone of Proximal Development).
بينما يرى برونر أن اللغة هي أداة التفكير ويعتقد أن النظام اللغوي للطفل يحدد الأطر العامة لتفكيره. وأنه لكي يستخدم الطفل اللغة كأداة للتفكير يجب عليه أولاً أن يخضع عالم الخبرة لمبادئ التنظيم التي تعتبر إلى درجة ما متماثلة في الشكل مع القواعد البنائية للتركيب النحوي. ويرى برونر أيضاً أن النشاط الرمزي يرتبط بأنواع معينة من المعرفة، وأن النمو المعرفي يتكون من أساليب عدة لتمثيل العالم.
وهو بذلك يرى أن الإنسان خلال تطوره أنشأ نظماً وأساليب بهدف زيادة كفاءة أفعاله، فابتكر الأدوات لتوسيع قدراته الحركية، ووضع الأدوات لتحل محل بنية جسمه الضعيفة، وأنشأ الميكروسكوب لتوسيع خبراته الحسية، وأوجد الراديو لنقل الصوت عبر مسافات، وفى قمة مهارات التصوير، اكتشف الإنسان نظام الرموز " Symbol System " لكي ينقل من خلاله الخبرة الحسية الواقعية إلى الخبرة المتخيلة أو المتصورة في غياب الأشياء، وتتفق هذه التطورات مع مراحل نمو اللغة وهى المراحل التي صاغها (برونر) من خلال ما أسماه بأنماط أو مراحل التمثيل " Representation "، أو التصور.
وتتضمن مراحل التصور لدى برونر ما يلي:
1- مرحلة الحدوث الفعلي أو العملي (enactive stage):
ويحدث النمو في هذه المرحلة من خلال الفعل والحركة وترتبط بالنمط العلمي enactive ويتمثل في التعلم من خلال العمل والتفاعل المباشر مع الأشياء وهو تعلم بلا كلمات في جوهره، كما يحدث بالنسبة للكثير من الأشياء التي يجب أن يتعلمها المرء رغم عدم توافر صور أو كلمات لها مثل تعلم المهارات الحركية، فهو يعتمد في جوهره على تعل الاستجابات وطرق التعود.
2- المرحلة الأيقونية من 3-6 سنوات أو الحدث التصوري Iconic Stage:
وتعتمد على التنظيم البصري، وعلى غيره من أنواع التنظيمات الحسية وعلى استخدام الصور التلخيصية للأشياء، وحيث يتم التصوير خلال الوسائط الإدراكية، وتحل الصورة الأيقونة محل الشيء الفعلي، ويرى برونر أنها تتكون من عملية تصور مركبة تشتمل على أحداث عديدة وتشابهة. فاستدعاء صوت الجرس يتم من مزيج من أصوات الجرس التي سمعت بالماضي.
3- المرحلة الرمزية أو مرحلة التحول من الاستحضار التصويري إلى الاستحضار الرمزي Symbolic Stage من 7 سنوات إلى نهاية العمر:
وفى هذه المرحلة الأخيرة يتحرر الطفل من عالم الأشياء الظاهرة أي من السياق الحالي، ويصبح باستطاعته تجاوز المعلومات المعطاة والتى تعتبر. .............. للخبرة يسهل من اكتساب المعرفة الناضجة، كما أنه يعتمد على العمليات التربوية التي تقود على استخدام الألفاظ حيث إن هذا التمثيل الرمزي الذي يقوم على أساس لغوى هو الذي يحدد أشكال التفكير التي يسهلها أو يساعد على ظهورها.
فإذا كان الطفل يقوم في المرحلة الأولى بتجميع الأحداث من خلال الاستقبال الصوتي للمدخلات الملفوظة، وكانت المرحلة الثانية هي استقبال الملفوظات الصوتية وإدراكها بالتحديد والمطابقة مع الصور الذهنية أو السردية للوقائع المحيطة بالطفل لكي ينمو من خلالها إدراكه الدلالي وتعدد نماذجه الرابطة بين الحدث اللغوي والمرجعي من أجل التفسير الدلالي، فإن المرحلة الثالثة تأتى تطويراً لذلك وترسيخاً لعملية الإدراك الذهني المثالي الذي يصل إلى حد التجريد ذلك التجريد المميز للغة الإنسانية التي تتداول الفكر والمشاعر والخيال أيضاً.
لقد ذهب " فيجوتسكى " و " بياجيه " و " برونر " إلى أن اللغة تقدم للفكر القوالب التي تصاغ فيها المعاني فاللغة وسيلة لإبراز الفكر من حيز الكتمان إلى حيز الظهور، كما أنها عماد التفكير والتأمل ولولاها لتعذر على الإنسان أن يستخرج الحقائق عندما يسلط عليها أضواء فكره، فالعلاقة بين اللغة والفكر وطيدة، حيث تقدم اللغة للفكر تعاريف جاهزة وتصف خصائص الأشياء وتساعد الفرد في عمله عن طريق تزويده بصيغ وتعبيرات مناسبة وتضع أمامه أساليب مدروسة.
وعليه لا يطلق على الكلام لغة بالمعنى العلمي إلا إذا أدى هذا الكلام وظيفة نفسية قائمة على التركيب والتحليل والتصور، والتصور الذهني ضروري قبل أن تصدر اللغة أو يصدر الكلام، كما أن معرفة اللغة ضرورة للسامع قبل أن يتم عملية التصور عنده.
وهناك قائمة مبشرة يمكن استخدامها في تشجيع الربط بين اللغة والتفكير وهى:
1- أسئلة من نوع نعم / لا وهى أسهل أنواع الأسئلة.
2- أسئلة (أو) والتى تكون أكثر صعوبة، لكون الأطفال يختارون من متعدد.
3- أسئلة الإجابات القصير والتى عادة ما تبدأ بـ: من، أين، متى، ماذا.
4- أسئلة الفكر وعادة ما تبدأ بـ: كيف، لماذا، مع سؤال الأطفال أن يظهروا ويعبروا عن أفكارهم
5- أسئلة التذكر التسلسلي حيث يتم سؤال الأطفال، تذكر عدد من الحقائق من القصة المقررة.
6- أسئلة الوصف حيث يكون على الأطفال الوصف شفوياً لما رأوه من أجل جعل الأطفال سأكثر إدراكاً لاستخدام الصفات والحال.
7- أسئلة لماذا وكيف، بسؤال الأطفال أن يعبروا عن الأحداث الماضية مع إجراء الاستنتاجات.
8- استرجاع سلسلة من الأحداث بترتيب صحيح. إخبار الأحداث بنظام متسلسل يتضمن العديد من الفقرات أو أحدى القصص التي توضح كيف حاولت الشخصية حل المشكلة التي واجهتها.
9- تذكر القصة. إعادة تذكر القصة من خلال تعبير الطفل عنها مع استرجاع الشخصيات وتسلسل الأحداث من خلال استخدام المحادثات المرتبطة.
وبوصف اللغة نظاماً من الرموز لقواعد ونظم، وأن الكلام المنطوق يمكن النظر إليه من أكثر من ناحية إذا إن له ناحية صوتية وناحية دلالية وناحية نحوية، وأخرى صرفية.
وأن اكتساب اللغة لدى الطفل الإنساني يبدأ بالأصوات، ثم تبدأ هذه الأصوات في التمايز لتصبح كلمات لها معنى، ثم تركب هذه الكلمات لتصبح جملاً نحوية ذات معنى
إن الطفل عندما يبلغ الثالثة من عمره يتحول فضوله، الذي كان يدعوه لتلمس كل شيء ومحاولة اكتشافه بحواسه، إلى صورة رمزية تأخذ طابع السؤال والاستفهام.. إنها مرحلة الأسئلة التي تثيره للبحث عن كل ما هو غامض بالنسبة إليه وتستحثه لاكتشافه.
يرى البعض في هذا الأمر علامات النمو فها هو طفلهم الذي كان يحبو بالأمس، أصبح يطرح سؤالاً بعد سؤال. أما البعض الآخر، فيلجئون إلى لجم لسانه حين يلزمونه بالقلم والورق طالبين منه أن يكتب ويقرأ وإلا فما فائدة الروضة التي التحق بها؟!
إنّ دور المحاكاة في اكتساب اللغة لا يمكن تجاهله، فالمحاكاة تعمل على زيادة الحصيلة اللغوية للأطفال وتوسيع المفردات والمعاني فالطفل يولد ويكون الاستعداد للكلام عنده فطرياً، بينما تكون طريقة الكلام مكتسبة.
لهذا نجد من الضروري اهتمام الأهل بتوسيع لغة الطفل عن طريق التكلم معه وإتاحة الفرص له بالتحدث والإجابة عن تساؤلاته بصورة بسيطة وواضحة. قد نجد بعض الأطفال الآخرين بسهولة أكبر مما يستطيعون مع الكبار، إلا أن اتصال الأطفال لغوياً مع راشدين متفهمين يحقق الكثير من التقدم، وبتعقد الحياة وخروج الأم للعمل خارج البيت وما للطفولة المبكرة من أهمية، أوكلت الأسر دور الاهتمام بطفل ما قبل المدرسة لمؤسسة مختصة كرياض الأطفال.. وتقوم الروضة بدور كبير في تحقيق ذلك من خلال الانطباع الدافئ الذي تزرعه بين الأطفال.. إلا أن محادثة الأهل للطفل لها أهمية كبرى، فمحادثة الوالدين مع أطفالهم عن ذكرياتهم ومشاريعهم ومناقشتهم في بعض التفاصيل التي تتناسب مع أعمارهم، وإتاحة المجال لهم لإبداء رأيهم كل هذا له دور كبير في بناء إنسان واثق من ذاته قادر على التفكير باستقلالية بعيداً عن تأثير الآخرين عليه.
ولهذا أولى المربون أهمية كبرى لبرامج التنمية اللغوية التي تهتم بزيادة المفردات اللغوية والتي يمكن أن تتحقق من خلال:
1- استماع الطفل للقصص:فالطفل الذي اعتاد سماع قصص تقرأ وتروى له يأتي إلى المدرسة وهو يحمل مزايا كثيرة ذلك أنه بدأ يقدر اللغة التي تحملها إليه الكلمات، أما الأطفال الآخرون، فهم يحتاجون إلى كثير من الممارسة قبل أن يستطيعوا الاستماع إلى القصص والاستمتاع بها. وتتضمن القصة مهارتين أساسيتين هما مهارة الاستماع ومهارة التحدث.
أ- مهارة الاستماع:تحتاج مهارة الاستماع إلى تدريب متواصل من قبل المعلمة خاصة إذا ما عرفنا ضيق مدى الانتباه وقصر مدته لديه، ولتنمية هذه المهارة قامت منتسوري بوضع بعض التمرينات منها:
تمرين السكوت: ويتلخص بأن تكتب المعلمة على السبورة كلمة السكوت أو تعمل أشارة خاصة وتسدل الستائر على النوافذ حتى تظلم الغرفة قليلاً.
وهكذا يصمت الأطفال مدة من الزمن وتنادي المعلمة همساً كل طفل باسمه فيقوم ويذهب نحوها، وقد تلقي بعض الأشياء على الأرض وتسأله عن الصوت الذي سمعه.. والهدف منه تنمية حاسة الاستماع لدى الطفل.
ب- مهارة التحدث:شجِّع طفلك على أن يعيد عليك سرد القصة أو أن يحكي لك قصة فيقوم طفلك بتقليب صفحات الكتاب، متظاهراً بأنه يسرد عليك القصة، والتي قد أدرك عقدتها وشكل حولها بعض الأحداث إما اقتباسا مما حكيته أو بتغيير في بعض التفاصيل.. ومن خلال تقليبه لصفحات القصة، ستلاحظ أنه يدرك أن أحداث القصة والصور تكمل بعضها البعض وأنّ القصة تتبع تسلسلاً ثابتاً.. أضف إلى ذخيرته اللغوية من خلال ملاحظة سرده بعض الكلمات التي لا يحسن استخدامها.
2- الأغاني والأناشيد:يميل الأطفال إلى الكلام المنغم وتجذبهم العبارات الموزونة.. ويظهر ذلك جلياً في السنوات الأولى من عمر الطفل حين تبدأ أمه في المناغاة له ويتفاعل معها بإصدار أصوات متناغمة وتستهويه الأنغام والألحان.
وتساعده كثيراً في تكوين الذخيرة اللغوية وإضافة استخدامات جديدة للألفاظ.
* تفكير الطفل:زيادة خبرة الطفل بما حوله ومعايشته في مختلف التجارب والخبرات الحياتية، وسرد قصص من التاريخ والتراث، وكذلك تشجيعه من خلال أسئلة حقيقية تطرح عليه.. سيساعده ذلك على التمييز بين الكلمات الخيالية والكلمات الحقيقية للقصة بجانب تنمية قدرته على التفكير الصحيح، كذلك قومي معه بعمل بعض التجارب كتجربة بخار الماء. ناقشيه فيها ماذا حدث للماء؟ كيف حدث ذلك؟ ازرعي معه بعض البذور. ساعديه في إروائها بالماء.. ماذا حدث للبذرة؟ قصي عليه قصة الولد الشقي ماذا حدث له حين عبر الشارع من غير انتباه؟وبهذا تعملين على توسيع دائرة إدراك الطفل بطرح عدة أساليب وطرق للإجابة.. وكلما عبّر طفل أو أكثر عن أفكاره بأسلوب متميّز أعطته المعلمة فرصة ليعرض عمله على زملائه وشجعت الأطفال على التفكير في طرائق جديدة ومختلفة للتعبير عن أفكارهم.
إن اهتمام الوالدين والمعلمين بإنماء ذخيرة الطفل اللغوية ومساعدتهم على تنمية قدرات الأطفال على التفكير والتحليل، سيوفر عليهم الكثير من الجهد من أجل بناء فرد قارئ متذوق يستمتع بالقراءة ويتشوق لفهم أفضل.
ساحة النقاش