الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

والوعى بمدخل عمليات الكتابة يحتاج إلى عدة عمليات من ضمنها  التخطيط وتحديد الأهداف وجمع البيانات والمعلومات ثم التنظيم والكتابة المبدئية وتقويمها وتعديلها من خلال عمليات الفحص والمراجعة ، ثم الكتابة النهائية ( إعادة الكتابة ثم مراجعتها وتقويمها مما يتيح الفرص لاستخدام هذا الأسلوب فى تنمية مهاراته . وهذا ما أكدته دراسة )ريتشرت،Richert, 1997 (التى كان هدفها تنمية المهارات الإبداعية فى اللغة الإنجليزية لدى طلاب الفرقة الأولى بجامعة فلوريدا بالولايات المتحدة لموضوعات أطلق عليها مسمى (الكتابة من الحياة ) واستخدمت فى التقويم أسلوب الحافظة (portfolio) وقد أكدت النتائج تفوق المجموعة التجريبية على المجموعة الضابطة فى الكتابة الإبداعية. ، كما أكدت الدراسة على أهمية تبنى مدخل عمليات الكتابة فى تنمية مهاراتها ، إلى الأدبيات فى مجال تعليم التعبير الكتابى على تبنى مدخل عمليات الكتابة فى تنمية المهارات المختلفة للكتابة التعبيرية.

خطوات مدخل عمليات الكتابة :

خطوات مدخل عمليات الكتابة تتضمن جهود ما قبل الكتابة لتحديد الموضوع والأهداف والجمهور ، ثم جهود مرحلة الكتابة المبدئية وبناء الموضوع ، وفيها يمكن أن يصوغ الكاتب أكثر من مسودة ثم مرحلة المراجعة والتعديل وتهدف إلى تحسين الأفكار وصياغتها وتصويب الأخطاء والتأكيد من علامات الترقيم وتحسين الخط ، وترى نيزل أنه من النادر أن يصل كاتب إلى الصورة النهائية من كتابة بصورة مرضية فى جلسة واحدة وصيغة واحدة . وتؤدى كل خطوة فى عمليات الكتابة غرضا ودورا مهما فى تأكيد وإتقان مهارات الكتابة ، ففى مرحلة ما قبل الكتابة يتعرف الكاتب على الأهداف والأفكار بطلاقة ،وهى تشبه الكتابة الذاتية ، أما فى باقى المراحل فيكتسب مهارات التحليل والنقد والتقويم والوعى بالجمهور والوعى بعمليات الكتابة إلى أن يعرض الكتابة على القارئ (الجمهور) .وقد تبنت (كوثر قطب، 1992م) مدخل العمليات فى تنمية مهارات كتابة المقال لدى الطالبات بالفرقة الرابعة بكلية التربية جامعة المنيا شعبة اللغة الإنجليزية ، وقد أدى ذلك إلى تفوق طالبات المجموعة التجريبية فى مهارات الكتابة على طالبات المجموعة الضابطة فى مرحلة ما قبل الكتابة وما بعد الكتابـة فى التطبيق البعدى ( لاختبار كتابة المقال ).ويؤكد (فيصل يونس ،1997م) أن معرفة العمليات مكون أساسى من مكونات التفكير ( الميتا معرفة ) ويرى أن المعرفة والتحكم فيها من خلال التخطيط والتنظيم والتقويم تؤدى إلى تنمية مهارات التفكير والوعى بها ، وأن استخدام هذا الأسلوب فى التدريس يؤدى إلى السيطرة على العمليات العقلية والتحكم فيها وفى الذات والقدرة على العمل المستقل . والتعبير الكتابى يتضمن العديد من المهارات ويحتاج إلى الوعى بعمليات الكتابة من تخطيط وتحديد أهداف وجمع البيانات والمعلومات ثم التنظيم والكتابة المبدئية وتقويمها وتعديلها من خلال عمليات الفحص والمراجعة ، ثم الكتابة النهائية ( إعادة الكتابة ثم مراجعتها وتقويمها مما يتيح الفرص لاستخدام هذا الأسلوب فى تنمية مهاراته . وهذا ما أكدته دراسة )ريتشرت، Richert, 1997 (التى كان هدفها تنمية المهارات الإبداعية فى اللغة الإنجليزية لدى طلاب الفرقة الأولى بجامعة فلوريدا بالولايات المتحدة لموضوعات أطلق عليها مسمى (الكتابة من الحياة ) واستخدمت فى التقويم أسلوب الحافظة (portfolio) وقد أكدت النتائج تفوق المجموعة التجريبية على المجموعة الضابطة فى الكتابة الإبداعية ، وجدير بالذكر أن المعلمة كانت تشارك فى الكتابة الإبداعية فى هذه الدراسة لتقديم دور الكاتب المبدع ، وفى ذلك واضح على أهمية دور المعلم الذى يتمتع بمهارات الكتابة فى تنمية مهارات الكتابة التعبيرية . كما أكدت الدراسة على أهمية تبنى مدخل عمليات الكتابة فى تنمية مهاراتها ، هذا بالإضافة إلى تأكيد الأدبيات فى مجال تعليم التعبير الكتابى على تبنى مدخل عمليات الكتابة فى تنمية المهارات المختلفة للكتابة التعبيرية .

وأشارت دراسة (فايزة السيد ، 2000م)إلى فاعلية برنامج مقترح فى ضوء مدخل عمليات الكتابة التفاعلى فى تنمية مهارات التعبير الكتابى ، كما حددت أدوار كل من المعلم والطالب فى ضوء مدخل عمليات الكتابة التفاعلى.أما دراسة (إحسان عبد الرحيم فهمى، 2002م) فقدت أكدت فاعلية استخدام الأنشطة فى مرحلة ما قبل الكتابة فى تنمية بعض مهارات التعبير الكتابى والتفكير الإبداعى لدى طالبات الصف الثالث الثانوى . بينما أكدت دراسة (فايزة السيد، 2002م) على فاعلية مدخل عمليات الكتابة فى مقابل الاتجاه التقليدى فى تنمية الوعى المعرفى بعملياتها وتنمية مهاراتها لدى طلاب الصف الأول الثانوى .بينما هدفت دراسة (عزة المرصفى 2006م) تفعيل مدخل الكتابة كعملية لتنشيط مهارات التنسيق والمحتوى في الكتابة لدى طلاب قسم اللغة الإنجليزية . بينما هدفت دراسة(هاريسون(Harrison,G,2007 تعرف فاعلية استخدام بعض استراتيجيات عملية الكتابة فى علاج بعض صعوبات الكتابة .

ومن خلال العرض السابق لمدخل عمليات الكتابة يمكن أن نتطرق في   الدراسة الحالية إلى تفصيل لكل خطوة من خطوات عمليات الكتابة إجرائياً , لتطبيقها في البرنامج المتاح تطبيقه للتعبير الكتابي الإبداعي للمواضيع المقررة على تلاميذ الصف الثاني متوسط بالمملكة العربية السعودية , وهي عدة خطوات :

أولا : مرحلة ما قبل الكتابة : يسأل المعلم المتعلمين عن المجالات التى تهمهم والموضوعات التى يفضلون الكتابة عنها . ويمكن استخدام طريقة العصف الذهنى حتى يصل المتعلم إلى موضوع يروقه أن يكتب عنه ، ثم تعيين الجمهور ( القراء أو المستقبلين ) وتحديد حاجاتهم وتوقعاتهم ثم تحيد الأفكار الرئيسة والفرعية وتنظيمها وطريقة السير فى الكتابة وجمع البيانات والمعلومات ذات الصلة بالموضوع ، ويمكن إجراء المقابلات أو عمل زيارات ميدانية أو الذهاب إلى المكتبة أو إجراء مناقشة مع المعلم والزملاء ثم الإعداد القبلى لخطة الكتابة وتحديد الإطار العام للكتابة وتحديد الرسوم والتوضيحات البيانية وتخطيط طريقة تطور الكتابة من العام إلى الخاص – مثلا أم من القديم إلى الحديث .

ثانيا : مرحلة الكتابة المبدئية : وفى هذه المرحلة يبدأ المتعلمون فى تحويل خطة الكتابة إلى أداء وتحويل الأفكار والملاحظات إلى فقرات مع مراعاة ملامح الفقرة من حيث الشكل ومن حيث المضمون واستخدام أدوات الربط بين الجمل ومراعاة صحة ووضوح الكتابة ومناسبتها للقارئ ( الجمهور ) مع الاهتمام باستخدام العناوين والرسوم والتوضيحات فى المكان المناسب والعناية بعلامات الترميم كلما أمكن مع التركيز على المعانى والطلاقة فى هذه المرحلة .

ثالثا : مرحلة المراجعة والتمحيص والتعديل : وفى هذه المرحلة يمكن للمتعلمين أن يتحول كل منهم إلى قارئ لكتابة زميله ، فيقوم بقراءة الموضوع ومراجعته وتقويمه وهنا ينبغى دائما توجيه المتعلمين إلى أن الكاتب حساس تجاه النقد ، لذا ينبغى البدء بتوجيه المدح قبل النقد للأفكار وملاحظة طريقة توجيه النقد ونبرة الصوت ، مع التحلى بالصبر والأناة ، ويمد المعلم المتعلمين بالمعايير التى تتصل بالشكل وتنظيم الموضوع ومعايير المضمون، وتتم مراجعة الموضوع المكتوب فى ضوء المعايير ومدى ملاءمة الموضوع للجمهور ، وسؤال القارئ عما هو مؤثر وغير مؤثر فى الموضوع ووسائل تحسين هذا التأثير مع مراجعة المسودة وقراءة التعليقات والملاحظات وإجراء عمليات الحذف والإضافة والتعديل فى ضوء التقويم وهنا تأتى مرحلة إعادة الكتابة .

رابعا : إعادة الكتابة:وفى هذه المرحلة يطلب من المتعلمين إعادة كتابة الموضوع فى ضوء التقويم وعمليات الفحص وفى ضوء الخطة التى تم رسمها فى مرحلة ما قبل الكتابة فى ضوء المعايير العامة والمعايير النوعية التى ترتبط بالشكل والموضوع .

خامسا : التقويم : وهنا يمكن أن يتحول الكاتب إلى قارئ ويقوم بمراجعة الموضوع في ضوء خطة ما قبل الكتابة ، بالإضافة إلى جميع العمليات التى مرت بها كتابة الموضوع .

سادساً / النشر : ويتم النشر لكتابات التلاميذ من خلال عدة خطوات وهي:

أ ــ يقوم المعلم بنشر كتابات تلاميذه داخل المدرسة من خلال عرضها في الفناء المدرسي على اللوحات أو مشاركة التلاميذ بمواضيعهم في الندوات والإذاعة المدرسية أو في صحيفة ومجلة المدرسة .

ب ـ يشجع المعلم تلاميذه من خلال نشر أعمالهم في داخل المدرسة : كوضعها في لوحات مدرسة أو وضعها في بعض الكتيبات داخل مكتبة المدرسة .

ب ـ يوجه المعلم نشر كتابات التلاميذ في موضوعاتهم  في المجتمع كعرضها في المكتبات العامة ومؤسسات العلم وفي الجرائد المحلية .

ج ـ  يقوم المعلم بنشر كتابات الطلاب لتخوض المسابقات والإعلانات المهنية .

سابعاً : التغذية الراجعة من عملية الكتابة أ ـ يقوم المعلم بعقد مراجعة النصوص الكتابية لموضوعات التلاميذ  من خلال الأقران مثل الاستجابة والمراجعة والتنسيق والنقد والتقويم .


المصدر: دكتور وجيه المرسي
  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 591 مشاهدة
نشرت فى 9 سبتمبر 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,957