لقد تعددت الآراء التي تناولت العوامل المؤثرة في الفهم والاستيعاب، وإن كانت غالبية هذه الآراء قد اتفقت في تناول جوانب ثلاثة هي: القاريء وبيئته من جهة، والنص المقروء وطبيعته من جهة ثانية، والمدرس أو طريقة التدريس من جهة ثالثة.

        ومن العلماء الذين تناولوا هذه العوامل سترين ( Strain,1976 ) فقد صنف هذه العوامل على النحو التالي: ( حسني عصر:1999)

1- عوامل تتعلق بالقاريء: وتشمل مراعاة حالته النفسية وخلفيته المعرفية والثقافية، وتمكنه من وقاعد اللغة، وحبه للقراءة والمطالعة وذكائه، ومدى قدرته على التركيز والانتباه فيما يقرأ، وتحليه بالصبر على البحث والدراسة.

2- عوامل تتعلق ببيئة القاريء: وتشمل كل العوامل الخارجية، التي قد تؤثر عليه واستيعابه، ويمكن تقسيمها إلى عوامل تتعلق بالمكان، مثل المقاعد وترتيبها، والراحة العامة للقاريء، وعوامل تتعلق بالنشاط المدرسي، وعوامل طبيعية كالإضاءة، وعوامل اجتماعية كالجو العائلي والترابط الأسري.

3- عوامل تتعلق بطبيعة المادة المقروءة: وتتمثل هذه العوامل في مستوى صعوبة المادة المقروءة، من حيث الشكل ( الصياغة )، والمحتوى كمعاني الألفاظ والتراكيب، وكثافة الأفكار؛ فكلما كان الأسلوب سهلا، والمحتوى مفهوما، كلما زادت درجة الفهم لدى القاريء.

4-  عوامل تتعلق بالمعلم: وتتعلق هذه العوامل بحسن تصرفه ومهارته في عرض مادة التعلم، وتمكنه من مادته. كل ذلك يسهم في رفع مستوى استيعاب التلاميذ، وإثارة مهارات التفكير اللازمة لعملية الفهم.