الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

هناك العديد من المبادئ التى ينبغى أن يراعيها المعلم لتنمية مهارات التعبير الكتابى الإبداعى لدى الطلاب الفائقين ومنها :

أ - التدرج فى إكساب الطلاب المهارة :  حيث يبدأ الطلاب من مستواهم الحقيقى ثم يتم التدرج بهم إلى الأمام فى ضوء احتياجاتهم وقدراتهم  فعلى المعلم أن يحدد فى خطة درسه كيف يبدأ ؟ ومن أين ؟ ما الإستراتيجيات المناسبة ؟ وما أوجه الضعف وأوجه القوة ؟ وما الأداء المطلوب تعليمه ، وما المهام المراد تنميتها ؟

وليس شرطا أن يكون مستوى جميع الطلاب متساويا ، فهناك فروق فردية فيما بينهم ، وكذلك ليس شرطا أن يكون مستوى أى طالب منهم متساويا فى أداء جميع المهارات.

لأن لكل مهارة طبيعتها ومتطلباتها الخاصة ، وبالتالى يمكن أن يختلف مستوى ذلك الطالب من مهارة إلى أخرى . والمهم هنا هو التقارب فى المستوى العام لأداء مهارات الكتابة الإبداعية ، وفى مدى الارتقاء بهذا المستوى فى صورتها الكلية .

ينبغى أن يراعى المعلم فى تخطيط وتنفيذ درس التعبير الكتابى الإبداعى أن يقوم الطلاب بممارسة المهارة التى تدربوا عليها ، وأن تتاح لهم الظروف الكافية لأن يظهر كل طالب ما يمكن أن يكون قد حدث له من تغيير .

فالتعلم لا يحدث إلا بالممارسة ، والإتقان لا يولد إلا بالتدريب ، كما ينبغى أيضا أن يكون التدريب مستمرا ، وعلى فترات إذا أريد للمهارة أن تستمر لأن إهمال التدريب يؤدى إلى نسيانها وضياعها .

ولا يتم التدريب المستمر إلا إذا تحققت بعض الشروط الخارجية مثل الحاجات والرغبات : لأنه إذا أريد أن يدفع بأى شخص إلى عمل ما فيجب أن يوضع فى المواقف الكفيلة بخلق الحاجة إلى إشباعها .كما أن التدريب المستمر يوفر فرصا متنوعة ليعرف التلاميذ الأخطاء التى وقعوا فيها ويقومونها ، وإذا ما تم تعلم مهارة ما ، فإن المران المتكرر عليها قد يسهل تذكرها لمدة طويلة .

كما قد يساعد التلاميذ على تحسين سرعة أدائها ، وإذا فشل التلاميذ فى تعلم مهارة عند أول مرة تقدم لهم ، فإن إعادة تدريسها فى وقت لاحق قد يساعدهم على التمكن والإتقان .

ويتناسب التعلم تناسبا طرديا مع تكرار النشاط ، إذا ما أبطل تأثير العوامل الأخرى أو بقيت ثابتة، ويحقق التكرار فى ظروف مواتية تعلماً أكثر دوما فى مجال المهارات أكبر منه فى مجال المعلومات والتذكر بصفة عامة .

ولتحقيق هذا المبدأ فى برنامج البحث الحالى ينبغى أن يوجه المعلم إلى ضرورة تكليف تلاميذه بالكتابة فى كل مجال من المجالات المحددة للتعبير الكتابى الإبداعى وتوظيف المهارات التى تعلموها ، وذلك من خلال أنشطة صفية وغير صفية .

ويتم تقويمه فى الحصة التالية حتى تتم الممارسة الفعلية والتطبيق العملى لكل مهارة . بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للسؤال والاستفسار والتجريب .

ب - تزويد الطلاب بمهارات الكتابة الإبداعية قبل عملية الكتابة :وذلك ليعرفوا المطلوب  منهم ، وتزويدهم بالثروة اللغوية اللازمة لإتقان هذه المهارات ؛ وذلك لأن ضآلة الثروة اللغوية لا تساعد على إتقانها . وكذلك تزويدهم بالمعلومات التى تتعلق بكل مهارة من المهارات المراد تنميتها ، وأحاطتهم  بأهميتها وطبيعتها وكيفية توظيفها وقياسها .

ج - التركيز على مهارة واحدة فى وقت واحد يسهل عملية التعلم : ذلك عن طريق تخفيف العبء عن كاهل كل تلميذ . وتخصيص المواد التعليمية التوضيحية لخدمة أهداف هذه المهارة فقط ، مع مراعاة تحليل المهارة المطلوب التدريب عليها ، وذلك بهدف تحديد المهارات الفرعية التى ينبغى أداؤها فى تتابع معين ، حتى يتحقق الهدف وهو الأداء الجيد للمهارة .

كما أن تحليل المهارة يوضح أن بعض المهارات الفرعية قد تحتاج إلى تركيز فى التدريب أكثر من بعضها الآخر . وبعملية التحليل هذه تصبح المهارات المعقدة أسهل تناولا حيث إن تجزئتها إلى مهارات فرعية بسيطة تجعل التلميذ يستطيع إجادتها قبل التصدى للمهارات الأكثر تعقيدا ، ومن ثم يتكون لديه شعور بالإنجاز ينتقل أثره إلى المواقف التعليمية الأخرى .

د -مراعاة استعداد الطالب لتعلم المهارة : وهذا يتوقف على مستوى صعوبة المهارة وسهولتها ، وعلى وظيفتها بما تحققه من دور إجتماعى عند التلميذ فى تواصله مع غيره ، وأيضا بما لديه من خبرات .

هـ - العمل على أن يكون التقويم شاملا : للمهارات المراد التدريب عليها والمهارات التى سبق التدريب عليها ، حتى لا تهمل هذه المهارات الأخيرة حين ينصرف التدريب إلى المهارات الأخرى المراد تعلمها وتنميتها . هذا فضلا عن تشجيع التلاميذ على التقويم الذاتى والمراجعة الذاتية للمهارات التى تعلموها وأيضا تقويم النظير ، وتصحيح الأخطاء بأنفسهم . وذلك بعد إحاطاتهم علماً ببعض المعايير التى يحكمون بها على هذه المهارات ، فهذا من شأنه أن يساعد فى زيادة إقبال التلاميذ على تعلم هذه المهارات وإتقانها .

وينبغى أن يتم تعليم الطلاب مهارات التعبير الكتابى الإبداعى والكتابة المتصلة فى المجالات الإبداعية المناسبة من خلال مراحل واضحة وخطوات محددة .،  وهو ما ينص عليه مدخل الوعى بعمليات الكتابة بداية من مرحلة اختيار الموضوع وتحديد عناصره الأساسية وأفكاره الرئيسة ، ومرحلة كتابة المسودة المبدئية ومراجعتها ، ثم الكتابة النهائية للموضوع ، لما فى ذلك من فائدة كبيرة فى تنمية وتحسين المهارات الكتابية لدى الطلاب. (فايزة السيد 2002 ، 32)

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 599 مشاهدة
نشرت فى 1 يونيو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,643,519