الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

authentication required

إن التحدي الراهن والمستقبلي المطروح على التعليم العام يتطلب قدرة ونية صادقة في التعامل مع الواقع لتطويره  من خلال وسائل وأساليب وأدوات اتفق عليه الكثير من الباحثين، وهذا يتطلب استراتيجيات للجودة في التربية لدراسة  :

-                 وضع المعلمين وإمكانية  تجويد أدائهم، وتطويرهم  مهارياً ومعلوماتيًا.

-                 وضع المقررات الدراسية ، ومدى مناسبتها مع المعلومات الحديثة وحاجة سوق العمل وخصائص الطلاب.

-                 وضع الطلاب، ومدى تفاعلهم مع التطور المعاصر مهارياً ومعلوماتياً.

وهناك استراتيجيات لتحقيق الجودة اقترحها رشدي طعيمة(1995م):

-                 دراسة نظم الجودة.

-                 تأكيد مشاركة الأفراد والمؤسسات في تشخيص معوقات الجودة والسعي لحلها.

-                 التركيز على دراسة آثار عدم تطبيق الجودة.

-                 اتخاذ البيئة المحلية للمتعلم بيئات تعليمية.

-                 توجيه العناية للأنشطة العملية بهدف إكساب المتعلم خبرات مباشرة.

ومن أساليب وأدوات إدارة الجودة ما أشار إليه عباس خفاجي عند تطبيق الجودة  مايأتي :

حل المشكلات:  حيث يتم تكوين مجموعة من العاملين بالمدرسة لايقل عدد أعضائها عن خمسة ؛ للعمل بروح الفريق الواحد، والعمل على حل المشكلات التربوية والإدارية بالمدرسة، وإيجاد فرص جديدة للتطوير والتحسين.

المقارنة المرجعية : حيث يتم البحث عن المدارس التي تطبق الجودة، والنظر إليها على أنها مدارس منافسة فيتم جمع معلومات عن هذه المدارس ومن ثم القيام بقياس أدائها،  مقارنة مع منافسيها، وتطبيق التغيير المطلوب.

أنظمة الاقتراحات : حيث يتم تشجيع جميع العاملين على تقديم الاقتراحات لتحسين العمل التربوي، وبالتالي دراستها، وتبني الايجابي منها وتقديم الحوافز المناسبة(خفاجي، 1995م،ص23).

بعض تجارب الدول العالمية في ضمان جودة التعليم وفي معايير الاعتماد الأكاديمي لبرامج التربية:

هناك العديد من المؤسسات والهيئات العالمية التي تهتم بجودة التعليم وتعتمد برامج إعداد المعلم في مؤسسات التعليم العالي في العديد من دول العالم. ومؤسسات إعداد المعلم لها أطر متفق عليها لاعتماد برامج المعلمين منها: وضع معايير لاعتماد برامج المعلمين بالاعتماد على معايير المهنة في التربية، ثم إنشاء الآليات لاعتماد البرامج وفقا للمعايير التي تم تطويرها(Ingvarson, L , Kleinhenz, E, Mckenzie, P. , 2006).   وفيما يلي عدد من مؤسسات الجودة والاعتماد الأكاديمي في عدد من الدول:

1- بريطانيا: يوجد في بريطانيا هيئة التدريب والتطوير للمدارس The Training & Development Agency For Schools(TDA).

2- اسكتلندا: يوجد في استراليا مجلس التعليم العام في اسكتلندا  The General Teaching Council For Scotland(GTCS)

3- أوروبا:  ففي ردٍ على التحديات التي وضعها التقرير الداخلي للإتحاد الأوروبي للتعليم والتدريب حتى عام 2010(الإتحاد الأوروبي 2000م) ومن أجل تحسين تعليم الأساتذة والمدربين، تم تحديد المبادئ الأساسية لقدرات ومؤهلات المعلمين. تشمل هذه المبادئ:  مهنة ذات تأهيل عالي(A Well-Qualified Profession)، والتي تتطلب المعرفة في موضوع التخصص وعلوم التربية(Pedagogy) والمهارات والقدرات اللازمة لإرشاد ودعم الطلاب وفهم البعد الاجتماعي والثقافي للتعليم؛ التطور المهني في سياق التعلم مدى الحياة(a profession placed within the context of lifelong learning)، والتي تشمل التطور المهني للمعلم في جميع المجالات من خلال التعليم والتدريب وإعادة التدريب بشكل رسمي وغير رسمي؛ ومهنة متحركة(Mobile Profession)، فتعتبر الحركية(Mobility) مكوناً مركزياً في برامج إعداد المعلمين الأولية والمتواصلة؛ والمهنة المعتمدة على الشراكات(A Profession based on Partnerships))، فمعاهد وكليات إعداد المعلمين عليهم تنظيم عملهم بالتعاون في الشراكة مع المدارس والبيئة المحلية ومراكز / معاهد التدريب والمشاركين الآخرين وذلك للتأكد من استفادة التعليم من المعرفة في الممارسات الحالية. وعليه وفي سياق البعد الاجتماعي، فإن القدرات / الكفاءات الأساسية للمدرسين تشمل العمل مع الآخرين، العمل بالمعرفة والتكنولوجيا والمعلومة، العمل في ومع المجتمع.

4- استراليا: اعتمدت استراليا على أن الإبداع المستدام(Sustained innovation) مفتاح التطور المستقبلي والازدهار في الاقتصاد العالمي التنافسي.  فبناء ثقافة الإبداع المستمرة من خلال التعليم يعتبر متطلب أساسي وموازي وداعم للبحث والتطوير. وعليه يجب إتباع الإستراتيجيات اللازمة للتعليم وفي جميع الحقول للمنهاج، مع التأكيد على خصوصية تحسين التعليم في مجالي العلوم والرياضيات والقدرة التكنولوجية. فالمدرسين هم المفتاح الرئيس لتحريك المدارس نحو الإبداع. وعليه وبمراجعة النظام التعليمي القائم والتأكيد على هذه المتطلبات لفتت الانتباه إلى طرق تحسين اجتذاب من يعلم وتطوير المهنة. فقدرة أستراليا على الازدهار في هذه البيئة تعتمد على البحث والتطوير(R&D)، والذي يتطلب حصول الشباب على مؤهلات تقنية وخلفية صلبة في العلوم الفيزيائية والإحيائية والرياضيات. فبعد هذه المراجعة تبين أنه بحاجة إلى تقوية المحتوى المعرفي والتربوي في العلوم والتكنولوجيا والرياضيات في برامج إعداد المدرسين وفي تطويرهم المهني(أبو دقة، سناء إبراهيم،عرفة، لبيب،2007م،ص5-6).

5-  نيوزيلندا: يوجد لديها سلطة خاصة بالمؤهلات تعرف بـ سلطة المؤهلات في نيوزلندا(The New Zealand Qualifications Authority(NZQA))ومجلس المعلمين(Teachers Council(NZTC) The New Zealand).  

6- هونج كونج: فيتم استخدام إطار عام لجودة التعليم في المدارس والذي يعتمد على الأهداف الرئيسة(Statement of Aims) للتزود بأدوات لتقويم جودة التعليم العام؛ وبناءً على هذه الأهداف فقد تم تحديد مقاييس للأداء(performance indicators)؛ وبالتالي تم بناء عمليات ضبط الجودة(quality assurance processes(والتي تتكون من التقويم الذاتي(self-evaluation(وفحص أو رقابة ضبط الجودة(QA inspection.).

7- الولايات المتحدة الأمريكية: يوجد مجلس اعتماد برامج إعداد المعلم(Teacher education accreditation council(TEAC))وهناك أيضا المجلس الوطني لاعتماد برامج إعداد المعلمين(National Council for Accreditation  of Teacher Education(NCATE))؛ وتعتمد فلسفة الاعتماد على عدة مبادئ مثل: التطوير عملية مستمرة، عملية الاعتماد تعتمد على الاستفسارات والحقائق المادية،.... الخ. 

معايير المجلس الوطني لاعتماد برامج إعداد المعلمين في الولايات المتحدة الأمريكية:

يعد المجلس الوطني لاعتماد برامج إعداد المعلمين في الولايات المتحدة الأمريكية من مؤسسات الاعتماد المهنية للتربية في الولايات المتحدة الأمريكية  الهامة.  وقد وضعت هذه المؤسسة معايير لإعداد الكوادر التربوية  تضم هذه المعايير: تطوير البرامج الأكاديمية، نظام التقويم،الخبرات الميدانية، تنوع المعلمين، التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس، الإدارة والمصادر والموارد) وكل مؤسسة تطلب الاعتماد المهني التربوي عليها أن تؤمن تطبيق هذه المعايير.  والمعايير بالتفصيل كما يلي:(11-NCATE, 2000, p. 10)

المعيار الأول: تطوير البرامج الأكاديمية حيث  "يعرف الطلبة المعلمين، الذين يؤهلوا للعمل في المدارس كمعلمين أو غيرهم من التربويين الذين يعدوا للعمل في المدارس، ويظهروا فهمهم للمحتوى المعرفي، والبيداغوجيا، والمعرفة المهنية، والمهارات، والاتجاهات، الضرورية لهم لمساعدة التلاميذ على التعلم. وتبين نتائج التقييم أن الطلبة المعلمين يحققوا معايير المهنة، والولاية، والمؤسسة الأكاديمية."

المعيار الثاني: نظام التقويم حيث "تمتلك الوحدة نظام تقييم يوجه عملية جمع المعلومات حول: المتقدمين للالتحاق بها، وطلبتها، وخريجيها، وأدائها، ومن ثم تحليل المعلومات؛ بهدف تقييم الوحدة، وتحسينها وتحسين برامجها." وباختصار فإن NCATE تطلب من الكلية الراغبة في الحصول على الاعتماد أن تضع نظام تقويم يوضح "ما الذي يعرفه الطالب المعلم، وما الذي يستطيع القيام به من عمل، وهل يستطيع أن يحدث أثرا إيجابيا في تعلم التلاميذ."

المعيار الثالث: الخبرات الميدانية  حيث "تصمم الوحدة والمدارس المشاركة معها خبرات ميدانية، وتنفذها، وتقومها بما يساعد الطلبة المعلمين، وغيرهم من الذين يعدوا للعمل في المدارس على أن ينموا ويظهروا المعارف، والمهارات، والاتجاهات الضرورية لمساعدة التلاميذ على التعلم."

المعيار الرابع: تنوع المتعلمين حيث "تصمم الوحدة المناهج والخبرات، وتنفذها، وتقومها بحيث تساعد طلبتها على اكتساب وتطبيق المعارف، والمهارات، والاتجاهات الضرورية لمساعدة جميع التلاميذ على التعلم. وتشمل هذه الخبرات: أعضاء هيئة تدريس، وطلبة، وتلاميذ متنوعين."

المعيار الخامس: التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس حيث "أعضاء هيئة التدريس مؤهلين، ويقدموا نموذجاً للمارسات المهنية فيما يتصل بالبحث، والخدمة، والتدريس، بما يشمل تقييم فعاليتهم المتصلة بأداء الطلبة المعلمين. كما يتعاونوا مع زملائهم في التخصص وفي المدارس. وتقوم الوحدة بتقويم منتظم لأداء أعضاء هيئة التدريس وتسهل لهم أنشطة التنمية المهنية."

المعيار السادس: الإدارة والمصادر والموارد حيث "تمتلك الكلية قيادة، وسلطة، وميزانية، وموظفين، وتجهيزات، ومصادر، تشمل تقنية المعلومات، لإعداد الطلبة المعلمين بما يمكنهم من تحقيق المعايير المهنية، ومعايير الولاية، والمؤسسة الأكاديمية. "

المراجعة الخارجية(التقييم الخارجي) للبرنامج الأكاديمي من قبل وكالة ضمان الجودة البريطانية:

تأسست وكالة ضمان الجودة QAA في عام 1997م  لتأمين خدمات ضمان جودة مستقلة و متكاملة للتعليم العالي بالمملكة المتحدة. والوكالة مستقلة عن الحكومة البريطانية؛ حيث تتولى الحكومة وضع السياسة العامة للتعليم في البلاد، لكنها لا تتحكم في طريقة تطبيق هذه السياسة بواسطة الجامعات ومؤسسات التعليم العالي. ويتم تمويل وكالة ضمان الجودة عن طريق العقود المبرمة مع مجالس تمويل التعليم العالي، ومن خلال الاشتراكات التي تدفعها الجامعات ومؤسسات التعليم العالي.

وتعتبر الجامعات ومؤسسات التعليم العالي مسئولة عن المعايير والجودة الأكاديمية للشهادات العلمية والدرجات الأكاديمية الأخرى التي تمنحها؛ وتندرج هذه المسئولية تحت مسمّى ضمان الجودة الداخلية. ذلك بينما تتحمل وكالة ضمان الجودة مسئولية ضمان الجودة الخارجية من خلال الحكم على مدى كفاءة الجامعات والمعاهد في الوفاء بالتزاماتها. كما تؤدي أيضاً دور تحفيز وتشجيع الجامعات والمعاهد على مواصلة تحسين أسلوب إدارتها للمعايير والجودة.  يضاف إلى ذلك أن وكالة ضمان الجودة تساهم في جهود ضمان الجودة الدولية والتأثير عليها، من خلال عضويتها في العديد من المنظمات ومشاركاتها في مشاريع التعليم العالي الدولية.

وقد عملت وكالة ضمان الجودة مع الجامعات والكليات والمؤسسات التعليمية الأخرى بغرض الوصول إلى نقاط مرجعية من شأنها المساعدة في توصيف المعايير الأكاديمية.  وتشمل النقاط المرجعية المذكورة توجيهات حول الممارسات الجيّد ة في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي(مدونة الممارسات)؛ والتوقعات الخاصة بمعايير درجات الشرف لبعض المواد أو الأفرع العلمية(بيانات المعايير القياسية للمواد)؛  وأوصاف الخصائص الرئيسية للمؤهلات العلمية العليا QAA, accessed 2006)).

معايير التقييم الخارجي وتنقسم إلى قسمين:

أولاً: المستوى الأكاديمي Academic Standards

1- مخرجات التعلم المقصودة(ILOs) Intended Learning Outcomes :محددة وواضحة، مكتوبة ومعلنة للطلبة، مرتبطة بالأهداف العامة، ملائمة لواقع وحاجات الطلبة، قابلة للتحقيق.

2- المناهج Curricula:الحداثة والتحديث الدوري، لمرونة(الاختيارية)، الوضوح والشمولية والعمق، المطابقة للمعايير الدولية، أساليب إعداد المناهج، مدى تحقيقها لمخرجات البرنامج المقصودة، مدى تطويرها للعديد من المهارات العقلية والعملية والفكرية.

3- تقييم الطلبة Student Assessment: تنوع أساليب التقييم، وضوح معايير التقييم(كتابة) وتقديمها للطلبة، تغذية راجعة سريعة وفورية(كتابة وشفهية)، ملائمة أساليب التقييم للمخرجات المقصودة، دقة أساليب التقييم وموضوعيتها وشفافيتها من خلال ممتحنين خارجيين أو أكثر من مقيم، وضوح أساليب التقييم للطلبة ودقة مواعيد أدائها.

4- تحصيل الطلبة وفقاً لمخرجات التعليم المقصودة Student Achievement:مدى توافق تحصيل الطلبة مع مخرجات البرنامج المقصودة ومستوى الدرجة الممنوحة، نسبة نجاح الطلبة ومدى تفوقهم.

ثانياً: نوعية فرص التعليم Quality of Learning Opportunities

-   التعليم والتعلم Teaching and learning:تنوع فرص تعلم فعالة(مجموعات صغيرة وكبيرة، تعلم فردي وذاتي)، تنوع مناسب لأساليب تدريس المعارف والمهارات الخاصة، مدى إشراك الطلبة في عملية التعلم والنقاش والحوار، مدى دقة وانتظام حضور الطلبة للمحاضرات، توفر فرص تدريب ميداني، مدى زيارة خبراء مختصين للمشاركة في فعاليات البرنامج، مدى تحسين مهارات المدرسين خاصة الجدد منهم.

-   تقدم الطلبة Student Progression: أساليب استقطاب الطلبة والدعم الأكاديمي المقدم لهم، ملائمة قدرات الطلبة المقبولين لمتطلبات البرنامج مستوى التقدم الأكاديمي العام للطلبة الملتحقين بالبرنامج، نسبة الطلبة المنسحبين من البرنامج وأسبابها.

-   مصادر التعلم Learning Resources: توفر وتنوع مصادر التعليم، مدى استخدام التجهيزات والمختبرات والأجهزة والمكتبة، مدى فعالية استخدام هذه المصادر في دعم مخرجات البرنامج المقصودة، مدى تفعيل أداء الهيئة التدريسية والفنية والإدارية، مدى انسجام مؤهلات الهيئة التدريسية وخبراتها مع متطلبات وأهداف البرنامج.

-   ضمان الجودة وتحسينها Quality Assurance and Enhancement: توفر هيكلية إدارية وأكاديمية لضمان تحسين معايير الجودة في حقول التخصص ونوعيتها، توفر أنظمة مكتوبة وواضحة وموثقة للبرنامج(لوائح، محاضر، سجلات عمليات التقييم)، أساليب التغذية الراجعة من الطلبة ومن الهيئة التدريسية(أبو دقة، سناء إبراهيم،عرفة، لبيب2007م، ص 12).

المصدر: الدكتور وجيه المرسي
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 336 مشاهدة
نشرت فى 31 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,794