إن التعرف على الطلاب الفائقين فى المدارس يعتمد إلى حد كبير على معرفة لخصائص التى تميزهم . وقد يجد المعلمون صعوبة فى التعرف عليهم ، حيث تختلف الخصائص التى تميزهم باختلاف مجال تفوقهم ، فنجد الطالب المتفوق عقلياً يتمتع بمجموعة من السمات تختلف عن الطالب المتفوق فنياً أو أكاديمياً . لذا تختلف الاحتياجات التربوية لكل طالب باختلاف مجال تفوقه ويمكن تقسيم المتفوقين إلى الفئات التالية :
أولاً : الطلاب الفائقون عقلياً :يتميز هؤلاء الطلاب بالنمو العقلى السريع فيفوق عمرهم العقلى عمرهم الزمنى ، فيصبح الطالب متقدماً على أقرانه من حيث القدرة على التعلم ، وإدراك العلاقات وفهم المواقف ، وإدراك الأمور ، والتفوق الدراسى .ويقاس التفوق العقلى عادة باختبارات الذكاء والقدرات ، ويعتبر الطالب الذى يحصل على نسبة ذكاء 130 فأكثر فى اختبار الذكاء الفردى من الموهبين عقلياً .
ثانياً : الطلاب الفائقون أكاديمياً :يتميز هؤلاء الطلاب بنبوغ وتميز فى أحد المجالات الأكاديمية مثل الرياضيات أو العلوم أو اللغات ، ويتميزون بقدرة عالية على الاستيعاب والحفظ وسرعة التعلم ، ويظهرون اهتماماً واضحاً بإحدى المواد الأكاديمية أو أكثر ، ويتمتعون عادة بذكاء فوق المتوسط ، ولديهم دافعية عالية على الإنجاز ، ولكن تفكيرهم لا يتسم بالإبداع أو التجديد ، وتسيطر عليهم الرغبة فى الحفظ والاستظهار . والفرق بين الموهوب عقلياً والموهوب أكاديمياً هو نتائج اختبارات الذكاء فإذا حصل الطالب على معامل ذكاء فوق متوسط بين ( 110 – 120 ) رغم حصوله على نسبة مئوية تفوق 85 % من مجموع درجاته فى الاختبارات التحصيلية يمكن القول بأنه موهوب أكاديمياً ، وقد تكون الموهبة الأكاديمية فى مجال واحد فقط مثل العلوم – الرياضيات – اللغات .
والموهبة أوالتفوق الأكاديمى استعداد فطرى للتفوق فى هذه المجالات، قد يرجع إلى عوامل وراثية ، أو لتوافر الظروف البيئية المحفزة على نمو هذه الموهبة . ويحتاج هؤلاء الطلاب إلى التعلم بمعدل أسرع فى المواد التى يتفوقون فيها فقط . ويعتبر أسلوب " الإسراع فى تعلم مادة معينة " من الأساليب المناسبة فى تعليم المتفوقين أكاديمياً ؛ حيث يسمح هذا الأسلوب للطالب أن يتقدم فى دراسة مادة معينة وفق قدراته على التعلم .
ثالثاً : الطلاب المبدعون : يتميز هؤلاء الطلاب باستعداد خاص للإبداع والاختراع والإتيان بحلول جديدة وأفكار أصيلة لما يعرض عليهم من مشكلات . وتتفاوت درجة الإبداع باختلاف المرحلة العمرية للطالب . ولديهم أيضاً قدرة على إنتاج أفكار جديدة وكثيرة ويتسمون بالتفكير الناقد ولديهم رغبة فى التغيير والجديد . وقد تظهر موهبتهم فى القدرة على استحضار ألفاظ كثيرة تتوافر فيها خصائص معينة مثل الكلمات التى تنتهى بحروف معينة ، وهذه القدرة تجعل الطالب مبدعاً فى مجال الشعر والزجل ، وقد تظهر هذه الموهبة فى شكل قدرة على حل المشكلات ، مما يمكن الفرد من أن يكون مخترعاً أو مبتكراً .
رابعاً : الطلاب ذووا المواهب والقدرات الخاصة " فنية – فنون تشكيلية – أدبية " :
المواهب الخاصة هى استعدادات فطرية للتفوق فى أحد المجالات الفنية " الرسم – النحت – التلوين – تشكيل المعادن " أو الموسيقية " كالأداء الموسيقى – التأليف الموسيقى " أو الأدبية " الشعر – الزجل – كتابة القصة " . ولا يكفى الاستعداد الفطرى وحده لجعل الشخص متفوقاً فى هذه المجالات ، بل لابد من توافر الظروف البيئية المناسبة والتعليم والتدريب والممارسة التى تنمى هذه المواهب والقدرات .
سادساً : الطلاب المتفوقون فى الأنشطة الرياضية :يتميز هؤلاء الطلاب بالرشاقة والقوة العضلية والقدرة على الاحتمال البدنى وخفة الحركة والتآزر العضلى والإحساس بالحركة ، وقد تنبهت كثير من الدول إلى أهمية الكشف عن المواهب البدنية عند الأطفال فى سن مبكرة ، وعملت على توفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية اللازمة لهم , وتوفير التعليم والتدريب المناسبين ، وفرص التفاعل مع الرياضيين المحترفين لاكتساب المعلومات والمهارات والخبرات التى تنمى مواهبهم وتصقلها.(يسرية محمود 2000 :30-32)
اكتشاف الفائقين والموهوبين فى مراحل التعليم العام :
يحتاج الطلاب الفائقون إلى خدمات تعليمية خاصة ، مختلفة ومتنوعة تساعد على تنمية مواهبهم الأكاديمية والفنية والاجتماعية وغيرها ، قد تصل هذه الخدمات فى بعض الأحيان إلى تعديل فى المناهج وطرق التدريس حتى تتلاءم مع احتياجاتهم الخاصة وتبدأ المهمة أولاً بالبحث عنهم واكتشافاتهم وتحديد استعداداتهم ومواهبهم لوضع تعليم يتناسب مع هذه القدرات والمواهب .
أولاً : خطأ التعرف الإيجابى ، وهو تحديد مجموعة من الطلاب على أنهم موهوبون وهم ليسوا كذلك .
ثانياً : خطأ التعرف السلبى وهو تجاهل بعض الموهوبين وتصنيفهم على أنهم عاديون، ومن هنا كانت الحاجة إلى تعريف محدد للموهوبين ، وتحديد الفئات المستهدفة من عملية الاكتشاف .
وكان ) ديهان وكوف ( Dehaan & Kouph قد استنتجا أن الطلاب الذين يقعون ضمن أفضل 10% فى مجال من مجالات التفوق يمكن اعتبارهم موهوبين ، وأن عدد الموهوبين وفق هذه النسبة قد يصل إلى 20% من طلاب المدارس ، وقد يزيد على ذلك فى بعض الأحيان وحددا عشرة مجالات للموهبة هى القدرة العقلية ، والقدرة العلمية ، والقدرة على القيادة ، والقدرة الابتكارية ، والمواهب الفنية ، والموهبة الأدبية ، والمواهب الأدائية التمثيلية ، والموهبة الموسيقية ، والمهارات الحركية ، والمهارات البدنية .(يسريه محمود 2000 :35)
الاتجاهات العالمية فى تعليم الفائقين :
يوجد اتجاهان أساسيان فى تعليم هذه الفئة من الطلاب هما :
أولاً : الإثراء التعليمى : المقصود به : الإثراء هو زيادة الخبرات التعليمية المقدمة للطلاب الموهوبين بما يتناسب مع ميولهم وقدراتهم واستعداداتهم ، ويستخدم مصطلح إثراء عند البرنامج الدراسى العادى ، ليقدم خبرات تعليمية تتناسب مع القدرات الخاصة للطلاب الموهوبين ، وتكون أزيد من الخبرات المقدمة من خلال البرنامج الدراسى العادى . (يسرية محمود 2000: 38)
ويعد إنشاء مدارس خاصة بالمتفوقين فرصة جيدة لاستخدام مناهج رفيعة المستوى ، وطرق تدريس مختلفة ، وأساليب تقويم مناسبة، وحتى يمكن الارتقاء بمستوى التدريس بهذه المدارس يحتاج الأمر ما يلى :
· استخدام طرق التدريس التى تنمى المهارات العليا للتفكير مثل الدراسات المستقلة،أسلوب حل المشكلات .
· ربط أساليب التقويم بطرق التدريس المستخدمة . فإذا كان أسلوب التدريس المستخدم هو " الدراسة المستقلة " أو أسلوب حل المشكلات " يمكن تقويم الطالب فيما يتعلق بقدرته على اختيار المشكلة ، ووضع الفروض وجمع البيانات وتحليلها ، والنتائج التى توصل إليها .
· الاهتمام بالمعامل وتجهيزها بالمواد الخام والأجهزة الحديثة ، حتى يتمكن الطلاب من إجراء أبحاثهم الجادة تحت إشراف معلمين أكفاء يجيدون مهارة البحث العلمى .
· الاهتمام بالمكتبات المدرسية وتزويدها بأحد الكتب والمراجع وبأعداد كافية .
· أن تتاح للطلاب فرصة اختيار طريقة التدريس المناسبة ، على أن يحصل الطلاب الراغبون فى متابعة دراستهم بأسلوب الإلقاء على فرص لدراسة مناهج متحدية لقدراتهم العقلية ، وأن تستثير فيهم القدرة على التحليل والتركيب والنقد .
ثانياً : الإسراع التعليمى : يقصد بالإسراع التعليمى:تنظيم تعليمى أو أدارى يمكن التلميذ من التقدم بسرعة أكبر وأن ينهى برنامجاً فى زمن أقل وفى عمر مبكر من المعتاد ، ومن صور الإسراع الالتحاق بالمدرسة فى سن مبكرة ،أو تخطى بعض الصفوف الدراسية. (عبد المطلب أمين 1995 :16)
· فالإسراع التعليمى إذا هو : تعديل نظام القبول فى المدارس العادية . وفى إجراءات النقل فى كل مرحلة دراسية ، بحيث يستطيع الطلاب المتفوقين إنهاء دراستهم الابتدائية والإعدادية والثانوية فى سنوات أقل من أقرانهم العاديين.
ومما سبق يمكن أن نستنتج ما يلى :
هذا ويجب وضع تعريف محدد للطلاب المتفوقين فى مصر تعتمده وزارة التعليم ، يمكن فى ضوئه التعرف عليهم وتحديد مجالات تفوقهم و يمكن تحديد اختيار التعريف التالى للطلاب المتفوقون :( الطلاب الذين يتمتعون باستعداد عال للتفوق فى أى مجال من مجالات الاستعداد الإنسانى سواء كان هذا الاستعداد ظاهراً ، والذين يتمتعون بسمات شخصية تمكنهم من الاستفادة بقدراتهم إذا توفرت لهم البيئة التعليمية المناسبة والذين لا تناسبهم الخبرات التعليمية التى تقدم للطلاب العاديين ويحتاجون إلى خدمات تعليمية تتناسب مع استعداداتهم فى أى من مجالات القدرة العقلية العامة والتفكير الابتكارى والاستعداد الحس – حركى .
بالإضافة إلى وضع استراتيجية محددة الخطوات لاكتشاف المتفوقين لأهمية الكشف المبكر والمستمر عنهم ، على أن يتم ذلك وفق أسس ومبادئ واضحة وفى شكل خطوات منظمة ويمكن الاستفادة من هذه الخبرات فى وضع استراتيجية تناسب ظروف وإمكانات المجتمع المصرى ، وترتبط إلى حد كبير ببرنامج الرعاية المقدم ، ويحتاج الأمر فى البداية إلى وضع الأسس والمبادئ التى تحكم عملية الاكتشاف :
· أن تكون عملية الاكتشاف مبكرة ومستمرة على أن تسعى الجهات المعنية لإعداد أدوات القياس اللازمة فى جميع المراحل التعليمية وتقنينها ومواءمتها مع ظروف المجتمع المصرى .
· أن تراعى أدوات القياس الفروق الفردية بينهم ، وتقدم فرصاً لاكتشافهم فى مختلف المجالات .
· أن تراعى أدوات القياس الفروق والبيئية بين الطلاب .
ساحة النقاش