فجأة، ودون مقدمات، وجد الكتاب والأدباء والنقاد أنفسهم أمام عالم جديد، ربما لم يخطر لهم على بال..إنها الثورة الرقمية..تغيرت الدنيا بين عشية وضحاها فإذا بالإنسان غير الإنسان والمجتمع غير المجتمع، والدنيا غير الدنيا.
انتفى المكان فغدا نهاية تقترب من الصفر وتوحد الزمان فغدا ثابتا وصغرت الدنيا بما رحبت ثم اتسعت فما ضاقت فتفاضل الكون حتى صار أكوانا ثم تكاملت الأكوان حتى غدت كونا واحدا صغيرا.
انه عصر جديد اصطلح على تسميته بالعصر الرقمي. وفيه ولد إنسان جديد تماما. هو الإنسان الافتراضي الذي يعيش في مجتمع جديد هو المجتمع الرقمي، وفي هذا المجتمع كل تناقضات البشرية وآمالها وأحلامها وانكساراتها وطموحاتها منذ أن بدأ الاجتماع الإنساني.
اختزل التاريخ وتوحدت الدنيا فانتفى المكان وتوحد الزمان زمنا واحدا وشتان بين الزمان والزمن.
وفي هذا المجتمع هناك تجارة وهناك سياسة وهناك حرب وهناك تعليم وهناك حب وجنس وكره ووفاء وغدر وهناك حرية لا حد لها، وهناك أيضا ثقافة وأدب.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: أي أدب هذا القادر على التعبير عن الإنسان الافتراضي الذي يعيش في المجتمع الرقمي؟
لعلّ هذا السؤال كان احد أهم الأسئلة التي طرحتها على نفسي في بداية مشروعي الإبداعي قبل عدة سنوات، ولكني كروائي (في ذلك الوقت) كان السؤال يأخذ صيغة أخرى هي: هل تستطيع الرواية بشكلها الحالي أن تستوعب الثورة التقنية المتسارعة في العالم، أم أنها يجب أن تتخلى عن مكانتها لصالح أشكال تعبيرية وإبداعية أخرى أكثر قدرة وجاذبية واتساقا مع روح العصر؟
وهذا السؤال قادني إلى سؤال آخر: هل الروائي بشكله وأدواته الحالية قادر على المضي في مغامرة الرواية؟
وفي الحقيقة فإنّ محاولة الإجابة على هذه الأسئلة ستقود إلى دوامة محمومة أخرى من الأسئلة من مثل: ما هي لغة الرواية القادمة، بل ما هي اللغة أصلاً؟ وهل الكتاب ـ بشكله الورقي المعهود ـ قادر على استيعاب الرواية القادمة؟ أم أننا بحاجة إلى لغة أخرى وكتاب آخر؟ (للمزيد انظر كتاب رواية الواقعية الرقمية للكاتب).
إن الإجابة عن هذه الأسئلة التي يلد بعضها بعضا قادني إلى المغامرة ومحاولة ارتياد أفق آخر. فولدت رواية "ظلال الواحد" وبعدها كتاب "رواية الواقعية الرقمية" ثم رواية "شات" وأخيرا "صقيع".
ومع "شات" و"صقيع" تغيرت المفاهيم والأسئلة.
كنت روائيا لكن مع الكتابة وتعمق التجربة وصلت لأسئلة أخرى أراها أعمق وأهم وهي مشروعي القادم.
احد أهم الأسئلة الحالية، هل نحتاج إلى الرواية أصلا؟ هل نحتاج إلى الشعر؟ إلى المسرح، إلى القصة، إلى السيناريو وحتى السينما، هل نحتاج إلى الأدب بصيغته المعهودة أم أننا نحتاج إلى (أدب) آخر مغاير ومختلف؟
نظرية أدبية جديدة ومختلفة تجمع كل الأجناس الأدبية السابقة من رواية وقصة وشعر ومسرح.. الخ، وتدمجها في جنس إبداعي جديد ليس أدبا خالصا بل هو مزيج من الأدب والتقنية التي تحتوي السينما والصورة والحركة والجرافيكس لتنتج (أدبا) يتسق تماما مع روح العصر الرقمي والثقافة المشهدية التي خلقها.
لغة جديدة مختلفة تماما تغدو الكلمة فيها جزءا من كل وبالتالي كاتب جديد وناقد جديد أيضا.
يقول رولان بارت في تعريفه للنص الأدبي "إنه المساحة الظاهرة لعمل أدبي.. إنه نسيج الكلمات التي يتشكل منها المتن الأدبي".
كان هذا صحيحا في السابق وقبل الثورة الرقمية وقبل اللغة الجديدة لكتابة "النص الأدبي" حيث كانت الكلمة الأداة الوحيدة للكتابة، رولان بارت لم يكن مستقبليا بما فيه الكفاية.
الكلاسيكية الرقمية
قبل الحديث عن "ما بعد الكلاسيكية الرقمية" ينبغي علينا ان نعرف "الكلاسيكية الرقمية" وقبلها "عصر الحداثة الورقية" وقبلها "الأدب الكلاسيكي الورقي".
ذلك أن الحاضر ابن الماضي وأب المستقبل، فمسيرة الحضارة الإنسانية هي مسيرة تراكمية، ولا شيء منبت عما سبقه، بل تبني البشرية وتراكم فنحن لنا أباء وأساتذة علمونا وهم سبب ما وصلنا إليه من تطور. اللحظة الراهنة ليست لحظة منقطعة عما سبقها. بل هي لحظة تطور طبيعية.
ولهذا سأقوم بعرض موجز سريع جدا لمسيرة الأدب الإنساني منذ فجر التاريخ وحتى الثورة الرقمية.
لكل عصر معناه ولكنى معنى طريقة في القول
والبداية كانت مع أساطير الأولين.
فبداية الوعي الإنساني كانت بداية حلميه، في ظل طبيعة قاسية ولا ترحم، زلازل وبراكين ووحوش وديناصوات وتنانين تنفث النار وطفل صغير يسمى الإنسان يعيش في هذا العالم المرعب، كان لا بد من قول المعنى الذي حمله العصر وتأخر هذا حتى اكتشف الإنسان ذاته باكتشافه للكتابة وأول الكتابة كانت الأساطير ومنها ولدت الملاحم فشهدنا الإلياذة والأوديسة والشاهنامه وكان السردي يختلط بالشعري والهدف قول معنى الوجود الانساني في ذلك العصر.
ثم تطورت البشرية قليلا فولد العصر الزراعي ومعه تطورت الحكاية وحدث نوع من الانقسام ما بين السرد والشعر وجاءت كتب مثل ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة وشعراء البشرية الكبار.
ومع دخول البشرية للعصر الصناعي وبروز البرجوازية الصغيرة والطبقة الوسطى تطورت الكتابة أيضا فولدت الرواية، ومع دخول البشرية للعصر التكنولوجي في القرن العشرين ولد أدب ما بعد الحداثة.
وها نحن الآن ندخل في عصر آخر هو العصر الرقمي ومعه ولدت كتابة جديدة مختلفة احتار الكتاب والنقاد في تسميتها وتصنيفها، وكالعادة في مثل هذه الحالات يلجأ الإنسان لجذوره التاريخية فكان أن سمى السرد الجديد بالرواية الرقمية والشعر الجديد بالشعر الرقمي والمسرح الجديد بالمسرح الرقمي الخ.
مع هذه التسميات ولد الأدب الرقمي الكلاسيكي (الكلاسيكية الرقمية) من رواية وشعر ومسرح الخ.
الأدب الرقمي الكلاسيكي
أولا) الرواية الرقمية:
في بداية بحث الإنسان (الأدباء والنقاد تحديدا) عن أجوبة لأسئلتهم حول الأدب الجديد الذي يتسق مع الثورة الرقمية ليعبر عن الإنسان الجديد بمجتمعه المختلف، كالعادة اتجه الإنسان الكاتب إلى جذوره التاريخية المعتادة، وأنتج رواية سماها رواية رقمية وشعرا سماه شعرا رقميا.
أنواع الرواية الرقمية الكلاسيكية:
الرواية الترابطية: أو ما يعرف بـ hypertext novel أو الـ hyper fiction
وهي تلك الرواية التي تستخدم النص المتفرع، ومؤثرات المالتي ميديا المختلفة، ولكن يقوم بكتابتها شخص واحد ويتحكم في مساراتها، أي لا يشاركه في عملية الكتابة أحد غيره، فهي رواية يكتبها مؤلفها فقط، ويطلق عليها بعض النقاد "تفاعلية" لأنها تحتوي على أكثر من مسار (رابط) داخل النص وتسمح للقارئ بالاختيار بين المسارات السردية المختلفة التي تحتويها.
الرواية التفاعلية: Interactive Novel
وهي رواية تستخدم النص المتفرع أيضا، وبقية المؤثرات الرقمية الأخرى مثلها في ذلك مثل النوع الأول، ولكنها تختلف في أن كاتبها أكثر من واحد، أي يشترك في كتابتها عدة مؤلفين، وقد تكون مفتوحة لمشاركة القراء في كتابتها.
رواية الواقعية الرقمية
هي تلك الرواية التي تستخدم الأشكال الجديدة التي أنتجها العصر الرقمي، وبالذات تقنية النص المترابط (هايبرتكست) ومؤثرات المالتي ميديا المختلفة من صورة وصوت وحركة وفن الجرافيك والأنيميشنز المختلفة، وتدخلها ضمن البنية السردية نفسها، لتعبر عن العصر الرقمي والمجتمع الذي أنتجه هذا العصر، وإنسان هذا العصر، الإنسان الرقمي الافتراضي الذي يعيش ضمن المجتمع الرقمي الافتراضي. ورواية الواقعية الرقمية هي أيضا تلك الرواية التي تعبر عن التحولات التي ترافق الإنسان بانتقاله من كينونته الأولى كإنسان واقعي إلى كينونته الجديد كإنسان رقمي افتراضي.
ثانيا) الشعر الرقمي:
هو الكتابة الشعرية التي تستخدم مؤثرات المالتي ميديا المختلفة من صوت صورة وحركة..الخ والنص المتفرع (الهايبرتكست) في إنتاج قصائد قد تأخذ أشكالا مختلفة تنشر ضمن وسيط الكتروني (الانترنت، الأقراص المدمجة، الكتاب الالكتروني).
ما بعد الكلاسيكية الرقمية/ نحو نظرية أدبية جديدة
إن العصر الرقمي بإنسانه الافتراضي ومجتمعه الجديد المختلف يحتاج إلى كتابة من نوع جديد، كتابة مختلفة لتعبر عنه وعن مجتمعه.
لكل عصر وسائله وأسلوبه وطريقته في قول المعنى، وبعد التفكير العميق في التحولات الكبيرة التي طرأت على البشرية نتيجة الثورة الرقمية فليس مقبولا ولا حتى ممكنا التعبير عن معنى الوجود الإنساني المستجد باستخدام وسائل عتيقة وأجناس إبداعية قديمة.
نحن بحاجة إلى جنس أدبي جديد، ليس هو بالرواية وليس هو بالشعر وليس هو بالمسرح ولا السينما ولا أيضا اللغة التقنية الجديدة بل هو مزيج من كل هذا معا، كتابة جديدة عابرة للأجناس الأدبية السابقة وعصية على التجنيس إن نحن حاكمناها باستخدام النظريات النقدية السابقة.
ذلك أننا أمام لغة (كتابية) جديدة ومختلفة لم تعد الكلمات سوى جزء من كل فيها، كتابة تجد فيها الصورة والحركة والموسيقى والأغاني والمشهد السينمائي وفن الجرافيكس وبرامج تقنية متعددة ومختلفة إضافة إلى الكلمة.
كيف يمكن أن تحدد هكذا كتابة بجنس أدبي معين استنادا إلى نظريات نقدية سابقة لم تعرف التحولات التي أحدثتها الثورة الرقمية على الكون والإنسان والوجود، كيف يمكن أن نحددها فنقول رواية أو قصة أو شعر أو مسرح، صعب جدا إن لم يصل إلى حدود الاستحالة.
ما نشهده هو عصر إبداعي جديد يهضم كل ما سبقه من أجناس أدبية وإبداعية وتقنية ويعيد خلقها في أدب جديد ومختلف، وهذا الأدب هو ما اجتهدت فأطلقت عليه اسم "الواقعية الرقمية".
الواقعية الرقمية أدب المستقبل
أولا) في الشكل: الواقعية الرقمية/النظرية العامة
1- استخدام وسائل العصر الرقمي في الفعل الكتابي الإبداعي ويدخل ضمن هذا الباب استخدام مؤثرات المالتي ميديا المختلفة من صوت وصورة وحركة وجرافيكس ..الخ في الكتابة أي اجتراح لغة جديدة كاملة ومختلفة لا تعتمد على الكلمة فقط بل تغدو الكلمة جزءا واحدا منها وفي بعض الأحيان يمكن الاستغناء تماما عن الكلمة في الكتابة كما فعلت مع بعض روابط "صقيع" مثلا.
2- استخدام البعد التشعبي (الترابطي) في الفعل الكتابي فلم تعد الكتابة خطية أفقية كما هو الحال في الكتابة المتبعة في العصر الورقي بل أصبحت كتابة ذات أبعاد مختلفة ومتعددة يوفرها إمكانية استخدام الروابط أو الهايبرتكست كما يطلق عليها، وهذه إمكانية هائلة تعطي للكاتب والكتابة غنى لم يكن متوفرا لها في السابق.
3- ما سبق يعني تغير معنى الكتابة والكاتب نفسه، فلم تعد الكتابة مجرد كلمات على ورق بل غدت عملية شمولية معقدة تعتمد على لغة جديدة مختلفة وأدوات أخرى لم تكن متوفرة للكاتب الورقي في السابق وهو ما يعني تغير فعلي على معنى الكاتب نفسه الذي لم يعد يكفيه أن يتقن لغة الكلمات بل أصبح مطلوبا منه إتقان لغة أخرى الكلمة فيها جزء من كل. وهذا الكاتب الجديد هو الكاتب الرقمي الضليع بهذه اللغة الجديدة.
4- الاستخدام المكثف للنظريات والقوانين العلمية والرياضية المختلفة في الفعل الكتابي مثلا في رواية "ظلال الواحد" استخدمت قوانين رياضية بحتة مثل حسابي التفاضل والتكامل في البنية السردية نفسها إضافة لاستخدام "قانون الثيرمودايناميكس" في العملية الكتابية وهذا غنى آخر تأخذه الكتابة قليلا ما تم استخدامه من قبل.
5- كتابة الواقعية الرقمية تحتاج لوعاء جديد يحملها فمن المستحيل تقريبا نشر هذه الكتابة في وعاء ورقي بل يجب نشرها في وعاء الكتروني قادر على حمل اللغة الجديدة وهذا الوعاء قد يكون الكتاب الالكتروني بأشكاله المختلفة أو النشر عبر شبكة الانترنت، فقد انتهى عصر الكتاب الورقي في هذه الكتابة.
6- مما سبق يمكن تعريف الواقعية الرقمية في نظريتها العامة كما يلي: هي كل كتابة مهما كان مضمونها تستخدم اللغة الجديدة والتقنيات المختلفة التي وفرتها الثورة الرقمية بما فيها النص التشعبي (الهايبرتكست) ومؤثرات المالتي ميديا المختلفة في الفعل الإبداعي. ولا يدخل ضمنها الكتابة الرقمية ذات النسق السلبي المنشورة على شبكة الانترنت التي لا تستخدم النص التشعبي ومؤثرات المالتي ميديا المختلفة.
ثانيا) في المضمون (الواقعية الرقمية/النظرية الخاصة)
1- نحن نعيش حاليا ومرحليا في عصر وسيط ومتحول بين الإنسان الواقعي (القديم) الذي يعيش في المجتمع الواقعي المعتاد (الآيل للأفول) وبين الإنسان الافتراضي الذي يعيش في المجتمع الرقمي والذي هو مستقبل البشرية شاءت أم أبت.
2- وهذا العيش بين المقامين المتصل والمنفصل يفرض إشكاليات كثيرة ومتعددة على هذا الإنسان المتحول فلا هو إنسان متصل بشكل دائم ولا هو بالإنسان المنفصل بشكل دائم أيضا، هو بين بين، أي هو كائن هجين من العالمين.
3- وهذا المتصل المنفصل معا بحاجة لكتابة توثقه وترصد تحولاته ومشاعره وانفعالاته ولحظة التحول التاريخية بين كينونته الواقعية إلى كينونته الافتراضية الجديدة. الواقعية الرقمية بنظريتها الخاصة ترصد هذه اللحظات التاريخية والمرحلية التي يعيشها الإنسان الوسيط (المتحول)."شات" نموذجا
4- لقد قلت سابقا في كتاب "رواية الواقعية الرقمية" إن العصر الرقمي أنتج مجتمعا جديدا هو المجتمع الرقمي وإنسانا جديدا هو الإنسان الرقمي الافتراضي الذي يعيش ضمن المجتمع الرقمي، وهذا الإنسان الجديد يقرأ ويكتب ويبيع ويشتري ويتعلم ويتاجر ويحارب ويحب ويكره ويمارس الجنس ضمن المجتمع الرقمي الذي يعيش فيه، وعليه فهذا الإنسان بحاجة لكتابة جديدة مختلفة تعبر عنه وعن مجتمعة المختلف وهذه الكتابة هي الواقعية الرقمية في رؤيتها الخاصة.
5- وعليه يمكن تعريف الواقعية الرقمية في نظريتها الخاصة بأنها تلك الكتابة التي تعبر عن العصر الرقمي والمجتمع الذي أنتجه هذا العصر، وإنسان هذا العصر، الإنسان الرقمي الافتراضي الذي يعيش ضمن المجتمع الرقمي الافتراضي وهي أيضا تلك الكتابة التي تعبر عن التحولات التي ترافق الإنسان بانتقاله من كينونته الأولى كإنسان واقعي إلى كينونته الجديد كإنسان رقمي افتراضي.
6- بناء على ما سبق فيمكن تعريف نظرية الواقعية الرقمية بشقيها العام والخاص بأنها: تلك الكتابة التي تستخدم الأشكال الجديدة (اللغة الجديدة) التي أنتجها العصر الرقمي، وبالذات تقنية النص المترابط (الهايبرتكست) ومؤثرات المالتي ميديا المختلفة من صورة وصوت وحركة وفن الجرافيك والأنيميشنز المختلفة، وتدخلها ضمن بنية الفعل الكتابي الابداعي، لتعبر عن العصر الرقمي والمجتمع الذي أنتجه هذا العصر، وإنسان هذا العصر، الإنسان الرقمي الافتراضي الذي يعيش ضمن المجتمع الرقمي الافتراضي وهي أيضا تلك الكتابة التي تعبر عن التحولات التي ترافق الإنسان بانتقاله من كينونته الأولى كإنسان واقعي إلى كينونته الجديد كإنسان رقمي افتراضي.
مما سبق يمكننا أن نقول بثقة مستقبلية، وداعا للرواية بكل أشكالها السابقة، ووداعا للشعر بأنواعه المختلفة بما فيه قصيدة النثر، ووداعا للقصة وللأقصوصة، ووداعا للمسرح والسيناريو بطرقهما المعهودة ولنفتح قلوبنا وعقولنا لجنس إبداعي جديد يهضم الرواية والقصة والشعر والمسرح والسيناريو والسينما ووسائل التقنية المختلفة لينتج إبداعا جديدا مختلفا عن كل ما سبق، ومتسقا مع روح العصر الرقمي والإنسان الافتراضي الجديد الذي يعيش في مجتمع المستقبل، المجتمع الرقمي العابر للمكان، هناك حيث المسافة خرافة ونهاية تؤول للصفر ولا تساويه، وهناك حيث الزمن ثابت يساوي واحد مهما اختلفت الأزمان داخل الزمن الواحد وتعددت.
و.. وداعا رولان بارت وتلاميذه ومقلدوه وناسخوه، و..أهلا بكم في العصر الرقمي.
* هذا المقال يضم المحاور الرئيسية لكتاب جديد سيصدر قريبا بعنوان "ما بعد الكلاسيكية الرقمية/نحو نظرية أدبية جديدة". والمقال ليس أكثر من عرض سريع لهذه المحاور.
المصدر: محمد سناجلة/كاتب رقمي
نشرت فى 30 مايو 2011
بواسطة maiwagieh
الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية: ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م. دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م. ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
2,661,770
ساحة النقاش