الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

تشير كثير من الدراسات والبحوث إلي أن صعوبة الكتابة تنشأ، نتيجة الافتقار إلي تأزر الحركات الدقيقة، لكل من ساعد اليد والأصابع من ناحية، وتكامل الأنشطة العقلية القائمة علي عدد من العمليات المعرفية من ناحية أخرى ، ويري بعض الباحثين أن صعوبات الكتابة والتعبير الكتابي، ترجع إلي خلل وظيفي في الانتباه وسعة الذاكرة وضعف الألفة بالحروف اللغوية، في حين يرى العديد من المتخصصين أن صعوبات الكتابة، ترجع إلي خلل وظيفي ناشئ عن تفاعل النظامين الرئيسيين للمخ .

وحقيقة الأمر أن العوامل المسببة لصعوبات تعلم الكتابة متعددة، وهي علي تعددها يمكن تصنيفها إلي ثلاثة مجموعات أساسية هي: العوامل المرتبطة بالمتعلم، العوامل المرتبطة بنمط التعليم وأنشطته، العوامل المرتبطة بالأسرة والبيئية.

وفيما يلي التفاصيل المرتبطة بكل نوع من هذه العوامل:-

أولا:  العوامل المرتبطة بالمتعلم: المراد بها مستوى ذكاء المتعلم، وقدراته العقلية ، وبنيته المعرفية ، وفاعلية عملياته (الانتباه- الإدراك – الذاكرة) وكفاءة نظام تجهيز المعلومات لديه .

وذوو صعوبات الكتابة يفتقرون إلي العديد من القدرات النوعية المرتبطة بالكتابة، مثل: الذاكرة البصرية ، القدرة على الاسترجاع ، القدرة على إدراك العلاقات المكانية، كما أنهم يعانون من قصور طبيعي في نظام تجهيز المعلومات.                            ويعد الضبط الحركي أمراً ضرورياً، وعاملاً مؤثراً في تعلم الكتابة ؛ حيث تتطلب الكتابة ضبط موضع الجسم، والتحكم في حركة الرأس والذراعين واليدين والأصابع وبالتالي فإن أي عجز حركي يتدخل في تعلم أداء الأنشطة الحركية الضرورية للنسخ والتتبع وكتابة الحروف والكلمات، سوف يعطل سهولة وتطور استمرار النماذج الحركية الضرورية للكتابة بشكل متسلسل وإلي ، ويضيف كيرك وكالفانت (1988) أن المتعلمين الذين يفشلون في تذكر أشكال الحروف والكلمات بصرياً قد تكون لديهم صعوبة في تعلم الكتابة؛ حيث أن التخيل والتصور يرتبط بالعجز في الكتابة . 

وتشير الأدبيات إلي أن أي قصور في الوظائف المعرفية والإدراكية واللغوية للمتعلم يؤثر علي المهارات السلوكية؛ ومن أهمها مهارات الكتابة، ويتأكد ذلك عندما تعرف أن أي خلل في الجهاز العصبي المركزي، يترتب عليه بالضرورة اضطراب في الحركة، وعدم السيطرة علي الأطراف .

كما تشير الأدبيات أيضا إلي أن أي اضطرابات في الجهاز العصبي تؤثر علي النواحي الانفعالية والدافعية للمتعلم، وهذا بدوره ينعكس علي المتعلم فيبدو محبطاً مكتئباً ، يميل للانسحاب من مواقف التنافس التحصيلي.

العوامل المرتبطة بنمط التعليم وأنشطته :

الأمر الثابت والذي تؤكده الدراسات والبحوث السابقة باستمرار، هو أن دور المعلم ونوعية التدريس من الأسس التي تقوم عليها عملية التعلم الفعالة؛ لأن جودة التدريس وفاعليته يتيحان الفرص أمام التلاميذ ، للاستغراق في الأنشطة التعليمية لأطول وقت ممكن، كما أن سلوكيات المعلمين وتصرفاتهم داخل الفصل ترتبط علي نحو موجب مع تحصيل التلاميذ، وفهمهم، وانضباطهم .

ومن الأشياء المسئولة عن صعوبات الكتابة، بعض تصرفات المعلمين السلبية أثناء عملية التدريس، والتي من أهمها عدم الإشراف من المعلم بصورة مباشرة علي اكتساب الطفل لمهارات الكتابة، وعدم تزويد الطفل بتغذية راجعة لتصحيح الأخطاء.

ثالثاً : العوامل المرتبطة بالأسرة والبيئة :

صعوبات التعلم في الكتابة ظاهرة متعددة الأبعاد وذات أثار، تتجاوز النواحي الأكاديمية إلي نواحي أخرى اجتماعية وانفعالية، تترك بصماتها علي شخصية الطفل من جميع جوانبها، لذا فمن الخطأ تناول صعوبات التعلم بعيداً عن المؤثرات الأسرية والبيئية، والتي تتمثل فيما يلي:-

-                          عدم متابعة المنزل لكتابة الطفل وتدريبه عليها .

-                          التقديرات السالبة للمتعلم من (الآباء – المدرسيين – الأقران ).

إن المتتبع للعوامل المؤثرة في صعوبات الكتابة التي تم استعراضها سابقاً ، يجد أنها متنوعة ومتشعبة ومتشابكة، ولا يمكن الادعاء بأن واحداً منها أو مجموعة منها هي العوامل المؤثرة الوحيدة في وجود الصعوبة، وهذا بدوره يدعو الباحثين للوقوف علي نموذج شامل لتفسير هذه الظاهرة والأسباب الحقيقية والقوية المؤثرة فيها ، كما يدعوهم لتبني نموذج شامل في تشخيصها، وتتبع آثارها لوضع برنامج مناسب لعلاجها وعلاج مسبباتها .

والتحليل السابق لبعض الدراسات السابقة يشير إلي بعض أوجه النقص أو الفجوات ، التي تحتاج إلي مزيد من الدراسة، مثل دراسة السمات الشخصية المرتبطة بصعوبات التعلم بصفة عامة وصعوبات تعلم الكتابة بصفة خاصة، وجدوى استخدام أساليب التقويم الحديثة في تشخيص صعوبات الكتابة ، والعوامل المؤثرة فيها كالتقويم الأصيل وملفات التقويم وجدوى استخدام بعض التكنيكات المعاصرة أو الحديثة، في علاج هذه الصعوبات كاستخدام الألعاب، واستراتيجيات التعلم التعاوني المختلفة، والتدريس باستخدام الأقران والتعلم بالتعاقد .

الاتجاهات المعاصرة في مجال تشخيص صعوبات الكتابة:

يولي كثير من علماء النفس والتربية والمتخصصين في مجال صعوبات التعلم أهمية عظمى لتشخيص صعوبات التعلم، التي تواجه التلاميذ في عملية التعلم ، من حيث التعرف المبكر علي التلاميذ ذوي صعوبات التعلم وجمع البيانات عنهم وتحليلها ؛ لتقديم الخدمات التربوية والتعليمية والعلاجية المناسبة لهم .

ويمر تشخيص صعوبات التعلم بالمراحل التالية:-

(1)   مرحلة التعرف: وفيها يتم التعرف علي التلاميذ الذين ينخفض مستوى تحصيلهم عن مستوى أقرأنهم .

(2) مرحلة ملاحظة ووصف السلوك: ويتم في هذه المرحلة تحديد منطقة الصعوبة النوعية، وتحديد دقيق لنوعية التصور وكيفية حدوثه.

(3) مرحلة التقييم غير الرسمي: ويتم في هذه المرحلة قيام فريق متخصص، بإجراء تقييم فردي لتحديد طبيعة المشكلة.

(4)   مرحلة التقييم الرسمي: ويتم في هذه المرحلة قيام فريق متخصص، بإجراء تقييم فردي لتحديد طبيعة المشكلة.

(5) مرحلة كتابة نتائج التشخيص: وفيها يتم صياغة عبارات تشخيصية ، من شأنها أن تفسر عدم قدرة الطفل علي التعلم.

(6)   مرحلة تخطيط برنامج علاجي: ويتم في هذه المرحلة تطوير برنامج علاجي، بناء علي فروض التشخيص.

أدوات تشخيص صعوبات التعلم:

تعددت الأدوات والأساليب التي يمكن أن تستخدم في تشخيص صعوبات التعلم منها:-

(1) مقاييس التقدير : وتتطلب مقاييس التقدير من المقدر التعبير عن رأيه واتجاهه ، حول عبارات مختلفة عن طريق التقدير بنعم أو لا، أو غير موافق بشدة، غير موافق، حيادي، موافق، موافق بشدة، وهناك مقاييس تقدير في صورة قوائم شطب ؛ حيث تتيح للمقدر وصف الطالب عن طريق تقدير الكلمات أو المهارات أو الجمل، التي تنطبق علي الطالب في القائمة .

(2) دراسة الحالة: وتزود دراسة الحالة أخصائي التشخيص بمعلومات عديدة عن نمو الطلاب، من خلال جمع معلومات عن الطالب ، وأسرته للتعرف علي المشكلات النمائية التي مر بها، وذلك عن طريق طرح أسئلة متعلقة بالحالة الصحية للطالب، والأحداث التي مر بها ، ومظاهر النمو الحركية ، كالجلوس والوقوف والإمساك بالقلم والسيطرة عليه ، وطرح أسئلة متعلقة بالنمو الاجتماعي والشخصي والتربوي للطالب .

(3) المقابلة: تعد المقابلة مهمة وضرورية ، للكشف عن الاستراتيجيات التي يتبعها الطلاب ذوي صعوبات التعلم، أثناء حلهم لموقف مشكل ، كما تتيح المقابلة الفرصة لأخصائي التشخيص لجمع مزيد من المعلومات، وفهم الأسباب الكامنة وراء الاستجابات.

(4) الملاحظة: وتتم عن طريق ملاحظة الطالب في المواقف الاختبارية والمواقف التعليمية أو المواقف الحرة،  مما يتيح الفرصة للملاحظ مراقبة التفصيلات الدقيقة ، حول مظهر الطالب وسلوكه الحركي والانفعالي والاجتماعي والمعرفي .

(5) الاختبارات: وتقدم الاختبارات المقننة تقييماً لمستوى الأداء الحالي لمظاهر صعوبات التعلم، كما تحدد تلك الاختبارات البرنامج العلاجي المناسب لجوانب الضعف في التعلم المدرسي ، ومن هذه الاختبارات: اختبارات التحصيل المقننة ، اختبارات القدرات العقلية، واختبارات التكيف الاجتماعي، بالإضافة إلي الاختبارات الخاصة بقياس صعوبات التعلم .                                     

وتعد صعوبات الكتابة من أكثر المشكلات الأساسية للتعلم ، والتي تحتاج إلي المعالجات من خلال الممارسات أو العمل والأداء الفعلي داخل الفصول المدرسية ، ولذا فأن عملية تشخيص صعوبات الكتابة ، يجب أن تقوم علي مجموعة من المحكات والمعايير التي يتعين إعمالها للحكم علي مدى اقتراب أو ابتعاد مهارات الكتابة، لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم من تلك المعايير.

وتشير الأدبيات في هذا الصدد أن عملية تشخيص صعوبات الكتابة، تتطلب عدداً من الفحوص المتكاملة، والتي لا تقتصر علي الجوانب المدرسية، وإنما تشمل مختلف الجوانب، مثل:  الفحوص الطبية والنفسية والاجتماعية والتربوية، للتلميذ ذوي صعوبة التعلم في الكتابة.

إن تشخيص صعوبات الكتابة يتم من خلال المهارات الفرعية، التي تتضمن تقييم الخطوط في الكتابة من حيث الانحناء والميل والاستقامة وشكل وحجم الحروف والكلمات وإكمالها والفراغات بينها ، علاوة علي وضع الجسم ومسك القلم أثناء الكتابة.

ويستلزم تشخيص صعوبات الكتابة القيام بما يلي :-

-  الفحص النفسي والطبي والاجتماعي: ويتضمن إجراء اختبارات في الذكاء وإجراء دراسة عن الحالة الجسمية للطفل، مع دراسة مستوى الأسرة الاجتماعي والاقتصادي.

-      تقييم المهارات منخفضة المستوى في بداية الكتابة : حيث أنها تؤثر في التطور الحركي لعملية الكتابة.

-  تقييم اليد المفضلة في الكتابة : وذلك عندما يقوم الطفل باستخدام اليد اليمني لبعض النشاطات واليد اليسرى في نشاطات أخرى، فأن ذلك يلزم معرفة اليد المفضلة لدى الطفل .    

-  التقييم النمائي النفسي عصبي: ويستخدم هذا التقييم بعض الاختبارات والمهام الخاصة مثل اختبارات الوظيفة الحركية أو ما تسمى بمهام الأصابع ؛ حيث يتم قياس حضور أو غياب الحركات الانسيابية لليد، من خلال رفع الأصابع وبسطها مع حساب الزمن .

-  قياس التأزر الحركي والعصبي: ويتم عن طريق تسليم الطفل ورقة بها كلمات مكتوبة بشكل خطأ، ويطلب من الطفل شطب كلمات وكتابة التعديل فوق أو أسفل ما تم تصحيحه .

ومن خلال ما سبق من عرض وتعقيب يتضح أن تشخيص صعوبات الكتابة يشمل جوانب متعددة، يجب الاهتمام بها جميعاً، ومن أهمها المظاهر النفسية المرتبطة بصعوبات الكتابة مثل القلق والخوف المرضي ... الخ ، المظاهر السلوكية التي تبدو علي الطفل أثناء الكتابة كالوضع الخطأ في الجلسة ، ونوع اليد التي يستخدمها، أو طريقة الإمساك بالقلم عند الكتابة، كما تشمل المهارات وطبيعة أدائه لها، مما يستلزم أن توجد لدى الأخصائي أدوات متعددة ومتنوعة ، حتى يستطيع أن يحدد الصعوبة ومظاهرها وأسبابها بدقة ومن ثم يمكن له أن يضع البرنامج المناسب للعلاج .

 الاتجاهات الحديثة في مجال علاج صعوبات تعلم الكتابة:

تتداخل صعوبات الكتابة ويؤثر كل نمط منها على باقي الأنماط الأخرى، ولذلك فأن التناول لأي منها بالعلاج أو التصحيح أو التعديل ، يمكن أن يسهم على نحو إيجابي في التصحيح غير المباشر للمهارات الأخرى .

وقد تعددت برامج علاج صعوبات الكتابة من حيث وجهة اهتمامها؛ فمنها ما اهتم بتعديل المهارات الحركية البصرية, واهتمت برامج منها بتحسين الإدراك البصري المكاني وتحسين الذاكرة البصرية للحروف والكلمات, في حين اهتم بعضها بعلاج تشكيل الأحرف أو تحليل المهام المتضمنة؟

يشير البعض إلي أن أكثر الاستراتيجيات شيوعا واستخداما مع صعوبات تعلم الكتابة، هي تلك التي تتمايز في ثلاثة محاور:-

المحور الأول: المواءمة أو التكيف: ويتركز على تخفيض أثر الكتابة على التعلم المعرفي.

المحور الثاني: التعدي أو التغيير: ويعتمد على الواجبات و التوقعات المتعلقة بحاجات الطالب الفردية للتعلم.

المحور الثالث: العلاج: ويشمل التدريبات و الممارسات التي تسهم في تحسين الكتابة.

وهناك عدد من الاستراتيجيات لعلاج صعوبات الكتابة منها:

-   أنشطة السبورة الطباشيرية: حيث تمكن الأطفال من تحريك و تدريب عضلات الأكتاف و الذراعين و اليدين و الأصابع.

-        توفير مواد أخرى لممارسة الحركات الدقيقة للكتابة مثل الألوان و الصلصال .

-        جلسة الطفل أو وضعه : وفيها يجب أن تكون جلسة الطفل مريحة ، من حيث وضع كل من الكرسي و المنضدة ، ومدى ملائمتها للعمر الزمني .

-   طريقة مسك القلم: فالطريقة الصحيحة لمسك القلم بين أصابع البنصر و الوسطى ، وتعلوه السبابة و يساندها الإبهام.

-   الورق: ولكي نساعد الطفل على الالتزام بوضع الورق الصحيح ، يمكن لصق شريط ملون يكون موازيا للحافة العليا في الدفتر .

-        استخدام قوالب أو حروف بلاستيكية:  ويمكن عمل قوالب تحتوي على مجسمات للحروف و الأرقام و الأشكال، ويطلب من الطفل أن يجسمها بأصابعه.

-   اقتفاء الحرف أو تتبعه: ويمكن كتابة الحرف بالخط الأسود الثقيل على ورق حائط ويطلب من الطفل تتبع أثر الحروف، أو إعادة طبع الحرف على ورق شفاف.

-   الورق المخطط أو تخطيط الورق: باستخدام الورق المخطط يمكن مساعدة الطفل على إحلال الحروف بين هذه الخطوط.

-        تدريس كتابة الحروف: حسب درجة صعوبتها من الأسهل للأصعب.

-   استخدام الدلالات اللفظية المنطوقة: ويتم ذلك من خلال شرح اتجاهات تكوين الحروف وأحجامها من أعلى لأسفل أو من أسفل لأعلى أو دائريا.

-        استخدام الكلمات و الجمل: ويتم ذلك بعد تعلم الطفل الحروف مفرده

ويشير فاز Fass (1990) فى هذا الصدد إلي ست مجموعات من المهارات ، التي يجب تدريب الأطفال ذوي صعوبات الكتابة عليها نوردها فيما يلي:-

1-  مهارات ما قبل الكتابة، ومنها مسك واستخدام الأدوات الكتابية, أنتاج رسم الخطوط, رسم الخطوط من خلال الإرشادات.

2-  مهارات كتابة الأحرف، ومنها أنتاج شكل الأحرف الكبيرة , و الأحرف الصغيرة, وترك فراغات مناسبة بين الأحرف .

3-    مهارات تعلم وصل الأحرف ببعضها.

4-    مهارات الكتابة المتصلة بالأحرف الصغيرة.

5-    مهارات الكتابة المتصلة بالأحرف الكبيرة.

6-    استخدام مهارات الكتابة المتصلة، وتتضمن كتابة من خلال نموذج، وكتابة ما يلي من كلمات وجمل.

إن الالتزام بالمحاور التالية قد يكون مفيدا وفعالاً مع ذوي صعوبات تعلم الكتابة:

-      السماح بمعايير منخفضة للكتابة المقبولة .

-      تقليل كمية العمل الكتابي كلما أمكن .

-      السماح للتلميذ يستخدم ذو الصعوبة بنسخ أو تسجيل الواجبات المنزلية.

-      جعل التلميذ يستخدم ورق الرسم البياني في الكتابة.

-      تدريب التلميذ على التصحيح الذاتي ومقارنة الأخطاء بالصحيح منها .

وباستعراض ما سبق أمكن للباحث استخلاص ما يلي :

-      تنوع الأهداف التي يجب أن تشتمل عليها برامج العلاج، باختلاف مظاهر صعوبات الكتابة وأسبابها.

-      تعدد وتنوع استراتيجيات و أساليب العلاج ، يتيح الفرصة للاختيار منها وفق نوع الصعوبة ومسبباتها.

-  برامج علاج صعوبات الكتابة ليست بالضرورة برامج تعليمية، تتم داخل قاعات الدراسة بل منها برامج إرشادية و نفسية .

-  المسئول عن تنفيذ برامج العلاج ليس المعلم وحده، بل قد يشارك معه الأخصائي النفسي و الاجتماعي و الأسرة.

 مقترحات لعلاج صعوبات الكتابة :

مما سبق عرضه اتضح تركيز الباحثين و المهتمين بمجال صعوبات تعلم الكتابة على الاستراتيجيات و الأساليب التي تعالج الضعف في مهارات الكتابة بشكل منفصل؛ فمنهم من اعتمد على النماذج الحركية، ومنهم من اعتمد على أسلوب تحسين الذاكرة البصرية، ومنهم من استخدم الدلالات اللفظية المنطوقة، وهذه الاستراتيجيات وتلك الأساليب لا بد وأن تضمها استراتيجيات، أو مداخل عامة للتدريس من أجل التغلب على صعوبات الكتابة ، والتي يقترح الباحث بعضها فيما يلي:-

1-  الأركان التعليمية : تعتبر الأركان التعليمية من الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها في علاج صعوبات تعلم الكتابة وهي عبارة عن أماكن يخصصها المعلم داخل الفصل لغرض محدد, وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من عملية التدريس ، بشرط أن يتوفر فيها مواد تعليمية ، مثل: الكتب , القصص, البطاقات، اللوحات, الصور التي تساعد التلميذ ذوي الصعوبة في الكتابة منها وعنها .

وتساهم الأركان التعليمية في علاج صعوبة الكتابة من خلال:

-           إتاحة  الفرصة أمام التلميذ ذي صعوبة الكتابة للعمل بنفسه , والاكتشاف ، والتفاعل مع أقرأنه.

-           السماح للتلميذ بكتابة المفاهيم التي تعرض عليه.

-           تنمية مهارات التعلم الذاتي.

-           إمداد الدروس العادية بأنشطة كتابية إثرائية، تساعد في التغلب على الصعوبات.

-           زيادة اهتمام التلميذ ذي الصعوبة بالمهارات اللازمة للكتابة بأسلوب جيد.

-           إتاحة الفرصة أمام التقويم المستمر للتلميذ ذوي الصعوبة، وتوضيح الأخطاء التي وقع فيها وتصويبها.

2-  التعلم التعاوني: يعتبر التعلم التعاوني أحد وسائل تنظيم البيئة الصفية, ويعتمد على اختزال عدد التلاميذ في مجموعات صغيرة غير متجانسة، من حيث قدراتهم وخلفياتهم العلمية, ويتطلب منهم أداء عمل مشترك ويعد التعلم التعاوني من الاستراتيجيات التي قد تساعد المعلم في علاج صعوبات تعلم الكتابة لدى تلاميذه ؛ حيث يسعى التلاميذ داخل المجموعة الواحدة إلي تحقيق أهداف مشتركة, ومعتمدين على بعضهم بعضاً.

ولكي يؤدي التعلم التعاوني دوره الفعال في علاج صعوبات الكتابة ، ينبغي الاهتمام بما يلي :

-    النظر إلي التعلم التعاوني على أنه إستراتيجية تدريسية, يبذل فيها التلميذ أقصى جهد ممكن بالتعاون مع زملائه داخل الجماعة لتحقيق الأهداف المنشودة .

-    يتسم التعلم التعاوني بالاعتماد الايجابي المتبادل بين التلاميذ ، مما يسهم بدوره إلي أن يتعلم التلاميذ بعضهم من بعض .

-    يستطيع التلميذ من خلال التعلم التعاوني ممارسة مهارات الكتابة بفاعلية داخل الجماعة وذلك من خلال القيام بالأنشطة التالية:

·          يكتب كل منهما للآخر في حين يتابعه الثاني في طريقة كتابته.

·          يلخص كل منهما ما فهمه من موضوع القراءة للأخر كتابة.

·          يتدرب كل منهم على تهجئة الكلمات وذكر معناها للأخر.

·          يستخلص كل منهم الفكرة الرئيسية و يكتبها للأخر

3-  الخبرة اللغوية: يعد مدخل الخبرة اللغوية من المداخل المهمة ، التي يمكن أن تساهم في علاج صعوبات تعلم الكتابة؛ حيث أنه مدخل يعتمد على استخدام اللغة و التفكير كأساس لتدريس القراءة و الكتابة، ويعتمد على الخبرات الشخصية للمتعلمين ذوي صعوبات الكتابة، والتي تحرر كتابة مما يساعد المتعلم على إدراك العلاقة بين اللغة المكتوبة و لغته الشفوية المألوفة.

ولكي يؤدي مدخل الخبرة اللغوية دوره في علاج صعوبات تعلم الكتابة ، ينبغي أن يتسم بما يلي :-

- اعتماد مدخل الخبرة اللغوية على خبرات التلاميذ ، ذوي صعوبات الكتابة بأشكالها المختلفة كمواد للكتابة .

- هذا المدخل لابد وأن يكامل بين مهارات اللغة الأساسية ( القراءة – الكتابة – الاستماع- التحدث ) .

- يؤكد هذا المدخل على الكفايات التي يتسم بها التلميذ في اللغة الشفوية ، والتي ستكون فيما بعد أساساً للغة المكتوبة .

- يعتمد هذا المدخل في علاج صعوبات الكتابة على المفردات، التي تتولد من حديث التلاميذ ذوي صعوبات الكتابة، وعلى المعلم ألا يفرض عليهم مفردات أو جملا بعينها.

4-  برامج الوسائط المتعددة الحاسوبية:يمكن القول بأن الحاسوب له دور كبير في التغلب على صعوبات تعلم الكتابة ، فهو يتميز بقدرة كبيرة من حيث السرعة و الدقة والسيطرة في تقديم المادة التعليمية, كما يساعد في عمليات التقويم المستمر ، ويصحح استجابات التلاميذ أولا بأول , وتوجيههم ووصف العلاج المناسب لأخطائهم , كما يمد التلاميذ بتغذية راجعة وفورية وفعالة .

ولكي تقوم برامج الحاسوب بدورها الفعال في علاج صعوبات الكتابة ، ينبغي الاهتمام بما يلي :-

-                توضيح الهدف المراد تحقيقه من البرامج .

-                تزويد التلاميذ ذوي صعوبات الكتابة بالمفاهيم، التي يلزم التركيز عليها وتحصيلها أثناء التعلم.

-                تحديد المدة الزمنية المتاحة للتعلم عن طريق الحاسوب.

-                شرح الخطوات التي على التلميذ إتباعها، لأنجاز البرامج وتحديد المواد و الوسائل .

-                تعريف التلاميذ بكيفية تقويم تحصيلهم لأنواع التعلم المطلوبة .

-                تحديد الأنشطة التي سيقوم بها التلميذ بعد انتهائه من تعلم البرنامج .

-      وتعتبر طريقة المحاكاة والنمذجة فعالة في علاج صعوبات الكتابة، عن طريق برامج الحاسوب ؛ حيث يواجه فيها المتعلم ذو صعوبة الكتابة تجارب، من خلالها يصل إلي الاكتشاف في التصحيح لطريقة الكتابة السليمة.

5-  التدريب الكتابي عبر دروس المنهج:  يأتي علاج صعوبات الكتابة عبر دروس المنهج ، انطلاقا من فلسفة تعليم الطفل القراءة و الكتابة من خلال إطار ثقافي مألوف له , ويأتي المنهج في مقدمة الأطر الثقافية التي يألفها التلميذ، ويعتاد على التعامل معها يوميا ، داخل وخارج المدرسة، وينصح عند استخدام هذا المدخل أن يتسم بما يلي:-

-                تركز التكليفات الكتابية على المهارات التي يعاني التلميذ من صعوبة فيها .

-                الاعتماد على إستراتيجية من شأنها التأثير في دافعية التلميذ وتغيير اتجاهاته نحو الكتابة .

-                 اختيار موضوعات المنهج التي يميل إليها التلميذ ويفضلها، لتكون مجالات للتدريب على مهارات الكتابة.

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 3140 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,418