الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

تأسيسا على ما سبق يمكن وضع مجموعة من الإجراءات يتم في ضوئها بناء مناهج التربية الدينية الإسلامية، وهذه الإجراءات هي:

1-    تحديد الأهداف العامة المراد تحقيقها: ومن أمثلة الأهداف العامة في التربية الدينية الإسلامية: تزويد التلاميذ بما بلائمهم من المعرفة الدينية المتعلقة بالعبادات مع حثهم على أداء الشعائر الدينية.

2-           ترجمة الأهداف العامة إلى أهداف خاصة – سلوكية -: ومن أمثلة ذلك:

-           يذكر معنى الصلاة.

-           يوضح الأقوال والأفعال التي يشتمل عليها تعريف الصلاة.

-           يذكر فرائض الصلاة.

-           يوضح حكم من يترك أحد فرائض الصلاة.

-           يذكر حكم من يقدم فرضا على آخر من فرائض الصلاة.

-           يحدد سنن الصلاة.

-           يحدد مبطلات الصلاة.

-           يعطى أمثلة لمبطلات الصلاة.

-           يستشعر مراقبة الله عز وجل عند أداء الصلاة.

-           يؤدى الصلاة في أوقاتها.  

3-    تحديد المفاهيم الأساسية التي تعتبر ترجمة للأهداف المحددة: واعتبار هذه المفاهيم بمثابة محاور تنتظم حولها المادة التعليمية، ويشترط في هذه المفاهيم تحقيق الترابط بين المفاهيم الفرعية، فضلا عن المرونة التي تسمح باحتواء أفكار ومفاهيم مساعدة. ولما كان الدين الإسلامي  يدور حول الإنسان وبنشد سعادته الدنيوية والأخروية، فإن شريعته جاءت لتشمل أحكاما من شأنها أن تصلح من علاقة هذا الإنسان بربه وبمجتمعه وبأفراده أسرته، فهناك مثلا الأحكام العقدية المتعلقة بالله وصفاته وبالإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وما فيه من حساب وثواب وعقاب وجنة ونار، وهذه أحكام من شأنها أن تصلح من علاقة الفرد بربه، وهناك الأحكام الأخلاقية وهو الفضائل التهذيبية التي تصلح من شأن الإنسان ليكون نافعا لمجتمعه كالصدق والأمانة والحياء والصبر والوفاء بالعهد.. .، وهناك كذلك الأحكام الفقهية وهى الأحكام العملية المتعلقة بأعمال العباد مثل العبادات والمعاملات والحدود والعقوبات والأحوال الشخصية.. وكلها أحكام تعمل على تكوين الإنسان الصالح.

ومن هنا ينبغي أن تدور مفاهيم التربية الدينية الإسلامية بالمراحل التعليمية المختلفة حول المفاهيم الدينية الرئيسة المتمثلة في الإلهيات، النبوات، السمعيات، العبادات، المعاملات، السيرة، الأخلاق باعتبارها مفاهيم حاكمة يدور حولها المنهج.

4-    اشتقاق مفاهيم فرعية من المفاهيم الرئيسة ثم ترتيبها وتنظيمها بطريقة هرمية في صورة مصفوفات أو خرائط متتابعة: ويتم ذلك عن طريق تحليل المفاهيم الرئيسة واشتقاق مفاهيم بسيطة منها، ثم تحلل المفاهيم البسيطة إلى مفاهيم أكثر بساطة وعمومية، وهكذا تتكرر العملية حتى يتم تكوين مصفوفة أو خريطة متدرجة بالمفاهيم الدينية يتوافر فيها الانتقال من المفاهيم البسيطة إلى المركبة، ومن المفاهيم السهلة إلى المفاهيم الصعبة.

5-    ضرورة تقديم المفاهيم المجردة جنبا إلى جنب مع المفاهيم المحسوسة في جميع مراحل التعليم: وذلك لأن تأخير مثل هذه المفاهيم يضر بالتكوين الخلقي للتلاميذ والتطبيع الديني لديهم، شريطة أن تقدم في المراحل الأولى من التعليم في صورة قصة واقعية ترتبط بحياة التلاميذ، أو تقدم محاطة بالأمثلة الواقعية، ويعد هذا قبيل تطويع المفاهيم المجردة لطبيعة هؤلاء التلاميذ.

6-    وضع تعريف محدد وواضح للمفهوم: يشمل الخصائص المميزة له، مع مراعاة موافقة طبيعة التعريف المقدم لطبيعة التلاميذ.

7-    ضرورة تقديم المفاهيم الدينية لتلاميذ مصحوبة بالأمثلة الموجبة والسالبة: التي من شأنها توضيح المفهوم وخصائصه.

8-    ضرورة ترتيب الأمثلة الموجبة والسالبة المصاحبة للمفهوم: وذلك على أساس منطقي – من السهل إلى الصعب – مع ارتباطهم بالخصائص المميزة له. وبيان الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والقواعد الشرعية والتطبيقات الدينية المتعلقة بكل مفهوم.

بناء المحتوى في ضوء القضايا المعاصرة للمجتمع ومشكلاته:

ارتبط هذا الاتجاه بحاجة المجتمع إلى مواجهة التطور المتلاحق والقضايا والمشكلات الناتجة عن هذا التطور، والتي حملت تحديات وإشكاليات واجهت الفكر الإسلامي، وحتمت ضرورة مواجهته للمستجدات التي واكبت هذه التحديات عن طريق فتح باب الاجتهاد من جديد ووضع الضوابط لممارسته، حتى لا يكون مدعاة للتفريط أو الإفراط، ولقد ساعد ذلك في الوقوف على الموقف الديني من مختلف القضايا والمستجدات التي طرأت على المجتمعات الإسلامية.

وتتمثل المتطلبات الدينية اللازمة للتلاميذ في ثلاثة محاور هي: " إعداد المتعلم المسلم إعدادا متكاملا متوازنا، وبناء المجتمع القوي المتماسك والمتوازن، والكشف عن جوهر الإسلام عقيدة وشريعة وإبراز ما فيه من قدوة ومرونة تجعله دين كل زمان ومكان ".

وتتعد المشكلات البيئية التي يجب أن يجب تطوير المحتوى وبناءه في ضوئها، ومنها: " المشكلة السكانية، والتلوث، والاستنزاف، التصحر، نقص الغذاء، أزمة الإسكان، الأمية، المواصلات، الطاقة، الأمراض المتوطنة، المعتقدات ".

ومن القضايا المعاصرة محل اهتمامات الطلاب والتي يمكن أن نستند إليها في بناء المحتوى " التعصب والتطرف والتبرع بها، وزيارة الأضرحة، والتوسل بالأولياء، نقل الأعضاء، والتطرف الديني، والاستنساخ، والإدمان، والتلوث، وحرية الرأي، والشورى، والتحكم في جنس الجنين، المشكلات الناتجة عن قضية العمالة الوافدة، والاعتماد على الخادمات الأجنبيات في تربية النشء، والسياحة، وعمل المرأة وحقوقها في التعليم، وزيادة معدلات تعدد الزوجات بين البحرانيين، وانتشار زاوج المسيار بين بعض أفراد المجتمع.

ونظرًا لأهمية قضايا حقوق الإنسان - كإحدى القضايا المعاصرة التي تحظى باهتمام على كافة المستويات الدولية والمحلية – وتوجه الدول إلى الاهتمام بتدريسها من خلال مناهج التعليم، رأى البعض ضرورة تضمين مفاهيم حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية.

المصدر: إعداد : الدكتور وجيه المرسي أبولبن مع الرجوع لبعض المراجع الخاصة بالدكتور مصطفي عبد الله.
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 532 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,643,654