يمكن بيان بعض الجهل بعقيدة التوحيد فيما يلي:
· أن من لا يعرف التوحيد يعيش في حياته أعمى، كالحيوان تنتهي حياته على الأرض وهو لا يدرى لماذا بدأت ويخرج منها وهو لا يدرى لماذا دخل إليها.؛ قال تعالى ( والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ).
· أنه إذا فشا الجهل بعلم التوحيد فسدت العقائد وفسدت الأعمال، وكثرت المعاصي والذنوب، فينزل الله – تعالى – بالمسلمين الذين أهملوا دينهم وضيعوه؛ قال تعالى: ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ).
· يؤدى عدم الإيمان بالله – تعالى – واليوم الآخر بصاحبه إلى الاغترار بالدنيا وجعل كل همه موجها لتحقيق مصالحه فيها قبل أن يموت؛ فهو يتكالب على أطماعها، ويجمعها من حلال أو حرام، ولا يهمه أن يلحق ضرر بغيره، وكل ما يهمه هو مصلحته الشخصية، وبهذه الروح الأنانية يتفكك المجتمع وتفسد المعاملة بين أبنائه.
· من آثار الجهل بعقيدة التوحيد الانحلال النفسي والخلقي، والذي يؤدى إلى تدمير الحياة المادية ذاتها؛ لأن الحضارة لابد منضمان يحميها ومؤيدات تحفظها، فقد اندثرت أثينا عندما عبدت الشهوة، وكذلكم الإمبراطورية الرومانية وغيريهما ممن فعلت مثلاهما.
· وقوع الأفراد في الشرك والذي يعد مهانة للإنسانية؛ لأنه إهانة لكرامة الإنسان وانحطاط بقدره ومنزلته؛ فقد استخلفه الله – تعالى – في الأرض وكرمه وعلمه الأسماء كلها وسخر له ما في السموات والأرض جميعا وأي إهانة للإنسان أكبر من أن يرى – إلى يومنا هذا – مئات الملايين من البشر يعبدون البقرة التي سخرها الله – تعالى – للإنسان لتخدمه وهى صحيحة ويأكلها وهى ذبيحة؛ قال تعالى – ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح إلى مكان سحيق ).
· تنتشر الخرافات؛ حيث يعتقد الفرد بوجود غير الله – تعالى – في الكون من كواكب أو جن أو أشباح أو أرواح أو غير ذلك؛ يصبح عقله مستعدا لقبول كل خرافة وتصديق كل دجال، وبهذا تروج في المجتمع المشرك بضاعة الكهنة والعرافين والسحرة والمنجمين وأشباه هؤلاء / ممن يدعون معرفة الغيب والاتصال بالقوى الخفية في الوجود، كما يشيع في مثل هذا المجتمع إهمال الأسباب والسنن الكونية.
· الشرك ظلم عظيم فهو ظلم للحقيقة وظلم للنفس للغير، فهو ظلم للحقيقة، لأن أعظم الحقائق: أن لا إله إلا الله ولا رب غيره ولا حكم سواه، ولكن المشرك اتخذ غيره – تعالى – إلها وبغى غيره ربا وابتغى غيره حكما؛ وظلم للغير لأن من أشرك بالله – تعالى – غيره؛ فقد ظلمه؛ حيث أعطاه من الحق ما ليس له؛ كما قال تعالى: ( إن الشرك لظلم عظيم ).
· الشرك مصدر للمخاوف، وذلك لأن الذي يتقبل عقله المخاوف ويصدق الأباطيل والترهات؛ يصبح خائفا من مصادر شتى من الآلهة وسدنتها، ومن الأوهام التي ينشرها هؤلاء السدنة والكهنة وإتباعهم ويروجونها بين الناس، لهذا ينتشر ظاهر؛ كما قال تعالى: ( سنلقى في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ملم ينزل به سلطانا ).
· الشرك معطل لإيجابية الإنسان ومعوق للعمل النافع، فهو معطل لإيجابية الإنسان واعتماده على نفسه – بعد الله تعالى – ذلك لأنه يعلم أصحابه الاتكال على الشفعاء والوسطاء؛ فهم يرتكبون الموبقات ويقترفون الآثام؛ معتدين على أن آلهتهم ستشفع لهم عند الله – تعالى – وهذا ما كان يعتقده مشركوا العرب؛ الذين قال الله تعالى: ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم وما ينفعهم ويقولن هؤلاء شفعاؤنا عند الله.. ).
· للشرك آثار في الآخرة إلى جانب آثاره في الدنيا، أما من ناحية آثار الشرك في الآخرة، فيكفى أنه لا يقبل المغفرة بحال، كما قال تعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيم )، وليس للمشرك مصير إلا النار أما الجنة فحرام عليه؛ قال تعالى: ( إنه من يشرك بالله فقد حرم عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار).
ساحة النقاش