السلوك الديني وعلاقته بالعقيدة الدينية :
السلوك هو أعمال الإنسان الإرادية ، المتجهة نحو غاية معينة مقصودة ، تهدف إلى تحقيق مطالب جسدية أو نفسية أو روحية أو فكرية ، سواء أكان ذلك لصالح الفرد أو المجتمع.( إيمان عبد المؤمن سعد الدين ، 2006 ، 39 )
والسلوك : سيرة الإنسان ومذهبه واتجاهه ، يقال : فلان حسن السلوك ، أو سيئ السلوك.
أما العقيدة بما تتضمنه من مفاهيم وسلوكيات ينبغى أن تبنى على أسس سليمة ، كما أنه من منطلق العقيدة الصحيحة يكون السلوك الصحيح ؛ لأن العقيدة التى يدان بها لها من السلطان على صاحبها ما يجعله ينقاد لها ويلتزم اتباعها ، كما أن سلوك الفرد مظهر من مظاهر عقيدته فبقدر صلاح العقيدة يكون صلاح السلوك ، فالعلاقة بين السلوك والعقيدة هى علاقة الدال بالمدلول ، أو الأثر بالمؤثر.
فالسلوك دليل الخلق ورمز له وعنوانه ، فإذا كان السلوك حسنا دل على خلق حسن ، وإن كان السلوك سيئا دل على خلق قبيح .
وحقا فالإيمان القوى يلد الخلق القوى حتما وأن انهيار الأخلاق وفساد المجتمعات مرده إلى ضعف الإيمان أو فقدانه كله بحسب مقدار الشر الموجود ، ومجتمع بلا عقيدة هو مجتمع بلا أخلاق ينتشر فيه الفساد واستحلال المحرمات كما هو الآن فى المجتمعات الغربية والانحلال الخلقى الذى نسمع به كل يوم فى الصحف.
كما أن السلوك هو الصورة الظاهرة للأخلاق ، والأخلاق هى الصورة الباطنة للسلوك ، كما أن الأخلاق أمر معنوى ، وهى صفة للنفس وسجيتها ، والسلوك هو الترجمة الظاهرية للخلق وهو أسلوب الأعمال ونهجها وعادتها.
كما أن الأخلاق هى المقياس الذى تقاس به أعمال الإنسان الإرادية فيحكم عليها بأنها خير أو شر ، فالدين عقيدة وعمل وأخلاق وسلوك ، والعقيدة فى القلب ، ومصداقها العمل الصالح ، وعنوان العمل الصالح الخلق الحسن ، والسلوك دليل عليه.