الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

تعد مسرحة المناهج مدخلا فعالا فى توضيح الأفكار واكتساب المفاهيم والقيم والاتجاهات والمهارات المختلفة، والمتضمنة فى المناهج الدراسية، وذلك فى سهولة ويسر، فالتلميذ الذى يشاهد حدثا ما ويتعرف فكرة معينة من خلال مسرحية قام بمشاهدتها، يستطيع أن يتفهم هذا الحدث وتلك الفكرة بشكل أوضح وأعمق وتثبت فى ذاكرته مدة طويلة ، عندما يشارك بنفسه فى تمثيل تلك المسرحية من خلال قيامه بلعب أحد أدوارها.

وعند استخدام الدراما فإنها تكون وسيلة وليست غاية فى حد ذاتها، فهى مدخل تدريس أكثر من كونها شكل من أشكال الفن ، لأنها محكومة فى إطار نظريات التعلم والنمو المعرفى، وطبيعة أهداف ومحتوى المنهج، وطبيعة المتعلم، وطبيعة المعلم من حيث مدى خبراته ومستواها تمكنه من المهارات التدريسية المختلفة، وطريقة إعداده، وفلسفته ورؤيته الخاصة عند تناوله المنهج وغير ذلك من العوامل التى تجعل من التمثيل والدراما كمدخل تدريس تختلف عن الدراما التى تقدم على المسرح التجارى وبالتالى فإن المقارنة فى غير موضعها .

ويعد هذا الأسلوب من الأساليب المناسبة للتدريب على مهارات لغوية مختلفة، ويعد أسلوب تمثيل الأدوار من الأساليب المكملة لأسلوب التدريس المصغر، ويكون بديلاً عنه فى بعض حالات التدريب على المهارات ؛  هنالك بعض المهارات التى يفضل التدريب عليها أو على بعض مهارتها الفرعية من خلال أسلوب لعب الأدوار ومن تلك المهارات : مهارة : ضبط النظام، تعزيز العلاقات الشخصية ومهارة طرح الأسئلة الصفية .

وتتعدد الأهداف التعليمية لمسرحة المناهج والدراما التعليمية لتشمل:

– تنمية القدرة على التعبير عن النفس من خلال مواقف متنوعة بعيدة عن التهديد .

– تنمية القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات من خلال مواقف الارتجال والمناقشات ولعب الأدوار .

– تحفز على التعلم والبحث وتجعل العملية التعلمية/التعليمية أكثر متعة .

– تحث على العمل الجماعي المنظم الهادف .

– تظهر مواهب الطلبة المختلفة.

– تسهم في معالجة الكثير من الاضطرابات مثل: الخجل، الانسحاب، الانطواء، العدوانية…الخ

– تنمي الذوق الفني لدى الطلبة من خلال استخدام الأدوات المختلفة : كاللباس، ووسائل النقل، ووسائل التفاعل الاجتماعي، والأزمنة والأماكن… الخ

– تسهم الدراما التعليمية في تبسيط المفاهيم المجردة وشرح الدروس بطريقة عملية تطبيقية ممتعة وتحقيق الأهداف بيسر وسهولة.

– كسر الجمود والروتين اليومي: يسهم أسلوب الدراما التعليمية في كسر الروتين والرتابة المملة في اليوم الدراسي والابتعاد عن أسلوب المحضرة الذي يكون فيه المعلم هو محور الدرس.

كما تتعدد أشكال الدراما التعليمية التطبيقية لتشمل:

 اولا – الدراما التعليمية كجزء من حصة دراسية : تستخدم الدراما في هذه الحالة في بداية أو نهاية الحصة التدريسية؛  لتعزيز وإثراء مفهوم معين ولتحقيق أهداف الدرس في المقام الأول وكتطبيق فعلي لأحداث الدرس، ويعتبر هذا الأسلوب من أنسب الأساليب للتطبيق في كافة الغرف الصفية وكافة المراحل الدراسية وبأقل جهد وتكلفة

ثانيا – الدراما التعليمية كحصة مستقلة : ويعتمد مضمون الدراما هنا على ما يراه المعلم مناسبًا لطلبته من أفكار تناسب قدراتهم وإمكانياتهم وقابلة للتنفيذ خلال حصة تدريسية تفي بالغرض.

ثالثا – المسرح المدرسي: وفي هذا الأسلوب يقوم المعلم بتدريب الطلبة على لعب الأدوار من خلال نص مكتوب بحيث توزع الأدوار على جميع المشاركين، من صفوف ومراحل دراسية مختلفة.

وفى هذا الإطار يجب أن يراعي المعلم خصائص التلاميذ لتلك المرحلة حيث يحدث تطور مهم في نمو فنون اللغة الأربعة: الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، إذ تزداد قدرة التلاميذ على الاستماع لفترة طويلة، وكذلك تنمو قدرتهم على التعبير عن أنفسهم بطلاقة وحيوية، ويتعلمون معظم المهارات التي تحتاجها عملية القراءة، فهم قادرون على تعرف كلمات كثيرة وفهمها ونقدها وتذوقها، وأيضًا تنمو مهارات الكتابة عندهم، ويقدرون على التعبير عن أنفسهم بأسلوب واضح صحيح، وبالتالي فإن تشجيع تلاميذ المرحلة الإعدادية على الإكثار من التحدث والتعبير عن أنفسهم، واختيار الموضوعات التي يحبون التعبير فيها شفهيًا أو كتابيًا، وإفساح المجال أمامهم بأن يشتركوا في النشاطات المدرسية، من شأنه أن يساعدهم على النمو اللغوي، والكتابة الوظيفية والإبداعية، وكذلك التحدث والتعبير بأسلوب جيد دون خطأ أو ارتباك، وينمي لديهم مجموعة من العادات والاتجاهات والميول السليمة، علاوة على أنها تكسبهم معلومات جديدة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 157 مشاهدة
نشرت فى 1 ديسمبر 2022 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,591,577