العوامل التي تؤثر في لغة الطفل:
فيما يلي دور هذه العوامل في نمو لغة الأطفال وهي على النحو التالي:
العوامل الوراثیة: وتتضمن ھذه العوامل مجموعة من العوامل المرتبطة بالوراثة وهي:
أ-عامل الجنسFactor sex :تشیر الدراسات إلى الفروق بین الجنسین في مجال التطور اللغوي؛ حیث كشفت وجود فرق جوھري لصالح الإناث في جوانب التطور اللغوي عند الأطفال، وأوضحت الدراسات أنه في كل مرة تحث فيها مقارنة التطور اللغوي لمجموعة من الفتیات ومجموعة الفتیان متكافئة في المستوى الاقتصادي العوامل المؤثرة في نمو الأطفال اللغوي والاجتماعي والذكاء كانت النتائج لصالح الإناث، وتمركزت الفروق على امتداد عمر الإناث والذكور، وذلك مع بدایة النطق للكلمة الأولى أو في طول الجملة أو في الحصیلة اللغویة. وفیما یتعلق باضطرابات الكلام وعیوبه یبدو واضحاً أنها مألوفة أكثر لدى البنین أكثر من البنات, ولقد تبین أن البنین الذین لديهم عیوب كلامیة مثل التلعثم یبلغ خمسة أضعاف مما ھو عند البنات اللواتي لديهن مثل ھذه العیوب, ویشیر میللرMillerأنه في معظم الأعمار كان كلام البنین أقل وضوحاً وبلغت نسبة الكلام المفهوم في سن (السنة والنصف38 %)لدى البنات، في حین بلغ (14 )%لدى البنین. وقد فسر كون Cowan سبب ھذا التفوق بأن معظم دراسات الفروق بین الجنسین في الأداء اللغوي كانت قد أجرتها إناث، وثبت أن جنس الفرد الذي یطبق اختبارات الأداء اللغوي يؤثر في درجات ھذه الاختبارات كما یؤثر فيهاا جنس الطفل الذي یطبق عليه هذه الاختبارات، لذا فإن كثيرا من الدراسات التي قررت أن الفرق لصالح البنات في الأداء اللغوي في مرحلة الطفولة المبكرة قد تكون ناتجة عن حقیقة أن معظم الاختبارات التي طبقت في ھذه الدراسات إنما طبقتها إناث.
یختلف العلماء في تفسیر ھذه الظاھرة, ویبدو أن اختلافھم یرتبط بالخلفیة العلمیة التي ینتسبون إلیھا، فعلماء النفي البیولوجي ینسبون ھذه الفروق إلى عوامل بیولوجیة، في حین أن علماء النفس الاجتماعیین ینسبونها إلى فروق الظروف والبیئة الاجتماعیة التي یعیش فيها الطفل. ھذا ما لاحظه العالم لینبرج Luneburg من أن المخ عند البنات ینضج في وقت مبكر عنه عند البنین، خاصة فیما یتعلق بتمركز وظیفة الكلام في الفص المسیطر على ھذه الوظیفة ذلك أن النضج اللحائي في ھذه الحالة یساعد على الإسراع في إخراج الأصوات وكذلك معدل إكساب اللغة، و أوضحت دراسة أخرى تفوق الإناث على الذكور في اللغة المكتوبة والقراءة، كذلك أشارت دراسة أخرى إلى وجود فروق بین الجنسین في أداء النصفین الكرویین للمخ إتقان حروف الهجاء والفهم القرائي والفهم اللغوي. بینما أشارت دراسات أخرى إلى دور العوامل الاجتماعیة والثقافیة للأسرة, وبینت أن عامل الجنس لیس له تأثیر في الأداء اللغوي بین الذكور والإناث عند تثبیت المستوى الثقافي للأسرة. وعلى ضوء النتائج التي توصل إليهاا العلماء یمكن القول إنه توجد فروق في الأداء اللغوي بین الجنسین العوامل المؤثرة في نمو الأطفال اللغوي ذكور وإناث" ویمكن تفسیر هذه النتیجة في ضوء أسباب اجتماعیة، حیث تشجع الأسرة المعاصرة أطفالھا على النمو اللغوي وإثراء الأداء اللغوي بصرف النظر عن جنس الطفل، فهي تأمل في أطفالها أن یحققوا الراحة المادیة والاجتماعیة وأن یصلوا إلى وظائف مناسبة و مرموقة حتى یتسنى لهم السعادة في معیشتهم في التخفیف من حدة ھذه الفروق بین الجنسین، فالآباء كذلك تلعب التنشئة الاجتماعیة الحدیثة دوراً مهماً الواعون لا یفرقون في معاملتهم بین الذكر والأنثى من الناحیة التعلیمیة وإثراء الأداء اللغوي، بل يهتمون بأطفالهم من أجل النجاح والاستمرار في السلم التعلیمي والأداء اللغوي لقدراتهم ولاستعداداتهم للتعلم.
ب-عامل الذكاءFactor Intelligence : من المتفق عليه بین العلماء أن مفهوم الذكاء ھو القدرة على حل المشكلات، ویلاحظ أن الأطفال الذین یجیدون التعامل مع حل المشكلات وتناول المجردات ھم الأطفال الذین لديهم قدرات لغویة وعددیة عالیة. وقد أشارت نتائج دراسة (نبیلة عواد) إلى وجود ارتباط موجب بین الذكاء لدى الجنسین وبعض مهارات اللغة، ویرتبط المحصول اللفظي عند الأطفال ارتباطاً عالیاَ بنسبة ذكائهم. ویرى علماء التربیة وعلماء النفس أن النمو العقلي للإنسان یرتبط بنموه اللغوي، وأنها كلما تطورت لغة هذا الإنسان ارتقت قدراته العقلیة وذكاؤه وتفكیره، وأكد (بیاجیھ )أن الأفكار والمفاهيم تكتسب من المجتمع لأنه الوسیلة لاكتساب ھذه الأفكار والمفاھیم ونموھا ونمو المخططات العقلیة المنبثقة والمتطورة عنها في السیاق الاجتماعي وھي اللغة، لذلك فإن اللغة في رأي "بیاجیھ" تساعد الطفل على تصنیف إدراكاتھ وعلى تثبیتها في ذهنه وعلى التفكیر المستمر في العلاقات الدقیقة بینها، كما تدفعھ على الابتكار، لأن الإنسان عندما یعبر عن الأفكار والمعارف یركب وینشئ عباراتھ ضمن عملیات ابتكارية ذھنیة متمیزة، فإن من الصعب أن ینمو الذكاء دون نمو اللغة. لمعرفة نسبة الذكاء، وإن للذكاء دوراً ھاماً لیس تأسیساً عما تقدم اعتبرت المهارات اللغویة مقیاساً مهما فقط في بدء عملیة الكلام عند الأطفال، وإنما یؤدي الدور الأكبر في عملیات اكتساب اللغة عند الأطفال من خلال التفاعل المستمر للطفل مع البیئة الاجتماعیة والثقافیة المحیطة به العوامل المؤثرة في نمو الأطفال اللغوي.
جـ-عامل النضج والعمر الزمنيFactor Age Chronological and Maturation: تعتمد عملیة اكتساب اللغة إلى حد كبیر على النضج البیولوجي، حیث تتطلب التطور الملائم لمناطق الدماغ الخاصة بالكلام، والتي تتحكم بآلیات ربط الأصوات والأفكار وإنتاج الكلام الذي یتطلب تناسقاً إلى حد كبیر بین حركات التنفس، وحركات الشفاه، وحركات اللسان، والفم والأوتار الصوتیة. معقداً ودلت الدراسات على أن الطفل الذي تتطور لديه مناطق الدماغ المهمة للكلام واللغة قبل غیره من الأطفال الآخرین، فإنه یتفوق عليهم في اكتساب اللغة، ویستند ھذا العامل إلى الطبیعة المتضمنة عملیة التطور النمائي في حد ذاتها، أن كل تطور ینعكس بالضرورة في زیادة القدرات والمهارات المختلفة بحیث تتناسب مع كل مرحلة عمریة. وتزداد الحصیلة اللغویة كلما كبر الطفل في السن، فنمو الطفل یتوافق نمو المدركات الحسیة مع نمو الحركات الكلامیة، كذلك یزداد نموه العقلي وتزداد خبرات الطفل وقدراته على التقلید، فقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن لغة الأطفال تتغیر كمیاً من حیث الطول، فینتقل الطفل من استعمال كلمة واحدة إلى استعمال جملة بسیطة وتزداد طول الجملة بتقدمه في العمر.
د-الوضع الصحي والحسي للفردphysical: position Sensory :
تتأثر مهارة اكتساب اللغة بسلامة الأجهزة الحسیة السمعیة والبصریة والنطقیة للفرد، فكلما كان الطفل أكثر حیویة ونشاطاً وأكثر سلامة في النمو الجسمي والصحة العامة كلما كان أكثر قدرة على الإكمال بما یدور حولھ، فالنشاط یساعد على اكتساب اللغة، ھذا بعكس الطفل الذي تكون صحتھ متدھورة ونشاط محدود. فقد قام سمیثSmith بدراسة مقارنة على مجموعتین من الأطفال تتكون أولاھما من أطفال أصیبوا بأمراض مختلفة في حیاتهم الأولى، وتتكون الثانیة من أطفال یتساوون مع أفراد المجموعة الأولى في كل العوامل المختلفة المؤثرة في اكتساب اللغة ما عدا المرض/ ودلت النتائج أن العمر المتوسط لبدء الكلام یبلغ من (1-11شهرا) في الجماعة الأولى، و(2-10 أشهر و9 في المجموعة الثانیة.
ویتضح مما تقدم أن المرض الذي ینتاب الطفل في السنین الأولى من حیاته یؤخر نموه اللغوي إلى حد في التأخر اللغوي، ومن المعلوم أن اللغة ظاھرة قویاً ما، والمرض المتصل بعملیة الكلام تؤثر تأثیراً تعتمد على المحادثة، وفي كثیر من المناسبات إن تطور اللغة صعب جداً عند الأصم ربما بسبب عدم قدرته على السمع والاستیعاب اللغة المحكیة
ھـ-الرغبة في التواصلcommunication in Desire:
یعد التواصل أكثر الرغبات التي تدفع الطفل مع الآخرین فیزداد عنده الدافع لتعلم اللغة، ویحب الوقت الذي یقضيه في التحدث مع الآخرین، فنلاحظ أن طفل العائلة كبیرة الأفراد فأصغرھم یتواصل معهم بالحدیث والتقلید فیساعده على تعلم اللغة أكثر من طفل لا یتواصل مع الآخرین أو یكون متواجد جداً بأسرة قلیلة العدد و لا تتكلم كثیراً معه، فيفتقد لتعلم اللغة مثل ذاك الطفل.
و-الشخصیة: Personality
لصحة الطفل العقلیة و الطفل الطفل الذي لا یتمتع بتكیف نفسي سلیم، یعتبر الكلام على الأغلب مؤشراً الذي یتمتع بشخصیة متكیفة یمیل إلى التحدث بشكل أفضل نوعاً وكماً. في الأداء اللغوي للطفل، فالخوف والقلق وحالة الحرمان إن الحالة النفسیة للطفل تؤثر تأثیراً كبیراً والجوع العاطفي والصراعات الأسریة تؤدي إلى جو متوتر، وعدم الشعور بالأمان وإلى اضطراب الطفل فالحالة النفسیة التي تنتاب الطفل تؤثر في سائر الوظائف الحیویة بصفة عامة الأداء اللغوي بصفة خاصة.
ساحة النقاش