دور الأسرة والأم بصفة خاصة في تنمية المهارات اللغوية لدى أطفالها :
يتم ذلك عن طريق عدة أمور تتمثل فى الآتى :
1-إتاحة الفرص للأطفال للتعبير عن رغباتهم وميولهم وتشجيعهم على ذلك وحفزهم على التحدث عن الخبرات اليومية التي مروا بها، ثم إثراء خبراتهم من خلال توفير الفرص لمقابلة أشخاص جدد، وإعطائهم فرص التعرف إلى أماكن وأدوات وألعاب لم يألفوها من قبل، وتعريضهم لمواقف متنوعة على أن يتبع هذا مناقشاتهم في هذه الخبرات والمواقف الجديدة والتعليق عليها بقصد تثبيتها وتعميقها.
2-إتاحة الفرصة للأطفال للاستماع إلى ما تقدمه الإذاعة المرئية والمسموعة من برامج تبث للأطفال بقصد تنمية ميولهم وتوسيع مداركهم وحفزهم على التطلع إلى مزيد من القراءة والاطلاع.
3-توفير البيئة في المنزل لتوثيق العلاقة بين الطفل والممارسة اللغوية ، وهذا الإجراء يمكن أن يبدأ في الأسرة في وقت مبكر من حياة الطفل عن طريق قراءة الوالدين لطفلهم القصص القصيرة المسلية والمشوقة، أو عن طريق إهداء الأطفال بعض القصص المصورة والأشكال التي تعبر عن تساؤلاتهم واستفساراتهم الكثيرة، بغية الحصول على الحقائق والمعلومات التي يريدونها مما ينجم عنه إدخال السرور إلى أنفسهم، وبالتالي إقبالهم على استعمال الكلمات باعتبارها جزءا ممتعا يحصل من خلاله الطفل على ما يرغب .
4-توفير بيئة لغوية وثقافية في الأسرة مما يساعد على إثراء خبرات الطفل وتنمية مهاراته اللغوية، وذلك عن طريق سلوك الوالدين في هذا المجال بأن يشيعوا في الأسرة جو الحوار والمناقشات الهادئة والهادفة ، ويأتي ذلك من خلال كون الوالدين قدوة ونموذجا للأطفال .
يتعرض استخدام الطفل للغة فى وصف عالمه وتصنيفه لنوعين من التغيرات خلال سنوات ما قبل المدرسة . من الناحية الأولى ، نجد أن الكلمات قد بدأت تدل على أشياء ووقائع محددة بدرجة أكبر وأكبر . ذلك أن الطفل فى الثالثة من عمره قد يستخدم كلمة "كلب" لترمز الى كل حيوان ذى أربعة أقدام ، أو كلمة سيارة لترمز لكل عربة لها عجلات . فالكلمة وشبه الجملة تستخدم لترمز الى مزيج من عدة أفكار ، فالطفل قد يستخدم كلمة "أكل" لشير الى الطعام ، أو الى عملية تناول الطعام أو الى تغذية الأم للطفل . وبازدياد النضج يصبح استخدام الكلمات استخدامًا متمايزًا حتى أن الكلمة أو شبه الجملة لا تشير الا الى شىء أو واقعة محددة معينة . وفى سن الخامسة نجد أن كلمات مثل : كلب ، سيارة ، أكل ، أصبحت تستخدم بنفس التحديد الذى تتميز به لغة الكبار.
وفى كل لغة كلمات ترمز الى أشياء مادية محددة ( مثل كلب وقطة وموزة ولبن وسيارة وشاحنة ) وكلمات أخرى تشير الى أصناف من الأشياء التى تشترك فيما بينها فى بعض النواحى أو الخصائص ( مثل حيوانات وطعام وعربات ) . وتلك النوعية الأخيرة من الكلمات تتميز بدرجة تجريد أعلى من كلمات النوع الأول .
و ازدياد الدقة فى استخدام الكلمات المجردة هو النوع الثانى من التغيرات التى تطرأ خلال هذه الفترة .
وثمة تطوران لغويان يحدثان فى وقت واحد أولهما أن الطفل يتعلم استخدام كلمات محددة لأشياء محددة . فهو يقصر استخدام كلمة " كلب " على الأشياء المناسبة ، ولا يعممها على كل الحيوانات . وثانيهما أنه يتعلم الكلمات المجردة التى تمثل خاصية عامة تشترك فيها مجموعة من الأشياء المختلفة .
ساحة النقاش