تعليقات وردود أفعال..
مأثورات قبل وبعد 25 يناير
وصف زعماء العالم وقادته وكبار كتابه وصحفيه ثورة 25 يناير التى أطاحت بحكم استمر لمدة 30 عاما فى مصر بأنها ثورة تاريخية انسانية واخلاقية عمادها الشباب، وأبدوا اعجابهم بها وبما أعقبها من إصرار على التغيير.
قدم المصريون، من خلال تحرك شعبى جماعى تكاملت أسبابه واتحدت أهدافه, نموذجا رائعا لفت أنظار العالم، وأعادت الأمل فى التغيير والقدرة على الإصلاح، وقال عنها الرئيس الامريكى أوباما: "يجب أن نربى أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر"، وعلق ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا عليها قائلا: "علينا أن نفكر جيدا فى تدريس الثورة المصرية فى المدارس"، أما سلفيو بيرلسكونى رئيس وزراء ايطاليا السابق فقد أكد "أنه لا جديد فى مصر.. فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة"، وعبر ستولتنبرج رئيس وزراء النرويج عن سعادته بنجاح الثورة قائلا: "اليوم كلنا مصريين"، ووصف هانز فيشر رئيس النمسا الشعب المصرى بأنه أعظم شعوب الأرض ويستحق جائزة نوبل للسلام.
أما أركان النظام القديم فكان لهم رأى آخر فى تلك الثورة أثناء مخاضها فأصبحت أقوالهم مأثورات غير صادقة جانبها الصواب، وكان الرئيس السابق مبارك على ثقة من أن تلك المظاهرات التى شكلت الثورة لن تستمر طويلا وأنها "هوجة وستمضى"، ولم يدرك خطورة ما يجرى، وتعمد الاستهانة بالشعب وإهانته، عندما ألقى خطابه فى مستهل الدورة البرلمانية الجديدة امام مجلس الشعب المزور قائل: "إن الانتخابات الاخيرة لمجلس الشعب 2010 بما كشفت عنه من ايجابيات وسلبيات هى خطوة مهمة على الطريق وكل انتخابات نجريها إنما تضيف لتجربتنا الديمقراطية وتطرح دروسا للتمعن فيها والاستفادة منها"، وتحدث فى ذات الخطاب عن التحرك الموازى الذى شكل فيه المعترضون على الانتخابات المزورة برلمان مواز قائلا: فى سخرية اثارت السخط "إحنا معندناش برلمان مواز، خليهم يتسلوا".
أما رموز النظام ورجالات الحرس القديم فقد أصروا على تصوير ما يحدث على انه مجرد اعمال شغب مدفوعة من قوى خارجية وداخلية لاتريد الاستقرار لهذا البلد..ففى 16 يناير وقبل انطلاق الثورة بتسعة أيام ، وصف أحمد أبو الغيط وزير الخارجية آنذاك في تصريحات صحفية على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة الاقتصادية العربية الثانية انتقال النموذج التونسى لاى دولة عربية "بالكلام فارغ " .
وصبيحة انطلاق الشرارة الاولى للثورة وفى يوم الاربعاء 26 يناير اكد صفوت الشريف، أمين عام الحزب الوطني ورئيس مجلس الشورى فى ذلك الوقت انحياز الحكومة الكامل للمواطنين، وأن مطالب الناس فوق رؤوس الحكومة والحزب ، وفى 27 يناير اعلن انه لاصحة للشائعات التى ترددت عن تعديل وزارى مرتقب وراح يعلن ان الحزب الوطنى لديه الثقة فى سياساته وفيما تحقق من انجازات وانه لاتوجد "بطحة" نخاف منها لان عطائنا كله للوطن وسوف نظل واثقين شامخين .
وفى أول تعليق على الأحداث التى شهدتها مصر أكد أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق يوم 27 يناير أنه يجب الاستماع إلى الشباب فى كل الأحوال ماداموا يتحدثون بطريقة سلمية ، بعيدة عن أى عنف ، وإنه بغض النظر عن من وراء هؤلاء فإن مشكلات البطالة وارتفاع الأسعار والفساد نناقشها بمنتهى الجدية فى مجلس الشعب ونحاول البحث عن حلول لها .
كما أكد أن مجلس الشعب 2010 مجلس شرعى ، وأنه بصفته أستاذ قانون فإنه يحترم الشرعية وعندما يصدر أى حكم من محكمة النقض ببطلان عضوية أى نائب فإنه يحترم الحكم ، ورفض التعليق على بيان الحكومة حول الأزمة قائلا " أنا رئيس مجلس الشعب ولست فتحى سرور الشخص ، وهذه الأمور تتم مناقشتها من نائب الشعب تحت قبة البرلمان" .
وحول مطالبة البعض بأن يتحدث الرئيس عن الأحداث الحالية لما يتمتع به من ثقة ومصداقية وحب الناس ، علق سرور قائلا .. "لاشك أن هناك ثقة فى الرئيس لكن الرئيس يعلم ماهو الوقت المناسب الذى سوف يتحدث فيه".
واعرب عن توقعه بتغيير تركيبة المجلس بزيادة نسبة المعارضين ..مشيرا الى انه سبق وأن أسف لعدم وجود المعارضة بشكل ملحوظ فى برلمان 2010 ..راجيا ان يتبدد هذا الاسف عند الفصل فى صحة العضوية.
ومن جانبها استمرت زوجة الرئيس السابق حسنى مبارك فى ممارسة نشاطها ، واستقبلت يوم الخميس 27 يناير وفد "مبادرة شركاء من أجل بداية جديدة " الأمريكية والمتعلقة بتطوير العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي والعربي وناقشت معهم تنفيذ المبادرة التى كانت ترجمة للرؤية التي طرحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال خطابه بجامعة القاهرة فى عام 2009.
وفى جمعة الغضب 28 يناير اجمع محافظو محافظات الجمهورية أن المظاهرات خفت حدتها وأن قوات الامن تتصدى للخارجين على القانون ومن يحاولون القيام باعمال تخريب وانها تقوم بتأمين المرافق الحيوية وحماية المواطنين .
وعندما القى خطيب الازهر خطبته فى يوم جمعة الغضب لم يأت على ذكر الثورة بل كان يتحدث عن طاعة ولى الامر وانفجر الوضع داخل الازهر وتوجه المصلون من الازهر الى ميدان التحرير لينضموا الى المتظاهرين.
وفى محاولة لتوحيد الجهود لمواجهة الاحداث اكدت عائشة عبدالهادي وزير القوى العاملة والهجرة السابقة انه تم التعاون بين وزارتها ووزارة المالية لوضع آليات لكيفية تعويض المضارين نتيجة الأحداث التي تمر بها البلاد ، وأنه تم انشاء غرفة عمليات بكل مديرية من مديريات القوى العاملة والهجرة في كافة محافظات مصر .
وباعلان اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق فى جمعة 11 فبراير والمعروفة ثوريا ب " جمعة الزحف " ان الرئيس مبارك قرر تخليه عن منصب رئيس الجمهورية و تفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شئون البلاد ، تأكد نجاح الثورة.
ساحة النقاش