ديلى تليجراف: البرادعى مُدّعِى على مصر

رأت صحيفة ( ديلي تليجراف) البريطانية أن انسحاب الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحائز على جائزة نوبل من الانتخابات الرئاسية بسبب الأجواء المصرية غير الديمقراطية، مجرد زعم غير واقعى، واصفة البرادعى بـ" المدعى"، مؤكدة أن مصر شهدت تحولات جذرية حقيقية نحو الديمقراطية، كما شهدت ثورة شعبية مؤثرة.

وأكدت الصحيفة أن البرادعي اضطر للانسحاب والخروج من المنافسة لاتهامه للحكام العسكريين بالفشل في قيادة المرحلة، وتهيئة الظروف المنافسة لانتخابات حرة ونزيهة, وإرساء قواعد الديمقراطية التي قامت على أساسها الثورة المصرية ليؤكد أن ضميره لا يسمح له بالترشح للرئاسة أو أي منصب رسمي آخر ما لم تكن هناك ديمقراطية حقيقية.
وبالرغم من ذلك لم تنكر الصحيفة أن قرار انسحاب البرادعي من المنافسة في الانتخابات الرئاسية يعد ضربة أخرى لمصداقية المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي اتهم بالعديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان منذ تنحى الرئيس مبارك.
وأبدت الصحيفة تخوفها من تأثير انسحاب البرادعى على المستقبل السياسي لمصر، لأن القرار يعني فقدان مصر لشخصية مدنية من ذوي الخبرة الدولية، كما لفتت إلى مخاوفها من هيمنة الإسلاميين على رئاسة مصر، بعد هيمنتها على البرلمان المصري المنتخب.
وأشارت إلى إشادة البرادعي بالشباب الثوري الذي قاد الانتفاضات الشعبية ضد الرئيس السابق مبارك في الربيع الماضي، لكنه أكد أن النظام السابق لم يسقط, منددا بالسياسات القمعية التي يمارسها المجلس العسكري وتقديم الثوار للمحاكمة في المحاكم العسكرية بدلا من حمايتهم.
وأكد البرادعي على إصرار القادة العسكريين على عدم التخلي عن كامل الصلاحيات لحكم مدني، حتي بعد أن يتم انتخاب الرئيس في النصف الثاني من العام الجاري, عندما قال إن قباطنة السفينة لا يزالون يسيرون في المياه القديمة، كما لو أن الثورة لم تحدث.