جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
اخناتون فرعون التوحيد رجل لكل العصور
كاتبة مصرية : اخناتون فرعون التوحيد رجل لكل العصور ووطن من لا وطن له
- في تحليلها لجانب من شخصية فرعون التوحيد في مصر القديمة أمنحتب الرابع الشهير باخناتون ترى الكاتبة المصرية مرفت عبد الناصر أن الملك الذي كان أول متمرد في التاريخ أصبح رجلا لكل العصور ورمزا للامريكيين الافارقة والمهمشين والضعفاء الذين ادعوا حق امتلاكه.
وترصد في كتابها (معنى الوطن) اهتمام مفكرين وفلاسفة وموسيقيين وأدباء وسياسيين في القرن العشرين باخناتون بسبب الاغراء المتمثل في ثراء شخصيته كرومانسي حالم وشاعر مسالم وثائر مثالي وبطل ملحمي فهو "الشخصية الراديكالية الاولى في التاريخ...مؤسس أول مدينة فاضلة."
وكانت مصر حتى عهد والد أخناتون الملك أمنحتب الثالث الذي حكم بين عامي 1417 و1379 قبل الميلاد تحكم من العاصمة التقليدية طيبة (الاقصر الان) على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة في ظل سيادة ديانة امون وفيها كان الكاهن الاكبر لمعبد امون بالاقصر يمثل سلطة دينية ويفرض نوعا من الهيمنة حتى على الاسرة الملكية.
وحكم اخناتون البلاد تقريبا بين عامي 1379 و1362 قبل الميلاد وغير ديانة امون الى ديانة اتون التي لخصها تجريديا بقرص الشمس ونقل عاصمة الدولة الى أخيتاتون (تل العمارنة محافظة المنيا الحالية) شمالي العاصمة طيبة.
وكانت نهاية عهد اخناتون مفاجئة وما زالت مرحلة (العمارنة) غامضة وينتمي الى تلك الفترة أربعة ملوك هم اخناتون وسمنخ كارع وتوت عنخ امون واي الذي اتسم عهده بالضعف لكن القائد العسكري البارز حور محب الذي دمر مدينة أخيتاتون اعتبر العمارنة زمن تمرد وتمكن من اعادة الهيبة للدولة حين تولى الحكم تقريبا بين عامي 1348 و1320 قبل الميلاد مؤسسا لبداية عصر الرعامسة الذي بدأ بحكم رمسيس الاول عام 1320 قبل الميلاد.
وتتساءل مرفت عبد الناصر عما اذا كان اخناتون ثائرا حقيقيا أم مجرد متمرد على سلطة أبيه لاثبات ذاته مستندة الى أنه كان محورا لنظريات التحليل النفسي الفرويدية وبخاصة "تمرده السافر على أبيه وعلاقته القوية بأمه تي التي كان لها تأثير كبير على تكوينه النفسي والفكري."
والكاتبة تعمل أستاذة للطب النفسى بجامعة كنجز كوليدج بلندن ولها سلسلة كتب للاطفال في 40 جزءا عنوانها (موسوعة التاريخ المصرى القديم) تتناول الفن والملوك والملكات والحياة اليومية للمصريين القدماء وكتب أخرى منها (لماذا فقد حورس عينه) و (ايزيس وأخواتها) و(ايمحوتب.. الطبيب الذي بنى أول الاهرام).
وكتاب (معنى الوطن) يقع في 155 صفحة متوسطة القطع ويصدر في القاهرة يوم الاربعاء عن (نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع) ويضم فصولا محورها مفهوم الوطن بالتطبيق على أعمال فنية منها فيلما (قندهار) و(المريض الانجليزي) والمسلسل التلفزيوني (أوبرا عايدة) وبعض أعمال الشاعرين اليوناني قسطنطين كافافي والتركي ناظم حكمت وملحمة الكاليفالا الفنلندية.
وتقول مرفت عبد الناصر ان محاولات "البعث الاخناتوني" تبدو منطقية مشيرة الى أنه أصبح لدي "مسلمي أمريكا السوداء رمزا للنبي الذي يجمع بين الاسلام والاصول المصرية للقارة الافريقية. وبهذا تحول اخناتون أدبيا وفكريا لرجل لكل العصور" وتتجدد حياته وفقا لاحتياجات وأشواق الحالمين بالعدل.
وتضيف أن الامريكيين من أصل افريقي يعتمدون في أيديولوجيتهم "الافرومركزية" على استثمار رأس المال الثقافي المصري المستلهم من مصر القديمة في صراعهم "ضد العنصرية" وتنقل عن لويس فرقان زعيم جماعة (أمة الاسلام) التي تأسست عام 1930 قوله في أولى خطبه "أعجوبة العالم الكبرى هي أبو الهول والاهرامات.. تاريخ العالم كله محفور هناك في الصخر.. أسرار الاهرامات ما زالت تخفى على الجنس الابيض وهذا الاسد الذي يحمل وجه رجل أسود ما زال يصرخ فيهم أنا الاسد. أنا الزعيم. أنا الملك.
أنا موجود قبل أن تأتوا وسأظل من بعد أن ترحلوا. أنا البداية وأنا أيضا النهاية."
وتقول ان السود في أمريكا وجدوا في اخناتون بملامحه الافريقية "رمزا حماسيا حيا يجسد افريقية الحضارة المصرية... أصبح اخناتون جذرا تاريخيا يربط الثائر الاسود في أي مكان بالارض الافريقية وأصبح ضعفاء ومهمشو العالم يرغبون في الانتساب اليه ويدعون حق امتلاكه فلقد صار اخناتون وطنا لكل من لا وطن له" الى الآن.
وترى أن السود يستمدون أيديولوجيتهم الافرومركزية من الدينين المسيحي والاسلامي وأن مؤلف كتاب (فجر الضمير) عن مصر الفرعونية عالم المصريات الامريكي جيمس هنري بريستيد لعب دورا كبيرا في تشكيل هذه الايديولوجية وبخاصة في كتابه (غزو الحضارات) 1926 "الذي كان له أثر كبير في تمحور الافرومركزية حول الحضارة المصرية القديمة وهو الذي وصف اخناتون بأنه أول من تمرد في التاريخ...هذا التمرد هو السر الحقيقي وراء بقاء اخناتون واستمرارية استنساخه."
المصدر: مصر الشمس
ساحة النقاش