وجع الثمانين

 

أيها العمر الموشٌى بالأماني

أنت كالبرق مررت خاطفا

ومضيت نازفا

لم تُوفٌركَ الليالي

واستمر النزف من فرعيك

قانٍ راعفا

وامتطيت الأفق الوردي

تبغى شاطئاً 

لم تذوٌب حدة الاملاح

والموج رماله

موغلُُ فيك الرحيل

موغلُُ

حتى الثماله

 

موغلُُ يالنبض 

غصٌَ الشريان

انتفخت رئة العمر

الى أن 

ضاق في الحلق الشهيق

مغر قُُ فيك اليباس

لم يعد في الثم ريق

ودنا حطُ الرحال

بات ينساك الطريق

 

كم زرعت في حقول الغيم

قبل الفجر

حلماً هاربا؟!

وحصدت

من سقام الحزن

خبزا كاذبا

وتشظيت

على الأفق جليدا ولهب

ورسمت

في مرايا الدهر

وجها شاحبا

 

ونصبت من دمي

فوق عظامي خيمةً

وجعلت

من شراييني حبال

تتنزى وجعا حلوا

كطعم البرتقال

سِبْتها

ثمان عقودٍ

تلعب فيها الرياح

وتشضيها الرمال

 

أيها العمر الموشٌى 

بالأماني

أتراك تثمر

فيمَ تبقى من شظايا؟!

أم تراك

تمضي كالعرجون

مسحوق الحنايا ؟!

لا زبيباً صرت

لا خلاً

ولا خمراً غدوت

لا حميماً

يدفئ الاحلام

في برد العشايا

 

بقلمي سعيد بوصعب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 64 مشاهدة
نشرت فى 31 يوليو 2019 بواسطة maglamlokalharf

عدد زيارات الموقع

17,547