أقول هذا بدافع الغيرة والنخوة وانتشاء بمزيج الألم والأمل.أقوله من باب تحسس الخطر،وأقوله كون بلاد العرب على الدوام مهدّدة في أمنها واستقرارها ومحسودة على ما وهبها الله إياه و حباها به من ثروات متنوعة وجغرافية ولود معطاء.
أقوله كون هذه البلاد أبدية الإقامة في قلب البركان،وبين مطرقة الخيانات الداخلية وسندان التكالب على مصالح شعوب الأمة من قبل جهات خارجية.
و أخاله آن الوقت لمعالجات حقيقية،تتيح للدور الثقافي والتنويري مساحات كافية،وتفسح له من أجل تفجير المسؤولية المنوطة به.
راهننا لم يعد بحاجة إلى دمى تحركها لوبيات التصهين،وتوجهها أنى شاءت ،إمعانا في تحقيق مآربها،والتلذذ بانتصارات عبر حروب ذكية كأنما تذكيها أفواه الشياطين وتدير رحاها زمرة من الجن، لا خسائر فيها لأطراف تكيد لمستقبلنا وتخدّر جيلنا بتفنن وتقنيات لم يعهد لها مثيل.
أتساءل ،ما الباعث على استنفار وتعبئة وحشد مخوّل لمعارك نخوضها خارج أنفسنا، تلك ومن دون شك مرايا السياسة الكاذبة والخادعة والمراوغة،تزين لنا ذلك الصنيع،فيما الأولى كامن الصدى في أن نمكن للدور الثقافي الحرّ ونمنحه خطّ التوازي مع السياسي،بغية استنطاق الأزمة كما يجب،وبالتالي رسم ملامح الخروج من عنق الزجاجة.
إن الرجل المريض قابع في أعماقنا، موغل في كينونتنا ، فلم وعثاء الذهاب بعيدا ،والبحث العبثي الدؤوب خارج ذواتنا.؟
نحن نعني بالثقافة ذلك الكل المركب الذي من شأنه أن يسهم في مدّنا بالعون والطاقة اللازمة لتخطي خيبتنا ومرارتنا،ويسعفنا في خلق الانفراج والمنعطف،وهو منال غائر وحيي ومتوار جدا، لن نقطفه بعدا أنامل إنسان يتمّ بناؤه على مراحل، لا دفعة واحدة،
وبمنأى عن أوهام الساسة،كون المصاب في هويتنا أفدح وأعظم.
بديهي أننا نعيش أزمة ثقة،لا سبيل إلى استعادتها بغير أخذ المبادرة والإسراع ببناء المواطن العربي على نحو يلغي فانتازية الصورة وخرافيتها، ويراعي الحرية والعدالة والكرامة والإنصاف وينصت بعمق وتملّ لنبض المواطنة القحة ولنظم دولة الحق والواجب والقانون.
راهننا ليس في حاجة إلى محاكاة ديمقراطية، بقدر ما تعوزه روح الاستفادة من عبر ودروس التاريخ.
وإذن... يجدر بنا ألا نظل أسرى ذاكرة الندم على ما فات وتضييع الكثير وتفويت الخير الوفير، ضحايا حالة أنتجتها اللعبة السياسية القذرة،حالة تغذي عقولنا بهوليودية المشهد في طرح يروم افتعال أعداء فضائيين،مع فارق بسيط وخيط رفيع مثلما تقترحه تجليات المفارقة ،وا أسفاه،دندنة الترف هناك و صهيل الفاقة هنا،في شتى مناحي الحياة،وإن عنيت بدرجة أولى وبشكل مباشر،الخواء الروحي والفقر الفكري.
نحن لسنا ننكر أن رحم البلاد العربية جواد، بدليل الرأس مال البشري المتوفر، وكم الطاقات المشهود لها بالعبقرية والنبوغ،إن في تصفيتها جسديا وإزاحتها من الوجود نهائيا تحت ضغط النفعية أو وازع هاجس التهديد،أو هجرتها إلى آفاق أرحب تسع الطموح في لا محدوديته وتبارك صوت العبقرية و صدى كل ما هو استثنائي وخارق.
بحيث العدو في أنفسنا ويتبوأ منا مقعد القرين،والوقت جدّ ثمين،فلنحدد ما الذي نريده،ولنخطط، ولنتبنى إستراتيجية ناجعة نربح بواسطتها الذات أولا.
احمد الشيخاوي/شاعر وناقد مغربي /10/10/2016
نشرت فى 10 أكتوبر 2016
بواسطة luxlord2009
صدى الأخبار العربية
Sada Arabic News شعارنا الشفافيه »
صدى العربية
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
461,811
صدى العربية
شارك في نقل الحـدث
ساحة النقاش