إبراهيم السيد الشهير بـ " بلية " عمره 29 عاماً ، ويعمل فى مجال الفراشة منذ 12 عامأ ومسئول فى الأفراح عن الكهرباء والفيديو والفرقة الموسيقية وأجهزة الصوت ، وصل في التعليم حتى الإعدادية فقط ؛لأنه كما يري :" معظم الشباب خريجى الجامعة لا يجدون عملاً ويمكثون فى المنزل فى انتظار وظيفة تلائم شهادتهم " ... ومع تفاقم مشاكل انقطاع التيار الكهربائى فى كل محافظات مصر قرر البحث عن حل لأزمة انقطاع الكهرباء ، وابتكر فكرة لتوصيل الكهرباء للمنازل والمحلات بأقل الأسعار ..
الأسطي " بلية " يعيش في حي العصافرة قبلى بمحافظة الإسكندرية ، وتعرض سكان هذا الحى للعديد من السرقات بسبب انقطاع الكهرباء ، ولذلك قررت البحث عن فكرة لحل هذه المشكلة ... فكان الحل فى مولد الكهرباء " الديزل " ، يقول : هي فكرة غير تقليدية لأننى أعمل فى مجال الكهرباء ووصلات الدش ، ففكرت فيها منذ عام بحثاً عن حل لمشكلة انقطاع الكهرباء ، وقمت بنشر إعلان فى الشوارع من خلال ورق مطبوع كتبت فيه عن استعدادى لتوصيل الكهرباء للمنازل مثل وصلة الدش تماماً ، ومن يريد أن ينير منزله عندما ينقطع التيار يشترى 3 لمبات موفرة ، والاشتراك للمنازل مقابل جنيه واحد فقط فى اليوم ، أي 30 جنيهاً فى الشهر ، والمحلات تدفع جنيهين يومياً ، و أصدقائى نشروا الإعلان على الإنترنت كخدمة لى .. ولكن البعض اتخذ مشروع استئجاري لمولد كهربائى واشتراك سكان الحى فيه كأنه دعابة .. وفوجئت بهذا الإعلان منتشر على وسائل التواصل الاجتماعى بشكل ساخر ، ولكن الجميل أن ما حدث خدمنا وأصبحنا أكثر شهرة وتلقينا عشرات الطلبات من المحلات والمنازل سواء في الحى أو من كل مكان في مصر ، وقمت باستئجار مولد كهربى بـ 12 ألف جنيه شهرياً ، ومن خلال وصلات كابلات بطريقة معينة أستطيع توصيل الكهرباء للمنازل والمحلات عن طريق المولد الكهربائى عندما ينقطع التيار ، وأنا أضع المولد الكهربائي فى الشارع حتي يتم توصيل الأسلاك للناس بسهولة ولصعوبة حمله علي الأسطح ، وبدأت العمل مع المولد الكهربائى "الديزل" بشكل صحيح قانوناً .. فذهبت إلى قسم شرطة الحى واستأذنت رئيس المباحث فى عمل مشروع المولد فوافق ، ولكن طلب منى أن أنتبه جيداً حتى لا تحدث مشاكل ، وقمت بتوزيع الكابلات فى الشارع وحرصت على عدم المجىء بجانب كابلات الحكومة ، وحتى داخل المنازل أبتعد تماماً عن أسلاك الكهرباء الحكومية ، فكل ما يهمنى ألا يعيش الناس في الظلام ويعتادوا أيضاً على اللمبات الموفرة لتخفيف الضغط على الحكومة.
وحسب كلام الأسطي " بلية ": فإن الناس لم تستوعب أن الكهرباء يتم توزيعها من خلال مولد، وفى الوقت نفسه لم يكونوا يريدون البقاء فى الظلام طويلاً سواء فى المنزل أو المحلات، والتوصيلة بها 3 لمبات موفرة يتم توزيعها فى الشقة ، إلي جانب تشغيل مصدر كهربائي لتشغيل التليفزيون ،ومشروع المولد الكهربائى بسيط وأى كهربائى يستطيع تأجير مولد ويوصله بالكابلات للناس .. لكن المشكلة فى كيفية التحكم فيما يستهلكه الناس من كهرباء حتى لا يؤثر على المولد ويؤدى لإحراقه ، وهذا هو " سر المهنة " من خلال جهاز تحكم لوحى اخترعه للمولد الكهربائى يظهر عليه ما يستهلكه المشترك ، وأى زيادة عن المتفق عليها يظهر على الجهاز.
يكمل قائلاً : على سبيل المثال .. عند انقطاع التيار العادي يهم الناس وقتها تشغيل اللمبات الموفرة والتليفزيون ، ولو تريد أكثر مثل تشغيل جهاز تكييف مثلاً سيكون بسلك آخر وزيادة فى السعر، وعندما يتم توصيل السلك أقول لهم لو استخدمت أى زيادة عن المتفق عليه السلك لن يتحمل وسوف يتم إيقاف الاشتراك ، وبصراحة الجميع يلتزم بما أقوله لأنهم يخشون أن أقطع عنهم الخدمة ، وهذا الجهاز اللوحى لا يستطيع أى كهربائى اختراعه ، والتوصيلة ليست مؤثرة على حمل الكهرباء لأننى أحسب استهلاك الديزل جيداً حتى لا أزيد من حمل استهلاكه ، خاصة أن الأسلاك التى أوصلها للمنازل تكون خارج الحائط وبعيدة عن سلك الكهرباء الحكومى,والخطورة على العميل تكون فى حالة واحدة إذا لم يلتزم بالشروط وكانت هناك حمولة زيادة على السلك .. فيتسبب فى أن يهلك السلك وبالتالى يدفع ثمن سلك جديد ، والمشروع كلفنى كابلات فى الشوارع بنحو 32 ألف جنيه ، ولا يدفع المشترك حق الكابلات التى توصله بالمولد لمنزله .. إنما يدفع للسلك داخل منزله وثمن الاشتراك فقط ، وبصراحة أنا بدأت المشروع ، وبعد 5 أيام ارتفع سعر البنزين والسولار ومع ذلك لم أرفع السعر ، والآن مهما ارتفعت الأسعار لن أرفع سعر الاشتراك لأن المواطن " تعبان " ولن أزيد من همه ، أيضاً مع تكرار أزمات انقطاع الكهرباء اخترعت لوحة صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية تعمل على بطارية السيارة ، وعندما أقوم بتوصيل اللوحة بالبطارية تنتج كهرباء 380 أمبير ، ومن خلال هذا الاختراع تستطيع تشغيل ثلاثة منازل بكامل الأجهزة الكهربائية من ثلاجة ومروحة وتليفزيون ولمبات.
ساحة النقاش