يوم وراء يوم يمر يحمل مصرخسارة مالية اخرى. فالسياحة والتجارة تباطأت والانفلات الأمنى زاد. ويتوقع المجلس العسكري الحاكم لحظة لا تكون فيها المسؤولية عن هذه الدولة الكبيرة غير الممكنة على كاهله. لم يعد الجمهور الذي كان موحدا على الرغبة في اسقاط عائلة مبارك، موحدا على سؤال سيكون وجه بلدهم في المستقبل.
والاخوان المسلمون كالمتوقع أفضل تنظيما من الآخرين واحتمالاتهم في انتخابات مجلس الشعب هي الفضلى، لكن حتى هم مختلفون في رأيهم في الخطوات التي ستتخذ في المرحلة القريبة. من المفهوم ان الرؤيا توحدهم ويجب في ختام المطاف في رأيهم ان تنشأ دولة شريعة، لكن ماذا سيكون حتى ذلك الحين؟ تحاول هذه الدولة الضخمة مثل حاملة الطائرات الضخمة ان تغير اتجاهها وهي تفعل هذا مع من كانوا أمناء على النهج السابق: الجيش والشرطة والقضاة والمعلمين ورجال الدين لانه لا يمكن تبديلهم، ولا يمكن اعداد ناس جدد في غضون بضعة اشهر، ومن الذي سيُعدهم أصلا؟ أعمال الهاي تيك من ميدان التحرير الذين عادوا الى عملهم منذ زمن؟.
من الذي سيحاكم مبارك؟ أمن عينهم للقضاء؟ وفيمَ سيحاكمونه؟ أأن أمر رجال الجيش بصد الموجة المعادية للشرطة؟ وهؤلاء القضاة أليسوا هم أنفسهم ممثلي النظام القديم البارزين؟ أليسوا هم الذين كمّلوه ونفذوا توجيهاته، وأدخلوا ناسا أبرياء السجون لتهم من قبيل معارضة النظام والخيانة؟
تمكن ازالة صورة مبارك سريعا مع توقع ان يأتي شخص ما جديد سريعا يدخل الاطار، لكن في أي سرعة يمكن السفر في اتجاه معاكس ومحاكمة قادة النظام السابق لانهم أرادوا تأمين القانون والنظام بطريقتهم التقليدية؟ وفي أي سرعة يمكن تغيير الكتب الدراسية، والاحتجاج على إجلال الحاكم وعرضه بأنه طماع عمل في غير مصلحة مصر؟ يبدو ان اسقاط النظام وان يُستبدل به نظام مشابه ينشر صوره المبتسمة في مصر كلها، أسهل من استبدال نظام ديمقراطي حر بنظام مستبد.
يصعب جدا ان نصدق. فالسهولة التي لا تحتمل التي يحاكم بها القضاة وزراء النظام القديم ويفرضون عليهم عقوبات سجن وعقوبات مالية ضخمة؛ والسهولة التي لا تحتمل لعيب صحف نظام الحكم بالأمس على النظام الذي أوت الى ظله؛ وخوف النظام العسكري الشديد من ميدان التحرير كل ذلك يشير الى ان مصر ستحتاج الى جيل صحراء قبل ان يحدث فيها التغيير المأمول.
ساحة النقاش