صدى مصر sada misr

رئيس مجلس الإدارة : بكرى دردير رئيس التحرير: سيد عبد النبى

 

منصبا نفسه مرشدا وواعظا، معطيا نفسه الحق بنزع الشرعية عن أنظمة وإكساب ا. كان ملفتا في حديث أوباما تركيزه على مسألة حقوق الإنسان والحرية وتأكيده في الوقت نفسه على مسألة أمن إسرائيل ومصالحها وهو لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد إلى مسألة حقوق الإنسان والديموقراطية في دول الخليج الحليفة برغم اهتمام بلاده كثيرا بوضع الإنسان العربي وحريته وحقوقه.
.

لقد أغفل الرئيس الأميركي أن بلاده كانت راعيا لكل الأنظمة التي تشهد انتفاضات وثورات باستثناء سوريا، وأن كثيرا من هذه الثورات إنما نشأت بسبب سياسات تلك الأنظمة وخضوعها المطلق للولايات المتحدة وتسليم قرارها وسيادتها لبلاد العم سام.

أغفل أوباما حقيقة مفادها أن كثيرا من شعوب العالمين العربي والإسلامي إنما للولايات المتحدة بسبب السياسات التي تنتهجها منذ عقود تجاه شعوب المنطقة والقائمة على تقديم مصلحة إسرائيل ودعمها دون مراعاة لأدنى حقوق الإنسان التي تكلم عنها. لقد دأبت الولايات المتحدة على اعتماد سياسة المعايير المزدوجة تجاه القضايا العربية المحقة فتجاهلتها ودعمت وغطت ومولت كل الجرائم الإسرائيلية الممتدة والمستمرة منذ نشأة هذا الكيان الغاصب فاستعملت كل مجالس الأمم المتحدة لتشريع ذبح الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري وكل شعب يرفض الخضوع لإسرائيل كما منعت مرارا وتكرار ولا تزال كل ما من شأنه أن يدين ولو بالكلام فقط الوحشية والإجرام الإسرائيلي تجاه الشعوب العربية.

أغفل الرئيس الأميركي أن بلاده غزت العراق وأفغانستان وأمعنت في تدمير والحضاري والديموغرافي للبلدين عبر زرع بذور الفتنة ورعايتها وأنها حين احتلت العراق تحديدا استندت إلى ادعات كاذبة بوجود أسلحة دمار شامل برغم تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم وجود ذلك. احتلت أميركا العراق وقتلت أبناءه ورمته في آتون الفتن الطائفية والمذهبية بدون سبب، وأوباما الحريص على حقوق الإنسان العربي تناسى أن بلاده انتهكت واغتصبت كل حق للإنسان في سجن أبو غريب وفي معتقل غواتنامو، وأغفل أيضا الحديث عن القوانين الأميركية التي صدرت عن إدارة سلفه جورج بوش الإبن حول أساليب استجواب المعتقلين باللجوء إلى التعذيب الوحشي وحرمان المعتقل أيضا من حقه بمحاكمة عادلة.

لقد أشبعنا أوباما كلاما عن الحرية في الوقت الذي تعتقل فيه إسرائيل مليون إنسان في قطاع غزة حارمة إياهم من أدنى مقومات العيش. لعل هذا المختال في معرض حديثه عن عمليات القمع الوحشي للمتظاهرين السلميين نسي أن يذكر ما جرى قبل خمسة أيام من قتل همجي للمتظاهرين السلميين على الحدود مع فلسطين المحتلة في مارون الراس والجولان وراح ضحيته 15 شهيدا ومئات الجرحى.
من كلفك وفوضك بأن تكون حكما بين الشعوب والأنظمة؟ وبأي صفة تحدد أن هذه ثورة وتلك لا؟ من السذاجة الاعتقاد أن ما تطلبه أميركا من سوريا هي إصلاحات وديموقراطية وحرية. علينا أن نكون أذكى من ذلك قليلا. ما تطلبه الولايات المتحدة من سوريا هو التخلي عن دعمها لحركات المقاومة وعن مواقفها الممانعة للهيمنة الأميركية والإسرائيلية على المنطقة وإن رضخت سوريا لتلك المطالب لن يكون لدى أوباما مشكلة في إبادة الشعب السوري وسيبرر ذلك كما يبرر إبادة شعب البحرين.

المستفزّ في حديث أوباما أنه يخاطبنا كأننا أغبياء أو بلهاء معتقدا أننا سنصدق حرصه على الشعوب العربية. من أنت لكي تعظنا وبلادك قامت أساسا على إبادة شعب الهنود الحمر؟ كيف يحق لك أن تتكلم على منع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة وحليفتك إسرائيل لديها ترسانة نووية ممنوع الإشارة إليها؟ كيف لنا أن نتقبل حديثك وبلادك ألقت قنابل نووية على هيروشيما وناكازاكي؟ عفوا أوباما معلش.العب غيرها. لسنا أغبياء لهذه الدرجة

 

luxlord2009

صدى العربية Sada Arabia

  • Currently 25/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
9 تصويتات / 99 مشاهدة
نشرت فى 20 مايو 2011 بواسطة luxlord2009

ساحة النقاش

صدى الأخبار العربية

luxlord2009
Sada Arabic News شعارنا الشفافيه »

صدى العربية

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

461,934

صدى العربية

 شارك في نقل الحـدث