دور المنهج المدرسي بالنسبة للتغير الاجتماعي:
يوضح المنهج المدرسي أسباب التغيرات الاجتماعية والطبيعية والبشرية وتأثيرها على المجتمع وتحديد أنواع هذا التغير ودوافعه, كذلك لا بد للمنهج أن يعرض الأمور التي تعيق عملية التغير التي قد تفرض بعض القيود بحيث تقلل من إمكانية حدوث هذا التغير أو تحد من أثره على الأقل , ومن الأمور التي يجب على المناهج المدرسية مراعاتها:
1. أن يهتم المنهج بما تعلمه الأطفال في داخل أسرهم قبل التحاقهم بالمدرسة حتى يستطيع تصويب ما قد يكون لديهم من أخطاء , وان يراعي مستوى النضج الذي وصل إليه التلميذ وحاجاته وميوله واستعداداته، و بما أن دور المدرسة تربوي مكمل لدور الأسرة فإن على المنهج أن يتيح فرصا متنوعة أمام المدرس تساعده على فهم أهم المؤثرات التربوية ويستخدمها للتعرف على نواحي القوة والضعف في تلاميذه.
2. إن على المنهج أن يستغل علاقات التلاميذ بالآخرين خارج الأسرة كأساس هام في التوجيه والتعليم وفي الوقت المناسب لنمو التلاميذ ، يوجه المنهج المدرسي التلاميذ إلى توسيع نطاق اتصالاتهم وعلاقاتهم بالأشخاص والجماعات ويهيئ الفرص التي تساعد على فهم ما في مجتمعهم من نشاط وأهداف وكذلك يتيح المنهج فرصا متنوعة لملاحظة الطفل في علاقاته خارج المدرسة.
3. أن يساعد المنهج التلميذ على استخدام الأسلوب العلمي في التفكير حتى يستطيع مواجهة ما قد يعيقه من مشكلات حياته في البيئة التي يعيش فيها وبالتالي يصبح التلميذ قادراً على التغيير وليس عقبة في سبيله.
4. أن تكون المناهج مرنة قابلة للتعديل، فيجب أن تتغير المناهج بتغير الظروف التي تطرأ على المجتمع لتصبح متمشية مع هذا التغير ولتظل قائمة بوظيفتها كأداة سليمة لتربية الأبناء، وإلا فإنها تكون مناهج متخلفة لا تصلح لهذا المجتمع بعد تغييره.
5. يجب أن يسهم المنهج في تحقيق توعية المتعلمين لوجهة التغيير بحيث يصبح لديهم اتجاهاً إيجابياً نحو التغير المنشود، من خلال توضيح مزايا التغير الإيجابي البناء، ومن حيث تحقيق تقدم المجتمع ورقيه والارتفاع بمستوى معيشة الفرد. وإذا كان المنهج المدرسي يمكنه الإسهام في تحقيق تكيف المتعلمين للتغير المرغوب فيه، أو يمكن تحقيق توعيتهم وإعدادهم للوقوف ضد التغير غير المرغوب فإنه يمكن كذلك التمهيد لتحقيق التغير المطلوب عن طريق تنمية كل من التفكير العلمي، والتفكير الناقد والتفكير الإبداعي لدى المتعلمين.
فالإنسان اليوم يعيش في عالم مفتوح ومتنوع خلافاً لما عاشه في الماضي، فيصبح معه لزاماً على المدرسة والمنهج والبيت أن يتكيفوا مع التغيرات والتطورات الحاصلة في المجتمع.
وتشرح المناهج التربوية مفهوم المواطنة المتركز بولاء الفرد لوطنه وخدمته في جميع الأوقات بالتعاون مع المواطنين كلهم لتحقيق الأهداف التي يصبو لها الجميع ، فوجود المجتمع هام جداً للفرد به يحقق له الحضور بين الآخرين ويكون مصدر فخر واعتزاز له ، ويجعله في حالة توافق متبادل مع بقية أفراد المجتمع، وينمي شعور الفرد بمكانته وبالرضا الذي يستمده من انتمائه لجماعته فيجعل الفرد يعتنق مبادئ وقيم الجماعة التي ينتمي إليها ويلتزم بها ويدافع عنها ويضحي في سبيلها.
تعزز التربية الجماعية إذا ما وردت في المناهج التعاون والتكافل والتماسك بين الأفراد ، كذلك المحبة والتفاعل الذي بدوره ينمي الرغبة في الاندماج عند الأفراد ضمن الجماعة المسؤولة عن تأمين كل حاجات أعضائها حتى تضمن الولاء ،ويعبر الفرد عن ولاءه من خلال الالتزام بالنظم والمعايير الاجتماعية .
وتقوم المناهج بوظيفة التحريض على فهم وممارسة الديمقراطية التي تضمن للطلبة تكافؤ الفرص وتعزز الحرية الشخصية والتعبير عن الرأي، وتنمي شعور الفرد بالحاجة إلى التفاهم والتعاون مع الغير من خلال الحوار البناء وممارسة النقد وتقبل نقد الآخرين وتقبل الآخرين له .
يتم وضع المنهاج لخدمة النظام السياسي، وبناء الدولة ، والمساهمة في التنمية المستمرة ، وتربيتة الاجيال بالولاء لوطنهم من خلال مجموعة من المؤسسات منها :
المدرسة : تتولى غرس القيم والاتجاهات السياسية التي يبتغيها النظام السياسي من خلال المناهج والأنشطة المختلفة وتغير الاتجاهات والقيم التي يؤمن بها الفرد من خلال الكتاب المدرسي وعلاقة المعلم بالطالب، فعندما يكون المعلم متمكناً من مادته الدراسية ، فإنه يكتسب احترام الطلبة، فيسهل عليه التأثير بهم فيغير القيم التي يؤمنون بها ، وإذا ترك المعلم الطلبة يعبرون عن آرائهم وأفكارهم بحرية يساعد هذا على نمو شخصياتهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم.
وتساعد الإدارة المدرسية الأفراد في تنمية إحساسهم بالاقتدار الذاتي والانتماء الاجتماعي وتكوين الآراء في معظم الاتجاهات، لهذا يجب أن تتحول المدرسة إلى مجتمع حقيقي يمارس فيه الطلبة الحياة الاجتماعية الصحيحة والمسؤولية والاستقلال والتعاون وإنكار الذات، مما يؤدي إلى تنمية مواطنة فعالة.
المقررات الدراسية :أداة لتحقيق التماسك الاجتماعي في المجتمع ، وتوظفها السلطة في نشر القيم بين الطلبة ، فتؤثر فيه وتعدل من سلوكه وتزوده بالمعلومات التي تساعده في حياته، ، بتباعها الأساليب وطرق تدريس الخاصة بالمواطنة مثل نقل المعارف والمعلومات التقليدية والقيم ، وتعليم مفاهيم العلوم الاجتماعية واستخدام عمليات التفكير لحل المشكلات التي تواجههم وتطوير شخصيته وتعد عملية ربط منهج التربية الوطنية بواقع الطلبة وحياتهم وممارسة الطلبة للأنشطة والخبرات من العناصر المهمة في تطوير المواطنة وتحقيق أهدافها، في مجتمعهم وبيئتهم.
وهذا يقع على عاتق المنهاج التربوي بما يحتويه من عرض الخبرات الإنسانية والمشكلات الدولية وأسبابها، وخصائص الناس من حيث تشابههم واختلافهم واهتمامهم بالآخرين، ليتعلم التلميذ أهمية احترام الناس ،والتعايش السلمي، والحياة في مجتمع يقوم على التسامح والقيم السامية، ويرفض التعصب العرقي والديني .
من أهم مسؤوليات المنهج التربوي أن يؤكد على وجود توافق بين الوطنية والإنسانية، فيكسب الطلبة مقومات الانتماء للوطن متمثلاً في الولاء للأسرة والمجتمع المحلي بمصالحه ومؤسساته، والمجتمع الوطني بمنظماته وهيئاته، ، ومن ثم جعله يؤمن بوطنه القومي وبوطنه العالمي الإنساني.
ضعت المعايير الوطنية في سورية لتعبر عن السياسة التربوية التي كانت تهدف إلى بناء شخصية المتعلم المتوازنة من جميع الجوانب الوجدانية والعلمية والفكرية والاجتماعية والنفسية والأخلاقية والجسدية، عن طريق تعميق وتوسيع المعارف والاتجاهات والقيم واستخدام التقنيات التي تمكنه من متابعة التحصيل التخصصي، والتفاعل بشكل ايجابي مع القضايا الاجتماعية والوطنية والقومية والعالمية بوصفه مواطنا واعياً منتـجًا مبدعاً قادراً على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار وممارسة الديمقراطية في مجالات الحياة جميعها. ويتم ذلك من خلال تحقيق الأهداف كثيرة نورد منها :
ترسيخ أهمية الوحدة الوطنية والإيمان بأهداف الأمة العربية، والانتماء للوطن وللأمة، وممارسة أسس العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد ، و فهم حقوق المواطنه وواجباتها والالتزام بالأنظمة والقوانين وتحمل المسؤولية في الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ، وتنمية الوعي بالعلاقة المتبادلة بين الإنسان والنظم البيئية والقضايا المتعلقة بها وتمكين المتعلم من الاستثمار الأمثل للموارد وترشيد استهلاكها ، تعميق الوعي بحقوق الإنسان والطفل والمرأة واحترامها، وأهمية الأسرة وضرورة المحافظة على تماسكها، ودورها في المحافظة على وحدة المجتمع وتطوره ، تعزيز حب العمل المنتج المتقن بصفته حقاً وواجباً و شرفاً للإنسان و تأكيد قيم العمل الجماعي والعمل التطوعي وتقدير المهن على اختلاف أنواعها ، تقدير جهود الدولة والمنظمات والجمعيات الأهلية ودورها في تكوين الرأي العام وتقدم المجتمع وتعزيز مشاركة المتعلم فيها والإسهام بأنشطتها.
الأهداف العامة للمناهج التعليمية.
هدفت المناهج التعليمية من جُملة ما هدفت إليه:
تزويد المتعلّم بالقدر الكافي من المعارف عن بيئاته الاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئية، ليتعرّف إلى واقع هذه البيئات ومُشكلاتها وطرائق التعاطي والتفاعل معها على أساس علمي وعقلاني وموضوعي.
تزويد المتعلّم بالمعارف التي تمكّنه من القيام بدوره في مجتمعه على خلفية وعيه حقوقه وواجباته.
تمثّله تراثه الروحي النابع من الرسالات السمويّة والتمسّك بالقيم والأخلاق الإنسانيّة.
محافظته على موارد بيئته الطبيعية والعمل على وقايتها وتحسينها بشكل مستمر.
سعيه إلى توطيد روح السلام في الذات وفي العلاقات بين الأفراد وفي العلاقات الاجتماعيّة والوطنيّة.
ممارسته القواعد الصحيّة المؤدية إلى النمو السوي جسديّا ونفسيّا وخلقيّا.
تطوير قُدرته على التحليل والربط والتوليف والتقييم، ليكون مواطناً يملك ولاءً واعياً وعميقاً لوطنه ما يُعزز انتماءه الوطني والإنساني.
نشرت فى 17 ديسمبر 2017
بواسطة lkoud
عدد زيارات الموقع
154,085
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
محمد اللكود
تعددت وسائل الاتصال والأعلام المزيف والمخداع ، وأوشكت كلمة الحق أن تزول وتختفي ، لهذا بدأنا بالكتابة عسى أن نسهم في عودة الصدق في المقالة وشفافية الموقف. والمساهمة مع الأحرار في صناعة سياسية مسلحة وكلمة حرة لا تخاف ولا تتراجع أمام القمع أو الاضطهاد ، بمساعدة الأحرار المؤمنين بالله الواحد »