حرب البطون الخاوية والمساعدات الإنسانية
ربما يستغرب البعض أن العلاقة بين الطعام والحرب علاقة قديمة بل ظهرت مع بداية الصراع على هذه الارض ، ولا تستغرب إذا قلنا أن الطعام وتأمينه هو السبب ألأساس في الحروب بين الشعوب ، ولكن ما الحادثة الأولى التي اندلعت بها هذا الصراع ن وللحقيقة لا أحد يعرف ذلك ويكفي أن نقول بأن القربان الذي قدم من قابيل وهابيل هو الطعام وقبل من أحدهم ولم يقبل من الآخر فكان القتل والله أعلم بهذه الحادثة وصيرورتها ، ولكن بين الشعوب ما الحادثة الأولى لاتعرف متى وأين ، ولكن الأكيد بسبب الطعام.
قيل بأن الجيوش تزحف على بطونها ، وكذلك الجيوش تزحف لتحقيق أهداف قادتها ، فما أهداف القادة من زحف الجيوش ؟
جميع المعارك التي حدثت في التاريخ الانساني كانت بسبب اطماع القادة السياسين في فرض سيطرتهم على أرض الغير تحت مسمى استرجاع الحقوق ، أو من أجل نشر الحقيقة أو الديمقراطية أو السلام ، ومن أجل ذلك كانت الدماء تسيل وكانت البطون تعاني الجوع عند كلا الطرفين المتصارعين جيوش تبحث عن طعام ثم تقاتل وجيوش تقاتل لتحصل على الطعام .
والاقصى من ذلك حرب البطون الخاوية التي يقوم بها المظلمون من أجل حريتهم ومن أجل كرامتهم ، يعلنون الأمساك عن الطعام وتحدي الموت ضد الحاكم أو السجان ضد القادة السياسين وضد القادة العسكرين وضد جميع أشكال القصر والتحكم بالحريات ، وربما هذه المعركة هى الأصدق بين جميع المعارك لانها إعلان بأن الارض عليها مظلومين يعانون من ظلم وقع عليهم ولا يستطيعون رده بالقوة لأنهم لايملكون وسائل الرد فردوا ببطون خاوية عسى أن تحرك هذه البطون مشاعر الظالم ليرجع عن ظلمه.
بدأت هذه الحرب مع بداية عدم التساو بعناصر المجابهة بين الأفراد فحين لا يوجد تكافؤ يعمد الضعيف لاستخدام هذا السلاح ، وفي العصر الحديث أصبح هذا السلاح يستخدم في السجون وأكثر ماتم استخدامه في فلسيطين ضد الكيان الصهيوني الغاصب وأفلح في كثير من الاحيان وأستخدم هذا السلاح من قبل الاحرار السياسين في سجون الحكم الفرنسي وربما استخدم ايضا في سجون ومعتقلات الانظمة العربية الفاسدة التي أخذت بمبدأ القتل والترهيب ضد الكلمة الصادقة.
هكذا بدأت اللقمة سلاحاً وهكذا استغلت الحكومات المستبدة هذا السلاح لقمع الناس وتضيق الحصار عليهم ودفعهم للرضوخ وقبول الأمر الواقع ألم يرفع السياسين شعار (جوع كلبك يتبعك) . هذا شعار من يتعامل مع الشعوب على أنها كلابه ويجب أن يتبعوه وكيف ؟ بتجويعهم
بعد هذا ..كم العلاقة وثيقة بين الطعام والقتل والرضوخ والاجبار والاذلال حتى قيل ( المرأة الحرة تموت ولا تأكل بثدييها ) ولكن ما العلاقة بين المساعدات الانسانية والتي هى بالأساس طعام والعمل السياسي , الحقيقة المساعدات الإنسانية ماهى إلا وجه من التحكم بالشعوب وسياساتها فإذا الحكومات لبت رغبات الدول العظمى أنهارت عليها المساعدات الإنسانية وإذا انحرفت عن خط الدول المحسنة أنقطعت المساعدات ، فاصبحت المساعدات تتحكم بدول وشعوب كثيرة .
ولكن الحقيقة بأن المساعدات الإنسانية إذا كانت مرهونة أو مقترنة بطلب أو غاية اصبحت سلاح ولم تعد مساعدة أصبحت سلاح لتجويع الشعوب ومن ثم اذلالها واجبارها على الخضوع ، وبذلك الحكومات الاستبدادية هى أكثر الحكومات تحكما بالمساعدات لانه سلاح رخيص ومؤثر في حياة الشعوب.
هناك بقية