الالتزام والمثابرة :
تسعى المدارس الخاصة لتطبيق برامج محفزة لكسب المزيد من الطلبة وارضاء ذويهم حتى تستطيع المنافسة مع المدارس الأخرى ، ولهذا تهتم بقبول اكبر عدد من الطلبة أكثر من اهتمامها بالنوعية حتى بالكاد تقوم بجراء امتحانات تقييم لمستواهم المعرفي أو بخلفيتهم الأخلاقية ، وتتردد كثيراً بمعاقبة أو طرد احد الطلبة المشاغبين أو الذين يشكلون خطراً اخلاقياً وجسمياً على غيرهم أو المقصرين بدراستهم لأن الغاية الأساسية هى الربح ، والقضايا التربوية تاتي بالدرجة الثانية والعلمية بما يحقق لها سمعة ورواج في سوق المنافسة ، ونحن لسنا ضد الربح بالعكس مع أن يكون هناك هامش ربح وحتى لو كان كبيراً لا مشكلة ولكن ليس على حساب العملية التعليمية والتعلمية والتربوية .
- أسباب تمرد الطلبة على السياسة التعليمية :
- يحاول الطلبة من كلا الجنسين اثبات ذاتهم وقدرتهم الجسدية أو البهلوانية أمام الآخرين وأمام بعضهم البعض وهذا يدفع بعض الطلبة الى استخدام قوتهم البدنية أو سوء أدبهم ومقدرتهم على المجادلة من خلال التمرد على المدرس أو مخالفته أو محاولة الشغب واصدار اصوات معينة لجذب انتباه صاحبته وأنه قوي لا يخاف المدرس ، هذا الفعل يسعد الطلبة المتاخرين دراسيا وربما يسعد بعض الفتيات اللآتي يعانون من عدم توازن بشخصيتهم ، ويكون هذا التصرف مبعثاً لفرحهم وانبساطهم وربما يشاركون بهذا الفعل خلسة ، ويمكن هذا التصرف أن يزعج المتفوقين لانه يشكل حالة شغب ولكنهم يتكتمون على الموضوع بسبب أنهم محترمون لا يريدون التصادم مع هذا الطالب المشاكس الذي لا يهمه التعليم ولا الانضباط وهو بنظرهم فاشل بكل المقاييس .
- يسعى بعض الطلبة لتناول الطعام أو شرب الماء أو القيام بالتنقل من مقعد الى أخر دون الاهتمام بتوجيهات المدرس وهم حسب توقعنا من الذين يعانون من ضغط نفسي بالبيت، وهذا الفعل بقصد اثبات وجودهم أمام الاخرين من خلال خرق قوانيين المدرسة او الصف بحجة أن لا يفهمون الفكرة أوأن لديهم مرض أو علة، ولكن الهدف الأساسي هو اثبات ذاتهم كما يتوقعون وخاصة امام الجنس الآخر مع العلم هذه التصرفات ليست حكراً على الذكور دون الأناث.
- اكثر الحالات تمرداً : الطلبة الذين لم يتعرفوا على انظمة أو قوانين في بيتهم ولم يجدوا من يعلمهم ذلك ( لامتابع لهم ولا مقيََم لأسلوب حياتهم ، لا تربية منزلية) وهذا الطالب يشكل قنبلة موقوته في وجه المدرس لانه يسعى للتحرش به حتى يثبت قدرته في التغير وأحداث افعال يعجز عنها بقية الطلبة .
- حالات كثيرة اخرى ولكن كلها تندرج ضمن حالة التباهي أمام الجنس الاخر ويمكن أن تصل بعض هذه الحالات الى تجاوز حدود التربية والاداب العامة والاقتراب من الخصوصيات اجسدية بشكل مزعج للطرف الآخر مثل اللعب بشعر الفتاة أو تقوم الفتاة بالتحرش بالشاب من خلال مضايقته أو نكزه وهذه تشكل تحد أمام المدرسين الذين في أغلب الاحيان لا يستطيعون مجابهتها خوفاً من أن يتاجج الموقف وتحوله الى إثارة المدرس وتهامه بالاساءة لسمعة الطالب أو الطالبة.
كيف تنمو هذه الحالات والحلول الممكنة لمعالجتها:
بعد المراقبة والرصد لأكثر هذه الحالات وفي أكثر من مدرسة وبكافة أنواعها من مختلطة ضمن صف واحد وضمن مقعد واحد ، ومدارس مختلطة ضمن صف واحد ولكن لا شراكة أو احتكاك بالمقاعد ، ومدارس مختلطة ولكن لا يوجد شعب مختلطة الذكور لوحدهم والأناث كذلك ، وهناك بعض المدارس لا تقبل الاختلاط بين الجنسين وجدنا الآتي:
- المدارس المختلطة بكل شيء حتى المشاركة بالمقعد أكثرها تمرداً على المدرس وتجاوزاً لحالات التقيد بالانظمة والقوانيين وحتى أكثرها تقصيراً بالمعارف والمشاركة الفعالة، كون الطلبة بفترة المراهقة وهم بصراع مع ذاتهم ومع بعضهم لأثبات وجودهم الجسدي القوي وحب التمرد عاى الواقع بتوقعهمولا يتم ذلك إلا من خلال التمرد على نظام المدرسة والعادات والتقاليد ووكذلك على القائم بتنفيذ هذا النظام من مدرسين أو إدارة ، ويمارسون أفعالاً شيطانية ويتسابقون فيما بينهم لاحداث أكثر حالات التمرد والشغب ،
المدارس المختلطة ولكن لا تشارك بالمقاعد ولا احتكاك بين الجنسين أخف من الحالة الأولى ولكن معظم الوقت تسير بينهم حالات المغازلة عن بعد وهذا يؤثر على سير الدرس ويشتت المدرس ويشغله عن تحقيق أهداف الدرس ويمكن أن يرافق هذا الغزل بعض التحرشات أو الانتقال الى جانب الطرف الأخر من الصف لمس أو التحرش بشريكته
*لا توجد حالات التحرش أو محاولات الملامسة أو المجادلة في المدارس التي تفصل بين الطلبة بالصفوف أو القاعات كون الفصل بينهم واقع وهذه الحالات فقط في القاعات المشتركة .
يمكن تحدث هذه الحالات بالباحة اثناء الاستراحة ويستمر أثرها الى الدقائق الأولى من الدرس حيث يتعمد الطلبة التأخر عن الحضور الى الدرس وهذا بدورة يشتت الوقت وكذلك يضيع كثياً من المعلومات بسبب انشغال الطلبة وتوجيهات المدرس بضرورة المشاركة وحسن الاستماع.
مقترحات لحل بعض مشاكل الطلبة والتأخر الدراسي:
1- في هذه الفترة يجب عدم دمج الطلبة من الجنسين في شعبة واحدة زالأفظل أن تكون شعبة للذكور وأخرى للأناث حتى نستطيع منع تمرد الطلبة على المدرس أو التباهي أمام الجنس الآخر على حساب الحصة الدرسية والمدرس.
2- ضرورة مراجعة أخلاقية لتصرفات الطلبة وعدم قبول الطالب الذي يبادر للتحرش مهما كانت الظروف فصلة من المدرسة حتى لا يشجع تصرفه هذا بقية الطلبة على تقليده.
3- الاجتماع بشكل مستمر مع ذوي الطلبة ومعرفة مدى متابعتهم لأبنائهم وكيف يقومون بارشادهم وتوجيههم ففي أكثر الحالات نجد أن الأباء والمشرفين على الطالب هم بحاجة الى متابعة وتوجيه.
4- تفعيل دور المرشد النفسي والاجتماعي بهذه المدارس وضرورة الاجتماع مع الطلبة بشكل دوري.
5- المتابعة من مديريات التربية للمدارس الخاصة والزامها بمعايير الجودة وعدم تجاوز عدد الطلبة في القاعة الصفية الواحدة عن 24 طالب مهما كانت النتائج وعدم قبول الاستثناءات بإضافة هذه الأعداد فوق 24 طالباً حتى نضمن سير العملية التربوية.
6- اختيار المدير المشرف بطريقة مدروسة وليست انتقائية أو لاعتبارات المحسوبية والزامه بالدوام بالمدرسة والمتابعة والاجتماع بالطلبة وتقديم تقارير ودراسات بشكل دوري وتحميله المسؤولية عن حالات التاخر والشغب.
7- متابعة المدارس الخاصة من التوجيه بالمديريات وضرورة استخدام الوسائل والطرائق الحديثة وهذا يحفز الطلبة على المتابعة .
8- الدور الأساس للأهل بمساعدة المدرس في تنمية مهارات الطلبة وتعليمات الأهل باحترام المدرس والتقيد بتعليماته وعدم قبول الشكوى على المدرس أساس بمنع الطلبة من التمرد
يتبع إن شاء الله
المصدر: معاناة مدرس من الواقع
نشرت فى 29 يناير 2019
بواسطة lkoud
عدد زيارات الموقع
154,322
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
محمد اللكود
تعددت وسائل الاتصال والأعلام المزيف والمخداع ، وأوشكت كلمة الحق أن تزول وتختفي ، لهذا بدأنا بالكتابة عسى أن نسهم في عودة الصدق في المقالة وشفافية الموقف. والمساهمة مع الأحرار في صناعة سياسية مسلحة وكلمة حرة لا تخاف ولا تتراجع أمام القمع أو الاضطهاد ، بمساعدة الأحرار المؤمنين بالله الواحد »