عبد الحليم عبد الحليم !

مجموعة خواطر شعرية وأدبية !

              يا ذا المعالي
              *******
لا يعرفُ الحقدَ من تعلو بهِ الرُّتبُ*** ولا ينالُ العلى مَنْ طبعُهُ الغضَبُ

هذا زمانٌ مضى ضاعتْ مبادِئُهُ * ** وأصبَحَتْ نُكَتاً تَجْتَرُّها الكُتُبُ

أما الزمانُ الردي فالأمرُمختلفٌ ***  وكُلُّ ما حولَه أو فيه مُنْقلِبُ

فصاحبُ الحقد لا تُخشى غوائِلُهُ***والطَّيِّبُ القلبِ في أنيابِهِ العَطَبُ

وصاحبُ المكرِمأمونٌ جوانبُهُ***وصاحبُ الخُلْقِ فيهِ الغِلُّ والخَبَبُ

ولا يُصَدَّقُ إلا كاذبٌ أَشِـــــرٌ***وأصدقُ الناسِ مَنْ أطباعُهُ الكذبُ

أمَّا الأمينُ فيَحوي كلَّ خائنـةٍ *** والخائنُ الخَبُّ محمودٌ ومُنْتَجَبُ

والراجحُ العقلِ مخبولٌ وذو سَفَهٍ ***وأَسْفَهُ القومِ أعْلاهُمْ إذا انْتدَبوا

وما الكريمُ الذي تُرجى نوائِلُهُ***غَيْرَ الذي مِنْ جِيوبِ الناسِ يَنْتَهِبُ

يا صاحبَ الدين والأخلاقِ مَعْذرةً***  هلَّا تُعاهدُ كهفاً فيهِ تَنْتَقِبُ

فذا الزمانُ زمانٌ سوفَ تُنْكِرُهُ**** عَمَّ النفاقُ بِهِ واسْتَشْرَفَ الكذبُ

ومنْ يَعِشْ فيهِ يُدْرِكْهُ الأذى ظُلَلاً ***ومَنْ يُفارِقْهُ يَسْلَمْ عِرْضُهُ النَّجِبُ

                       **********************

 لا يعرف الحقد من تعلو به الرتبُ *** وأنت في السوء والأحقاد تضطربُ

حَدِّث فَدَيْتُكَ لا خوفاً ولا خجلاً *** إذا الحياءُ وماءُ الوجه قد نضبوا

أَلَسْتَ تَعْرِضُ ما تُلقيهِ مِنْ دُرَرٍ***لا فُضَّ فوكَ فَتخزى ثُمَّ تَحْتَجِبُ

تُزَوِّرُ الخُطْبَةَ العصماءَ تَخْطُبُها *** كحاطِبِ الليلِ لا وَقْدٌ ولا حَطَبُ

كما الحمارُ الذي ما زالَ ذاخَرَقٍ *** وأثْقَلَتْ ظَهْرَهُ الأسْفارُ والكُتُبُ

فلا تَأدَّبَ مِمَّا كان يحمِلُهُ       ***  وأرْهَقَ الظَّهْرَ طولُ الكَدِّ والتَّعَبُ

ما قيمةُ العلمِ إنْ لم يُغْنِ صاحبَهُ *** فالعلمُ غايتُهُ الأخلاقُ والأدبُ

فَرُبَّ حامِلِ عِلْمٍ ليسَ يَفْقَهُهُ   ***  وَرُبَّ حاملِ فِقْهٍ حَظُّهُ النَّصَبُ

ورُبَّ قارىءَ والقرآنُ يلعنُهُ ***   حُكْماً عليهِ وفي الخسرانِ ينقلِبُ

نعوذُ باللهِ مِنْ عِلْمٍ يُرادُ بِهِ  ***   بابُ السلاطينِ يُسْتجْدى ويُرْتَهَبُ


                        **************
            
لا يعرفُ الحقدَ من تعْلو بِهِ الرُّتَبُ *** ولا ينالُ العُلى مَنْ طَبْعُهُ الغَضَبُ
 
هذي مناقِبُ قوْمٍ قد مَضَوْا قُدُماً *** فَكَيْفَ تُدْرِكُ ما فاتوا وما انْتَقَبُوا
           
إن تركبِ الريحَ أَحْقاباً لِتُدْرِكَهُمْ *** إذاً لطالَتْ بِكَ الأعْمارُ والحِقَبُ

يا ذا المعالي الذي يَعْتَدُّ في صَلَفٍ ***هَلْ جُبْتَ بالشمسِ أمْ طارَتْ بِكَ الشُّهُبُ

تَظُنُّ رُتْبَتَكَ الغَرَّاءَ خالِدَةً  *** فانْظُرْ هُدِيتَ لِمَنْ غَرَّتْهُمُ الرُّتَبُ

وأصبحوا أَثَراً مِنْ بَعْدِ شاهِدَةٍ *** يَبْكونَ رَسْماً عَفَتْ آثارُهُ الرُّحُبُ

هَلْ خُضْتَ بحراً عميقاً ليسَ يُدْرِكُهُ *** في الناسِ إلا اللبيبُ المُتْقِنُ الأَرِبُ

فكُنْتَ عِدْلَ الإمامِ الشافعيِّ حِجىً *** تزاحَمَتْ حَوْلَكَ الأقدامُ والرُّكَبُ

وحُزْتَ فَهْماً وعَقْلاً لا يُعَدُّ بِهِ *** أَلْفٌ يُعَدُّونَ بالآلافِ إِنْ حُسِبوا

هَلْ جُزْتَ أسْوارَ عَمُّورِيَّةٍ صَرَخَتْ *** فيها الحَرائِرُ تُسْتَحْيا وتُغْتَصَبُ

فكُنْتَ مُعْتَصِماً في نَخْوَةٍ عَصَفَتْ ****جيشاً تُظَلِّلُهُ الرَّاياتُ والقُضُبُ

فكانَ أَوَّلُهُ في الرُّومِ مَلْحَمَةً **** وكانَ آخِرُهُ في الشَّامِ يَرْتَقِبُ

أَكُنْتَ سَيِّدَ قَوْمٍ لا يُرَدُّ لَهُ ****  قَوْلٌ وشَوْرٌ ولا حُكْمٌ ولا طَلَبُ

تظنُّ أنْ قدْ مَلَكْتَ الخافِقَيْنِ بِها *** وأنَّكَ الفاتِحُ المنصورُ يَقْتَرِبُ

مَنْ يُكْرِمِ اللهُ يَرْفَعْهُ بلا سَبَبٍ **** وَمَنْ يُهِنْهُ يَهُنْ لَوْ شَدَّهُ السَّبَبُ

فما المعالي التي ما زِلْتَ تُحْرِزُها *** إلا سَراباً بِقاعٍ ليْسَ يَنْشَرِبُ

أمْ هلْ حَسِبْتَ المعالي أَنتَ تَصْنَعُها *** فاقْعُدْ فإنَّ المعالي النُّبْلُ والأدبُ

                             ********************
                                   عبد الحليم عبد الحليم

 

lidia

مع تحياتي وتقديري لزيارتكم !

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 142 مشاهدة
نشرت فى 13 فبراير 2012 بواسطة lidia

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

10,264